((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 01 - 05 - 2012

ظلت الهواتف لا ينقطع رنينها منذ السبت الماضي، وامتلأت بعض الصحف العربية، ومواقع الانترنت تردد خبراً كاذباً حول وفاة الشاعر الكبير محمد الفيتوري.. وقد أثرنا في الصحف أن نتصل بأسرته، وأن نتقصى الخبر ونستوثق منه، ولا نتعجل كما فعلت بعض هذه المواقع..
وقد كشفت هذه الحادثة عن خلل ما نرجو أن يتداركه المسؤولون في الصحف والمواقع الالكترونية.. وكشفت هذه الحادثة عن مدى التقدير الذي يحظى به الشاعر الكبير في السودان وأقطار الوطن العربي الأخرى.
وزارة الثقافة تدشن عشرة كتب
تم مساء أمس بقاعة اتحاد المصارف، تدشين عشرة كتب من اصدارات المجلس القومي للثقافة والفنون، في احتفال كبير، وقدمت فيه كلمات حول الكتب.. وستتلو هذه المجموعة اصدارات أخرى أقرت وزارة الثقافة تبني طباعتها ونشرها.
إيداع الأعمال الكاملة لأبي القاسم الشابي بخط يده بالمكتبة الوطنية
تسلم الدكتور نور الدين ساتي أمين عام المكتبة الوطنية، نسخة من الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للشاعر التونسي الشهير «أبو القاسم الشابي» مكتوبةً بخط يده، مهداة من الأستاذ عبد الرحمن مجيد الربيعي الروائي والقاص والناقد العراقي المقيم حالياً في تونس، لإيداعها بالمكتبة الوطنية السودانية. وقد سبق أن أهدى الربيعي للمكتبة مجموعة من أعماله، وقام بتسليم هذه الأعمال جميعاً للمكتبة الوطنية الناقد الأدبي والكاتب مجذوب عيدروس. ويذكر أن مخطوطة أعمال الشابي الكاملة والأصلية قد تم نسخها في تونس وتوزيعها في مجلد فاخر أعدته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، ضمن الاحتفال بالذكرى المئوية لأبو القاسم الشابي. ومن ناحية أخرى تم إيداع العديد من المؤلفات السودانية المكتبة الوطنية منها: «مهيرة بت عبود ذلك الشرف الباذخ» للدكتور عبد الله الشيخ سيد أحمد، و«الفيدرالية في السودان من خلال دستوري 8991م و5002م» لمحمد العاجب إسماعيل الصافي، و «ملوك أم در» لنادر أحمد الشريف الحبيب، و «دور تقنية المعلومات في دعم التعليم المفتوح في السودان» للدكتور بلة أحمد بلال وعمر محمد العماس، و «مقدمات تفسير الظلال» لعبد الفتاح جابر.
رحيل ..
عادل الماحي
توفي الاستاذ عادل الماحي الفنان التشكيلي الذي عرف بتخصصه في رسومات كتب الاطفال ..
بعد صراع طويل مع المرض .. والعزاء موصول لأسرته وزملائه في جماعة ادب الاطفال بالسودان .
في نادي القصة السوداني ..( 2/2 )
التحليل الفاعلي في اطاره الأبستمولجي وتطبيقه على نظرية الأدب
رصد / وفاء طه
نظم منتدى نادي القصة السوداني جلسة للحديث حول التحليل الفاعلي والأدب تحدث خلالها صاحب نظرية التحليل الفاعلي دكتور الشيخ محمد الشيخ ، وقدم الأمسية الأستاذ نادر السماني فتحدث بدءاً عن مقدم الورقة قائلاً : دكتور الشيخ صاحب رأي خلاق ، يظن في قرارة نفسه أنه مسؤول مسؤلية كاملة عن كل المشاريع ولذلك يحاول بقدر ما يستطيع أن يقدم رؤى تساهم مساهمة كبيرة في انتشال الانسانية من مأزقها ومن أزمتها .. و الشيخ محمد الشيخ يتناول نظرية التحليل الفاعلي في مستويات متعددة هي من الشمول والأممية بحيث تظهر تجلياتها في مستويات مختلفة ، ربما يكون موضوعنا اليوم النظرية في اطارها الأبستمولوجي وتطبيقات ذلك على نظرية الأدب ، ومن ثم كتابه يطرح تطبيق لهذه الرؤية والنظرية على روايتين للمبدع الطيب صالح ، نظرية التحليل الفاعلي سيشرحها دكتور الشيخ وستضح معالمها وهي ليست فقط في مجال الأدب ولكن ربما باحساسه بأننا في نادي القصة وواحدة من اهتمامتنا الأدب والرواية سيتناول ذلك ولكن لها اتجاهات في الفيزياء والرياضيات وفي نظرية المعرفة ...توقفنا في الحلقة الماضية عند حديث دكتور الشيخ عن أن
الفقر و الاعاقة كلها أحيانا تكون مشكلات وجودية نفسية تؤدي لأن يدخل الانسان في مجال انفلات من البنية . ويواصل حديثه في هذه الجزئية قائلاً :-
واذا انفلت الانسان من البنية ودافع عن المشروع يكون ذلك احتياز لبنية عقل خلاق ، لكن اذا جبن عن الدفاع عن المشروع أو انفلت من دون مشروع في هذه الحالة يكون فقد الانتماء للبنية السائدة ولم يكتسب بنية بديلة ، وبذلك يفقد الاحساس بالهوية والاحساس بالعجز واللامعنى . وبهذا الفهم يمكننا أن نقول هناك منظومات قادرة بذاتها على التخليق الذاتي على الانتاج الذاتي وفي ذات الوقت يوجد تراكب لبنى العقل ، نستطيع أن نجاوب على الأسئلة التي ظلت مستعصية في فضاء الثقافة الغربية التي تتمثل في نمط التحولات المعرفية ، نمط التحولات هذا في الثقافة الغربية هو نتيجة لما سمي بالبديهية اللا مفكر فيها ، وهي الافتراض بأن العقل البشري مكون من بنية واحدة ، اذا افترضنا أن العقل البشري مكون من بنية واحدة يصبح نسق التحولات المعرفية في أي فضاء ثقافي هي الخيارات المتاحة بالنسبة له ، اما المادية أو المثالية ، أو الشك والارتياب ، لكن اذا قلنا أن العقل البشري مكون من ثلاث بنيات ففي هذه الحالة يعني ذلك أن نظريتنا في المعرفة ، تكون المعرفة نتاج تركيب العقل مع الوجود ، وهي نظرية تتميمية ، من ناحية العقل عند تدني الفاعلية يكون انعكاس لشروط الحياة المادية وعند ارتقاء الفاعلية يكون تجاوز لشروط الحياة المادية ويكون قادر على الابداع ، القول بوجود فاعلية وتركيب للعقل يسمح بتجاوز البديهية الغير مفكر فيها ، وهي ساعدت على توليد نسق التحولات المعرفية في فضاء الثقافة الغربية .
التحليل الفاعلي والأدب كيف ننتقل من هذه المقدمات لتكون لدينا نظرية في الأدب ؟ لتكون لدينا نظرية في الأدب مبنية على المقدمات السابقة حول التحليل الفاعلي سنعتمد أولاً على ما يعرف بآلية التعقل ، باعتبار أن بنية العقل متماهية مع بنية اللغة ، وهذه وجهة نظر كانت مقدمة من الفيلسوف لاكان ، ونحن نود أن نقول أن بنية العقل حسب توصيف التحليل الفاعلي انها متناهية مع بنية اللغة ، كيف الوصول الى ذلك ؟ سنعتمد على قواعد جيمستري وهو معتمد على توليد الدلالة من خلال النحو التوليدي بالنسبة للجملة ، وله نموذج المكون النظمي والمكون الدلالي على أساس أن المكون النظمي مقصود به النحو ، ونحو توليدي يقوم بتوليد واشتقاق الجملة من البنية العميقة ويتم ادخال بعد ذلك المفردات من المعجم وخلافه للتشكل بنية سطحية للجملة ، وبعد ذلك جاء أتباع جيمستري واحتفظوا بذات النموذج ولكن بدل النحو التوليدي تركوا عملية الاشتقاق تتم بالدلالة التوليدية ، نود أن نحول هذا النموذج من أن يتعامل مع الجملة لأن انتاج الجملة هو انتاج لنظام يعكس آلية التعقل لأن العقل البشري شغال بآلية شبيهة ، المطلوب في هذه الحالة ، من الضروري وجود مدخلات ومكون نظمي لكن المكون النظمي في هذه الحالة ليس النحو وانما المنطق ، وكذلك مكون دلالي ومخرجات ، والمخرجات هي بنية الوعي وهي بنيات سطحية ، هذه البنية في ذات الوقت تعمل تغذية مرتدة لمعطيات التجربة ، ومعطيات التجربة بصورة عامة معطيات الخبرة الذاتية نتيجة لفعل الانسان على ذاته وعلى الموضوعات الخارجية بهذا المعنى نستطيع أن نقول أن بنية العقل أيضاً متماهية مع بنية اللغة ، وكذلك يوجد رافد آخر يسمح لنا بالانتقال من المقدمات السابقة لنتعامل مع النص الأدبي ، وهو ما يجمع بين هذه النصوص كلها ، النص العلمي والفلسفي والديني والأدبي وغيرها ما الذي يجمع بينها ؟ ما يجمع بين هذه النصوص هو حقول الوعي ، اذن الاختلاف ما بين النص الفلسفي والنص الأدبي ، النص الفلسفي يعبر عن ارتباط سياغات الوعي مترابطة وترابطها هذا يعطيها سمة ارتباطها بالواقع ، أما النص الأدبي فهو تسابق لانزياحات أو انفلاتات الوعي ، ماذا نقصد بهذه الانفلاتات والانزياحات ؟ التجاوز المألوف . تجاوز الواقع ، وهذا يعني أن عقلانية الواقع في واقع الأمر لا تستنفد عقلانية الوعي ، وتعلمنا من فرويد أن اللاوعي هو شكل من أشكال الوعي . اذن من هذه المنطلقات نستطيع أن ننفذ الى النص الأدبي ونعرفه بأنه بنية فاعلية لغوية تخيلية .
ما مردود هذا على مشكلات الهوية الابداعية للنص الأدبي والمشكلات المتعلقة بنظام النص ؟ لاحظنا أن نظام النص بالنسبة للمدارس الواقعية ماثلت بينه وبين مركز الإحالة الخارجي سواء أن كانت الذات أو موضوعات المعاش ، بالنسبة لبعض المدارس الشكلانية ماثلت ما بين نظام النص ونظام اللغة ، نود أن نقول أن نظام النص هو عبارة عن علاقات الفاعلية كما تتجلى من خلال اللغة نفسها ، بمعنى أن نظام اللغة اللغوي للنص الأدبي هو نظام لعلاقات الفاعلية ، وهذه هي وجهة النظر التي تقدم بها منذ البداية مايكل باختين ، لكن باختين قدمها على أساس أن النظام اللغوي هو نظام للمعيوش وللمفردات فكنت ترى النظام اللغوي والمفردات ذات العلاقة بالمعيوش وتحاول خلق الترابط بينها ، لكننا نقول نحن أصبح لدينا نسيج لعلاقاتنا الفاعلية وهو النظام اللغوي الداخل للنص الأدبي وفي ذات الوقت نظام لعلاقات الفاعلية . هوية النص تتحد من خلال الاستخدام الفني للغة وعلاقات الفاعلية بالنص الأدبي . ماذا نقصد بعلاقات الفاعلية ؟ بنى الوعي التي تحدثنا عنها وهي تناسلية خلاقة برجوازية أو مادية هي أحياناً تكون في حالة تآزر ، اذا كانت البنية التناسلية ناجحة ، تستطيع أن توظف البنية الخلاقة ، لتحدد مهامها وأغراضها وتوظف البنية البرجوازية لتحقيق مهامها وأغراضها . هذه البنيات أحياناً تتآزر وأحياناً تتصارع . نضرب مثال بالزين في عرس الزين طرح بنية خلاقة في وسط بنية تناسلية وبالتالي رغم كل الأعمال العظيمة التي قدمها ? تسبب في زواج الكثير من البنات ، صالح ما بين القبائل ، نصير للضعفاء ، أكثر انسان منتج في القرية ، كونه الانسان الذي يتسبب في الفرح للجميع ? كل هذا لم يشفع له واعتبر أهبل وعبيط واشترطوا عليه أن لا يتزوج النعمة الا اذا ترك نشاطه هذا أو عبطه ، وكل هذه ماكنيزمات لترويض . علاقات الفاعلية تبدأ بتنازر بين الوعي ، وهذا يعتبر مستوى كثيف ويوجد مستوى لطيف كتعدد وتنوع المشكلات الدلالية في النص وتعدد وتنوع الشحن العاطفية تعدد وتنوع القراءات كل هذه الأشياء تندرج تحت علاقات الفاعلية ، اذن اذا كنا بصدد دراسة عمل روائي معين نجد أنفسنا نحتاج للبحث في فاعلية بنية الحدث ، ويعني ذلك البناء الدرامي لبنية الحدث سيكون مشيد بناءاً على طبيعة الصراع ، والعلاقات ما بين التنازر ، وكلمة تنازر يقصد بها تنازع أو تآزر ، يستوجب ذلك بحث في فاعلية بنية الحدث والشخصية ونبحث في فاعلية بنية السرد ، وهذا يعني البحث في تفعيل البيئة الداخلية للنص .
قصة قصيرة ..
ذلك الذي خرج ؟
مبارك الصادق
لو أن الأمر بيدي لعدت إلي ذلك الحى القديم المترب الذي يموج بالحياة ، والناس .. أزقته الضيقة ، أطفاله العراة ، نساؤه اللائي يتحدثن بأصوات عالية ، الرجال الذين ينطلقون على السليقة .. يضحكون يقهقهون .. عربات الكارو تحمل عند العودة النساء الكبيرات البدينات .. تزهو وجوههن المشلخة مفعمة بالرضاء .. محافظهن ملأى بالأوراق المالية .. وقفافهن مترعة بخيرات السوق .. أزلن فاقة أهلهن .. وملأن فارغ وقتهن .. وصرن مفيدات مع كبر سنهن .. ولم يبقين قعيدات يشربن أنخاب قهوتهن .. ويأكلن شاورمة لحوم الخلق !! مازال يذكر الأطفال يلعبون البلي والكرة ، ويحجلون برجل واحدة .. ويقبضون الزرازير .. بائع الدندرمة يدفع عربته .. وبائع قصب السكر يفرش بضاعته فيما تعمل سكينه الحادة قطعاً وبتراً في افصاص القصب ، في ما تجلس بجواره الفتاة السكرة تبيع حب البطيخ المملوح .. حلت محل أمها التي كانت يسمونها المؤسسة لفرط إنضباطها !!
كان ألذ أوقاته عندما يجلس على كرسيه في أول المساء .. يتابع تيار السابلة المنسرب يجيل نظراته في العائدين والعائدات .. بين عرق النهار السائل .. وظلام الليل السادل .. وآخرين يتأخرون في العودة .. يخرجون مع شروق الشمس بل قبلها .. يعملون ويعملون .. وربما إمتد بهم العمل في بعض الحالات حتى طلوع القمر . ثم تبدأ الهجرة العكسية لبعض الشباب في العصاري ، وعند العتمة .
أولئك الذين جاءوا الي دورهم فإرتاحوا ? أكلوا وشربوا .. إغتسلوا وتعطروا ولبسوا وخرجوا .. وساروا يلتمسون لأنفسهم راحة وسلوى .
تمضي الحياة سيرتها .. وأسرتنا كما الأسر الصغيرة الفقيرة .. نعاني كما يعاني الناس حولنا .. كفاف عيشنا .. جميل صبرنا .. عظيم أملنا .. نحاور الحياة ونداورها .. ونختلس لأنفسنا هنيهات نعيشها وفق مانهوى .. نغني أفراحنا في الأعياد والأعراس والعقائق ، وعبور الأولاد والبنات لأطوار الحياة المقبلة .. يكبر العيال .. وتكبر الآمال .. تمتلىء الأجساد تتكور السواعد .. وفي ارض الصدور تنبت فاكهة ورمان .
هاهو الآن يترجل ويتنحى .. فأكبر الأبناء يقطع البحار يمضى .. وهنالك يحقق نجاحاته ويشق طريقه .. وكذا شقيقه الأوسط يسير في سكته حذوك والنعل !
يغدقون العطاء الجزيل .. يتدفق المال .. تتحقق المطامح .. تبنى العمائر .. تفرش وتزدان بالمباهج ، وبمقتنيات شتى .. يرحلون إليها في مواقعها المحددة .. بعيداً عن الحى القديم المترب ? بالأحرى بعيداً عن الأحياء بل قل الحياة نفسها لإن شئت !!
هاهنا الصمت الصامت .. السكون الساكن .. الهدوء الشامل .. الناس هاهنا يعيشون كما الإنسان الآلي ? لامشاعر لااحاسيس ? كل في حاله . كأنهم في حالة موات !
منذ البدء أحس بغربته في المكان .. وما أظنه سيتواءم مع هذه المنطقة الجديدة .. يفتقد فيها رائحة الحياة والتعايش مع الآخرين .. بساطة الأشياء وانطلاقها .. أب قمور « شخ الطيور « « بارجغل في بطنو في شغل « طارليه وحكاياته .. وشيخ ادم حين أدى القسم بأنه لم يفعلها ? كان ارملاً عجوزا ? وجده احد الأشقياء مرة في جرفه البعيد وقد ترجل عن حمارته وامسك بحبلها .. يتبول .. ثم نهض يربط « سرواله « وعندئذ شاهده ذلك الاحدهم فأطلق فريته كون ادم قد فعلها ? ووجد ادم من الناس إعراضاً وأزوراراً غير مبرر حتى أدرك أخيراً ماقيل بحقه .. ولم ينج من إحتقارهم حتى حمل المصحف وأدى عليه اليمين مرات ومرات في أماكن تجمعاتهم بانه لم يفعل ذلك الفعل القبيح ? بل زاد عليه انه طوال عمره وحتى رجولته وإكتهاله وشيخوخته لم يغش حراماً .
إنّ الحياة هاهنا منبتة ليس ثمة وشيجة تربطه بالآخرين .. الجميع كما الكلاب يلهثون .. وزاد من ألمه إن ابنه الصغير صار من المتنفذين - بل ومن الظانين بالناس ظن السؤ .. أرأيت هذا الطاووس المنتفش بسلطته القابضة ؟؟ يتعالى ويقطع كل صلة لي بما مضى من حياة الحرية والفاقة والعوز ? هذا الدعى يوهم كل الذين حوله بأنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب .. يمارس في الآخرين سلطته وعقدته المتفوقة ? انه احد السواعد القابضة ، ومن الذين يرسلون الناس الي الغرف المظلمة .. ولايستمعون منهم لتظلم ولا مظلمة .
ماكانت يده تتواهى .. ماكانت عزيمته تخور .. وانه لابد من وصوله الي ما يبتغي من هدف .. ما يهم اى الطرق يسلك ? ماكان ليتوانى من وضع السكين بحديها القاطعين بين حلمة الثدي وفم الرضيع ! والوجه جامد لايختلج !! احكم قبضته .. كتم الأنفاس .. أحصاها .. يحاسب على النظرة الرافضة قبل الكلمة الناطقة .. كان يهتك كل سر .. ويكشف كل عرض .. لم يبق معه عرض مصيون او سر مكنون .. يصل الي كل أمر بطرق ووسائل لايدري احد كيف تتأتى له . ليس ثمة ما يقف أمامه .. او يستعصى عليه ، أمام غاياته المبتغاة .. وأهدافه المرتجاة والتي يحققها وينجزها بمستوى من الحرفية عال .
( إن العلاقة بيني وبينه ليست هي تلك العلاقة الطبيعية بين الأبوة والبنوة .. صرت أخافه وأخشاه .. لايعطيني إنطباعاً بكوني والده المبجّل .. بل منذ سنوات لم اسمعها منه تلك الكلمة .. باى صورة وكيفية .. بابا .. يابا .. ابوى !! كان ميزان العلاقة بيننا يميل ميلا بيناً ? يصير هو كبيراً .. اتضاءل معه .. أحس بالدونية والإستخذاء .. أكاد أحس بكونه يستعر من كوني أنا والده !! )
ظل يبتعد .. يروح .. ينأى .. يبعد نجعته في تغريبته المريبة .. يقطع خيط الرجعة الي بساطة الحياة المنطلقة الخارجة من إسار التقعر والإصطناع .. بعدت عنه رائحة كدها والعناء صدقيتها الصافية ? ضحكها المقهقه الذي ينبع من الوجدان الصافي .
بدأت أتكلس واشعر بنبض الصدق يغيض في داخلي .. ينقطع تواصلي مع الحياة الحميمة .. الأشياء في جملتها هاهنا تقبع في غربتها الصامتة الصادمة .. الصالون في مساحته والهول ياللهول ? السيراميك اللامع ? السجاد الشيرازي الحواسيب والأجهزة الغريبة ، الجداريات والاناتيك ? اللوحات ، المرايا العاكسة .. الستائر ، النمارق ، المفارش .. الارائك والفوتيلات لايطاليا وماليزيا وجودهما في الأثاثات الفاخرة الفترينات والدواليب وأطقم الشاى والعشاء وغرف الجلوس وغرف النوم أزيز التكييف الثلاجات الواقفة والديب فريزر ..
آه إني اختنق بالرائحة العطنة أكاد اعطس وافقد تواصلي مع هذا المكان المصنوع.
اجلس بعيداً .. أخلو إلي نفسي .. إجتر أحلامي المجهضة .. احلم بالعودة إلي حياتي بعيداً .. بعيداً في البراري الساكنة ? أريد إن أضل هنالك ? ضلال روح ضالة سحقت كل قيمها الموروثة والمكتسبة احن الي إخضرار المدى .. ورجع الصدى .. والسحب الحبلى ..والكراكي الجزلى .. وطير البقر في بياضه الأنقى .. والرعاة يعزفون نايهم .. تنتشي قطعانهم ? فيدفعونها أمامهم وهم يمضون .
آه لو إني أهيم ثانية في السهول والغابات والمدى الفسيح .. عندما تنتشر جموع الزراع في مساحة مترامية من الأرض المدحاة .. يمارسون كدهم والجهد .. يصنعون الحياة الحقة .. يتنفسون هواء البرية .. يغرسون .. يتعبون يعرقون .. تنمو غروسهم والبذور .. يتعهدون الأرض بالرواء والسقيا .. يسمدونها روثاً .. يبعدون عنها الأعشاب والاوشاب .. تشب معافاة .. وحين يحصدونها تأتي أكلها ولاتظلم منه شيئاً .. وشتان ما بين غرس وغرس !! )
لم يحس إلا وانه ينأى .. يغادر .. عندما كاد أن يختنق .. حتى لايجدونه سار بعيداً .. مارس حريته في الشهيق والزفير .. ضاق طعم الأشياء على طبيعتها غير المصنوعة .. شرب الماء بالراحتين فتكرع .. تمنى ما تمنى شقوق على الكفين .. عشب وماء الغمامات المثقلة .. البرية الفسيحة .. الطيور الطليقة ? والأرض .. الأرض البكر .. كيف انه أضاع نفسه المفقودة ? الآن وجدها .. ولن يفرط فيها .. فيما كان البحث عنه يدور رجل في الستين .. سليم العقل .. اسمر اللون .. طيب القلب .. طوله مليون ميل وخمس بوصات !! فمن الذي سيجده ؟؟
رحيل الضياء..٭
شعر: ميرغني
تاج الدين
رحيل الضياء
وتكاثفت حجب الظلام تبدد الضوء الأخير
رحل الضياء
وتقاطرت أحزاننا
تجلى لنا الدنيا كما هي دائما
شوهاء شمطاء تجار ولا تجير
وتبددَ الصبحُ المسربل دائما
أيامنا..
ساعاتنا..
لحظاتنا..
حتى الهنيهات الصغيرة تضيء في سمت منير
وعلى الدروب
المفضيات الى مساحات اليقين
مساحات التمسك والتحقق والولاء
خطواتنا كانت تسير
ورحلتَ
ورحلتَ يا وجعي..
ويا وجع الذين أتوا اياديهم تضج تضرعا..
وتمتليء المآقي شاخصة
ترنو الى الكل
الذي قد شاخ في لحظة.. ويبدأ في المسير
حملوك يا سندي
رفعوا المعاني المطلقات النائحات على فتاها
حملوك يا حزني ويا حزن الفضائل في ذراها
وثووك..
هرما شامخا يسمو على كل الصغائر والكبائر
يرتجي قمم المعاني في مداها
عمّاه..
يا حزني..
ويا حزن الفضيلة حين تفتقدُ الفضيلة
خالاه..
يا خلاً وفي
أملاً كفى
ظلاً خفي
دهرا صفا
زفتك كل نوافل البر العظام
والراسيات من الشوامخ في وداع ابن الكرام
كيف التحزن والبكاء
على من قيل فيه لا يضام
أبتاه..
كيف الصبر؟!! بل كيف التصبر؟! بعد ان آن الاوان ..
هل نحن حقا ما ادخرت من الصوالح في متاهات الزمان
يأيها الأمل الذي قد طال فينا واستطال..
يأيها الفرح الذي قد كان باباً لإجابات السؤال
يأيها الرائع..
من غيرك يستحيل المستحيل به الى سهل المنال
سنظلّ يا أبتي على ما قد تركت سائرين
ستظلّ سيرتك الرحيبة
على مدى أيامنا روحاً ودين
وترتفعُ الأكف تضرعاً ..
سائلين الله ان نبقي على الحق اليقين
٭ في رثاء الشيخ محجوب عمر محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.