رغم الوجود.. يمر في نفق الغياب كما يشاء له القضاء فعلى شفاه الخلد.. والوجدان يحتدم الفناء فلتفتح أبواب الضباب كما تشاء متاهة الأحزان والنسيان وأجنحة الرحيل فسيبقى صوتك يا سليل المجد يصدح في الديار.. وشرفة التاريخ.. يخرج من وريد النيل يسري في فجاج الأرض جيلاً.. بعد جيل.. كم مرة: الفجر يطلع من ترانيمك في جنح الهوان فيدّك أسوار الطغاة يحطم أغلال الحفاة يفك أسر البوح في كل زمان.. ومكان.. كم مرة: سقط الرهان بأن عزمك للنوائب يستكين.. ولا شموخك لان وأسقط: للجسارة.. والحقيقة صولجان.. ستظل الصحو.. والحرية البيضاء وأوتارالحياة .. وتبيح سرّ الكبرياء، يروي معينك أغنيات الفجر من نبع الحضارات.. ومحراب الخليل.. يا فارس الشدو النبيل مرقاك ما بين النجوم بمدار الذكرى تضوي وفي حقول المجد تسمق كل يوم.. تخضّر في ثغر المشاعر، ترفع ألوية البشائر فوق قمم الحزن.. واليأس .. وسفح المستحيل..