الشيخ ود أبيض بائع خضار رجل بسيط طيب .. عاش فى الزمن الماضي عندما كانت الحياة أكثر سهولة و بساطة .. و يكرم المشتري إكراما شديدا .. فكان مثلا عندما يحاججه احد و يريد إنقاص سعر احد الخضر يحلف الشيخ ود ابيض ان سعر كيلو البطاطس واحد جنيه ويطلب من المشترى نصف جنيه فقط .. ولا يفهم المشترى كيف لهذا التاجر البسيط أن يخسر نصف رأس ماله .. و يسأله احدهم تبيع كيف يا شيخ بالخسارة فيرد الشيخ .. وهو يرش الماء على الخضار غير مهتم بالسؤال المهم شغال بايع شاري .. وربما الذي يحدث الآن في سياسة النقد الأجنبي بالبنك المركزي شئ مشابه لما فعله الشيخ ود ابيض .. شئ غير مفهوم ، و عقولنا تضيق و تتسع .. لكي نفهم و ومن ثم لا نصل إلى نتيجة .. تحدثنا عن الدولار وعن ارتفاعه مرات .. و بكينا على حال الاقتصاد .. و سألنا من يهمهم الأمر و تساءلنا و لم نرَ إفادة مسئول اقتصادي يفهمنا هذه النظرية الاقتصادية التي تجعل سعر الدولار في السوق الموازى الضعف .. وتصريحات جرباء متذبذبة كثيرة .. صرح مسئول قبل فترة أن الجنوبيين وراء الأزمة وأنهم اشتروا باستحقاقاتهم نقداً أجنبياً طيب فهمنا .. ثم بعد فترة حضر مسئول آخر وقال ان ارتفاع سعر النقد سببه تجار العملة .. و آخر يقول فقدان السودان للبترول جراء انفصال الجنوب .. ويوضح آخر لكثرة سفر المسئولين وآخر يقول ان الارتفاع غير حقيقي.. و في خلال أسبوعين سوف يستقر سعر الصرف ، و كلها نظريات أو أفكار تأتى تفرقع فجأة ثم تختفي ، صحيح أنها جزئيات متناثرة معلومة في المشكلة ، و لكن أين الحلول و البرامج الموضوعة لتفادى تلك المشاكل و لو تفاديا قليلا ، لكن أن تنظر إلى المشكلة و تصدمها ثم تقول إن العمود هو المخطئ هذا غير مقبول، و هكذا دائما الحلول تضليل و تطمين .. او هكذا دائما يبرر المسئولون إخفاقهم وتعليق أخطائهم على اقرب ضحية .. و هذه بالطبع عادة أصيلة لدى المسئولين .. كل أفعالهم صحيحة ، و المخطئ المواطن ، والارتفاع مستمر .. و بالطبع لا جديد،و مبلغ تحويل النقد يتحمل البنك المركزي تلك الجموع الكبيرة المسافرة إلى دول الجوار في عمليات تفريج وتساءلنا أيضا و فكرنا فى تلك النظرية الاقتصادية العظيمة التي يعطى بموجبها البنك المركزي نقداً أجنبياً للصرافات لبيعه للمسافرين .. ونفس الكمية لم ينقصها البنك المركزي لكن الزيادة والنقصان و كثرة قوانين بيع النقد الأجنبي للمسافرين في ايدى اتحاد الصرافات ، و ربما الدولة الوحيدة فى العالم التي بنكها المركزي يعطى نقداً أجنبياً للصرافات ثم يفوضها لوضع شروط و قوانين فى ما يخص إعطاء النقد ، و الصرافات غير مهيئة لهذا الدور فمعظمها صغيرة و صفوف المسافرين خارج الصرافات تشهد بذلك .. و كثرة الاجراءات و الاهانات .. فأصعب مرحلة فى السفر هي مرحلة الصرافات .. وكل مدير صرافة له اجراءاته. وجدت احد المسافرين يترجى مدير الصرافة ان يكمل إجراءاته، جاء من احد الأقاليم البعيدة أكمل كل اجراءاته و سفره بعد ايام و يريد أن يسافر لتوديع أهله بذلك الإقليم ويرجع فى يوم السفر رفض ذلك المدير و قال له ان كلمته واحدة والمسافر يترجى حتى ضاق به المدير و قال له ياخ أنت ما تفهم ما قلنا ليك كلمتنا واحدة.. و إن اجراءات صرافتهم قانونها هكذا .. فكل صرافة لها قانون .. غير التوجيهات الصادرة من اتحاد الصرافات و كل يوم قرار تخفيض المبالغ للمسافرين .. فالبنك المركزي مفوض الاتحاد .. و التوجيه و النهير و الصفوف و الشمس و الانتظار و بعض اللؤم.. لم نفهم ولن نفهم طالما هؤلاء المسئولون يترفعون عن إفادتنا بهذه النظريات الاقتصادية السودانية عن إصرار البنك المركزي فى بيع النقد عن طريق الصرافات ... و ما هو اسهامه فى استقرار الدولار .. و كذلك اشتكينا الامر لمحافظ بنك السودان شكوى شخصية .. و جأرنا بالشكوى و جأرنا بالبكاء لذلك نصر و نكتب حتى نجد من يستمع و يداوى علاج هذا الموضوع الاقتصادي العظيم.. ثم ايضا ما العبقرية فى الأساس التي تجعل البنك المركزي يوفر الدولار للصرافات التي بدورها توفره للمسافرين .. ثم لماذا أيضا يصر على إعطاء نقد أجنبي للمسافرين .. و إن كان مفهوما في حالات العلاج و الدراسة .. فالغير مفهوم إهدار ملايين الدولارات يوميا فى شئ لا عائد منه .. فليس هناك دولة فى العالم ، مهتمة بتوفير نقد للصرافات او مساعدة الصرافات .. والمعلوم والمعروف أن الذي يوفر النقد الأجنبي للبنك المركزى في كل دول العالم هي الصرافات .. أما هنا فالعكس الذى يوفر النقد هو البنك المركزي .. يحتمل أن تكون نظرية عكسية.. لمصلحة الوطن و الاقتصاد فى هذه الجزئية لا بد من قرار يوقف هذا العبث الاقتصادي . [email protected]