* القلم طاوعني تاني قلت أرجع للكتابة.. مطلع أغنية المرحوم رائد الأغنية الشعبية محمد أحمد عوض وله طرفة شهيرة عندما دخل إستوديو التلفزيون القومي لتسجيل بعض أعماله الفنية ومنها أنشودة تقول «يا رجال الحدود أحفظوا وطن الجدود» لكن.. فردة كُورَسْ كان يردد مع بداية الأغنية كلمة الحدود بدلاً عن الجدود.. فانفعل الأستاذ وخبط الرِّق بعنف وزعق في وجه الكُورَسْ «ألعن أبو الحدود ذاتها» وتوقف التسجيل ليبدأ من جديد لكن فني المونتاج لم يمسح أول الشريط فواصل التسجيل من حيث توقف وعندما أذيعت الأغنية بدأت ثم صرخ محمد أحمد عوض «ألعن أبو الحدود ذاتها» وبقدر ما كانت تلك العبارة تمثل خطأً فنياً فادحاً إلا أنها تمثل لي اليوم عبارة مفتاحية ينبغي أن نقولها في وجه حكومة سلفاكير التي تدير دولة الجنوب بعقلية اللصوص وقُطَّاع الطرق وتمارس علينا إرهاب الدولة فتعتدي على حدودنا .. ونحن نتفاوض معهم على ما تبقى من ترسيم 20% فقط لكنها مئات الكيلو مترات .. وتقف قواتنا على الحدود «يا أخي ألعن أبو الحدود ذاتها» فتأمين منطقة هجليج الحيوية .. أكثر حيوية من العاصمة نفسها .. إنَّما يكون تأمينها في ما وراء حدود دولة الجنوب «غير المحترمة» وكل بحر العرب حتى ملكال ذاتها !! حتى لا تتطاول علينا عصابات الجنوب مرة أخرى . * إجتياح هجليج وحده هو من أعادني للكتابة بعدما توقفت مدة مقدَّرة وأصبت «بالدبرسة» طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء وأضربت عن عملي الخاص دون أن أخشى المحاسبة «فأنا النقابة ورب العمل» ولم تهدأ خواطري .. ولا نفَّست كربي إتصالات الأصدقاء والقراء .. ولا أثلجت صدري كلمات وزير الدفاع الوطني ولا أعضاء الهيئة التشريعية القومية ولا الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء الموقر ولا بيان أمينه العام ولا تصريحات وزير الإعلام ولا تطمينات وزير النفط.. وإن بدا لي إن الفائز الوحيد من هذه «النكبة» سيكون هو وزير المالية والإقتصاد الوطني الذي ظلَّ «يهاتي» بزيادة أسعار المحروقات.. حيطة الميزانية القصيرة .. إذ أن الأقدار ساقت إليه المبررات لحدي عندو!!! فإن فعلها ستكون ضربة قاصمة لتماسك الجبهة الداخلية.. وقد كنت شديد الحفاوة بالتصريحات المسئولة للسيدة مريم الصادق المهدي والأستاذ على السيد المحامي.. ورأيت بعين الخيال أرتال السيارات وهي «مصطكة» أمام محطات الوقود بالليالي ذوات العدد قبل أن تهب ثورة الإنقاذ فتجعل كل ذلك جزءً من الماضي .. نتمنى أن لا يعود . * إنتهرني هاتف داخلي يقول «تبكي مثل النساء ملكاً مُضاعاً.. لم تحافظ عليه مثل الرجال» أسأل نفسك أو اسألني ماهي هجليج ؟ وهل كانت هناك مدينة قبل الإنقاذ إسمها هجليج ؟.. اتصل علىَّ هاتفياً الأخ الزعيم عبد الغفار عبد الرازق المبارك قائلاً «لو ما كتبت اليومين ديل حتكتب متين؟» فوجدته محقَّاً .. تابعت ردود الأفعال الإقليمية والدولية فوجدتها إلى جانبنا وإستمعت إلى سوزان رايس أو «سوسن رُزْ» فقلت «اللهم أجعله خير» وعجبت لتلفزيوننا يبرز تصريحاتها وكأنها مبعوثة العناية الإلهية!!! لا يساورني أدنى شك في قدرة جيشنا على تطهير أي شبر من بلادنا من دنس التمرد والإحتلال ومن خلفه شعب مؤمن تمتلئ جوانحه بالوطنية ولا يرضى المذلة والهوان وينسى خلافاته الحزبية ومطامعه الشخصية عندما تتعرض بلاده للعدوان ولم ولن يشذ عن هذه القاعدة إلا من كُتب عليه إنه في الأذلين !! ولن يسأل أحدٌ الآن كيف تمكن المتمردون الحفاة العراة من الإعتداء على بلادنا وإحتلال أراضينا؟ فالسؤال سيظل معَّلقاً حتى تنجلي المعركة بإنتصار صريح .. وموقف مريح.. وبيع ربيح.. وعندها لكل حادثة حديث. * لقد كان أهل السودان كالعهد بهم لم تروعهم الحادثات .. ولم تزلزلهم الشائعات .. وتدافع شبابهم نحو سوح الجهاد زرافات زرافات .. ولم يرددوا مقولة الأمير الشاعر إمرئ القيس عندما بلغه مقتل أبيه فقال «ضيعني صغيراً .. وحمَّلني دمه كبيراً .. فلا صحو اليوم.. ولا سُكر غداً.. فاليوم خمرٌ وغدًا أمرْ .» ... فهجليج من صنع أيدينا .. وعرق جبيننا.. ومنها حقوق أجيالنا القادمة .. وهي مصدر عزتنا وفخارنا.. ونعلم كيف تتحرق أمريكا غيظاً مِنَّا عندما إستخرجنا البترول من أرضنا إذ يقول الأمريكان عن بترولنا نحن وبكل بجاحة «OUR OIL « يعني زيتنا «الله يطلع زيتهم» ... ويقول أمير الحرب الصغير «فاقان» عن إحتلال هجليج «السودان ما عنده مقدره على القتال فلماذا يحارب؟» سبحان الله من غيرنا إذن يقاتل؟ وفاقان هرب من جبل بوما عارياً كيوم ولدته أمه عندما كرَّت عليه جحافل المغاوير من جيشنا وهو اليوم يتندر علينا !! وهو يعلم لو إننا قد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب.. ما هذا الغباء؟ هل صدق سلفاكير نفسه إنه رئيس حقيقي؟!! وقائد جيش حقيقي ونظامي؟! حتى يسأل هو وحكومته هذه الأسئلة الغبية!! إذا لم يقاتل جيشنا.. فمن؟ وإذا لم نعز العازه فمن؟ ولمن نجيِّش الجيوش؟ ولمن تتدافع قوات المجاهدين إذن؟ * أهلنا الرباطاب من فرط كراهيتهم للأسئلة الغبية اتُّهموا بالمساخة!! قال الرباطابي للمضيفة «أديني بطانية» فقالت له المضيفة «يعني بردان عاوز تتغطى؟» فرّد عليها «لا .. عاوز أكوي هدومي!!» . وهذا هو المفروض