اصبحت في الآونة الاخيرة احرص على متابعة القنوات الاخبارية العربية بصورة اكبر ويبدو ان ذلك يعود للاحداث السياسية المتسارعة في العالم فضلا عن ثورات الربيع العربي التي جعلت الاخبار في الفضائيات العربية تكتسب اهمية اضافية. ومن ضمن الفضائيات التيa احرص على متابعتها عن كثب فضائية الجزيرة ورغم اختلافي مع الجزيرة في تناولها لاحداث السودان الا ان الحيز الكبير الذي تفرده الجزيرة لاخبار السودان دليل على اهتمام بهذا الوطن العزيز والاعتراف بأهميته ودوره الطليعي في العالم العربي. ومع احترامي الشديد للاخوة في مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم الا انني اعيب عليهم تركيزهم على الجانب السياسي فقط في السودان كغيرهم من الفضائيات العربية والعالمية في تناول احداث السودان.! ومن الضروري ان يدرك مراسلو الفضائيات ان البعد الاجتماعي والانساني يمكن ان يكون جانبا مشرقا في السودان ويقدم صورة تنبض بالحيوية ومادة ثرة ومميزة . والتنوع الثقافي والاثني في السودان مصدر غني بالمادة الاعلامية الجديدة وكلنا يعلم ان البعد الاجتماعي اصبح هو مصدر التنافس للفضائيات العالمية الاخبارية والجانب الاجتماعي يقدم سيرة ذاتية صادقة عن السودان البلد المظلوم من الاعلام العربي ويمحو الصورة السلبية التي تطاردنا!! الثلاثاء الماضي بينما كنت اتابع برنامج الاتجاه المعاكس بفضائية الجزيرة صدمني معارض سوري اساء للسودان اساءة بالغة وقال هذا المعارض المهرج ، سوريا اصبحت تنافس السودان وجيبوتي في الفقر!! ولمعلومية هذا المعارض ان السودان بلد غني بموارده الطبيعية وثرواته التي حباه بها المولى عز وجل وقبل ذلك بعزة اهله وصفاتهم النبيلة هل يعلم هذا (السوري) ان السودان هو سلة غذاء العالم وهل يعلم ان السودان هو بلد المواقف والبطولات والموعود بمستقبل اخضر باذن الله.. كان اولي بهذا المعارض ان يقدم او يصوب نقده لنظام بشار الاسد بدلا من الاساءة للدول الصديقة التي تمد يدها بيضاء للشعب السوري في محنته مثل السودان وجيبوتي.. وتعجبت من مقدم البرنامج فيصل القاسم الذي لم يقاطع هذا المتحدث ولم يتدخل بكلمة واحدة ليرد للسودان كرامته..! ما حدث في هذا البرنامج هو خطأ مهني يستلزم من مقدم البرنامج فيصل القاسم الاعتذار للشعب السوداني حتى لا يخسر مشاهديه في السودان.. وهو للامانة يقدم برنامجا جريئا وجديرا بالمشاهدة.. ولكن لابد ان يعي فيصل القاسم ان هناك حدودا ما بين الجرأة والاسفاف والنقد والتهريج وان الاعلام المحترم هو الاعلام الذي يقدم صورة صادقة تستند على معلومات وليس على شائعات.. عزيزي فيصل القاسم وضيفه المهرج السوري: هذه سخرية لا نقبلها عن السودان وأنا بلدي (بلدي الخير والطيبة)!!