دلفنا نحو حافلة متجهة إلى أم درمان فى نهار حر غائظ من موقف كركر أو السكة الحديد عند الثالثة عصراً وكانت المفاجأة أن الحافلة لم يتمكن قائدها من الخروج الى الشارع المؤدى الى الجهة التى يريدها وسط كتل من البشر والباعة والحافلات بأنواعها .. وصبّ الركاب جام غضبهم على ولاية الخرطوم والذين يخططون لها لانه لا يمكن ان يستمر الوضع بهذه الصورة فى هذا الموقف الذى باعتراف والى الخرطوم نفسه الذى سبق وأعلن أن كركر إلى زوال!! ولكن السؤال الذى نعيده مثنى وثلاث ورباع متى يزال هذا الموقف الذى تضرب فيه الفوضى بأطنابها فى ظل غياب تام لاى مسئول يستطيع أن يقتطع جزءً من وقته يرى بأم عينيه كيف يتعذب الناس والصيف فى بدايته من المعاناة فى الدخول أو الخروج من هذا الكركر ؟ وتمنى المواطنون من والى الخرطوم ومعتمدها ان يبادروا بزيارة مفاجئة لهذا الموقف فى ساعات الذروة وعلى اقل تقدير ليضعوا بعض المعالجات العاجلة الى حيث يمكن تدبير موقف بديل وعلى حكومة الخرطوم ان لا تعتمد على التقارير التى لا تسمن ولا تغنى من جوع. فاذا سألت عن ضيق مواعين الموقف هذه تحتاج الى صفحات .. وإن سألت عن الوقف الخاطئ فهذا ملف بأكمله .. اما عن اصوات المايكرفونات والباعة الذين يفترشون الارض ويعوقون الحركة والشحاذون فحدث ولا حرج.. وصاحب الموقف لا يهمه الامر طالما أن المحلات التجارية التى تضيق الحركة تدر عليه دخلاً كبيراً.. بل أن الاعجب فى الأمر أن هنالك توسيعاً فى المحلات التجارية من الجهة الشمالية تفتح ابوابها على الشارع الرئيس فازداد الطين بلة وصارت هناك جزارات لبيع اللحوم ولم يكن هذا النوع من النشاط موجوداً إذ أن البيئة التي حول مكان هذه الجزارات لايمكن أن تبشر بخير فهى متردية للغاية وصحة المواطن قطعاً هى الأهم .. إننا نناشد المسؤولين بأن يبحثوا أمر معاناة الناس فى موقف كركر ولا أدرى أين هى كاميرات التلفزيون القومى التابع للدولة فى رصد معاناة المواطنين فى موقف كركر والمواقف الاخرى التى صارت كلها غير صالحة ولا تتسع عدد العربات المتزايد كل ساعة،ويبدوأن التلفزيون القومى لا يهمه حال المواطن بقدر ما يهمه إرضاء الحكام والساسة فهو الاقدر والقادر على عكس الصورة للمسؤولين لايجاد الحلول لها .. ونقول أخيراً متى تضع ولاية الخرطوم حلولاً جذرية لمواقف المواصلات خاصة وان هذه الولاية تشهد تزايداً فى اعداد سكانها الذى وصل الى أحد عشر مليوناً وقطعاً فى ظل النزاعات المسلحة سيزداد العدد يوماً بعد يوم وهؤلاء جميعاً يؤثرون على شئ فى الولاية بما فى ذلك المواصلات العامة، لذا فالامر يحتاج لحل ولعل جهود د. عبدالرحمن الخضر والى الخرطوم لن تنقطع فى سبيل هموم أكبر ولايات السودان.