في معنى الحديث الشريف أنه يأتي على رأس كل مئة عام رجال يجددون هذا الدين ويعيدونه على نهجه الصحيح ورونقه السامي النبيل. في هذا المقال لست اتحدث عن مؤسس لدولة أو زعيم جماعة مشهور أو سياسي محنك أو مخترع بارع، فإني أراه أعظم من ذلك وأرقى وألمح، وإن لم يكن كذلك فهو يلاحق العظماء منكباً بمنكب ورأساً برأس. إنه أحد فرسان هذا العصر إن لم يكن الأوحد في نظر ملايين الناس، كيف لا وهو الذي اسلم على يديه سبعة ملايين شخص، بعد ان افنى حياته في أقسى بقاع الارض افريقيا شمال الصحراء، واوسطها وجميع جهاتها. ولد هذا الجبل في انجازاته، البحر في عطائه وسخائه، السراج في ضيائه سنة 7491م في الكويت ودرس فيها الى ان وصل المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية الطب في جامعة بغداد وأكمل رحلته الدراسية في جامعة ماكجل الكندية حيث حاز درجة الدكتوراة منها، وهو من اوائل الاطباء في الكويت، وكلنا يعلم مدى الفرص المتوفرة للخريجين الاوائل في كل بلد ومدى سهولة حياتهم وتقدمهم المتفرد لشح المتعلمين، فزملاء فارسنا النبيل وطلابه يتبوأون اعلى المناصب في بلادهم ويملكون اجمل العقارات واقيمها، ولكن هو لا يملك كل ذلك، ليس لانه لم يتحصل عليها او ان حظه عاثر، بل لانه زهد في ذلك كله وتوجه بقلبه وعقله وجسده وكل ما يملك، داعياً الى الله في افريقيا. ومما يثير الاعجاب في هذه الشخصية الفذة انه رغم كل هذه المجهودات الجبارة كان يعاني من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والكثير من الجلطات كما انه كان يجد صعوبة في التحرك لآلام في قدميه، وتعرض ايضاً لتوقف وظائف الكلى في اواخر ايام عمره، ولكنها لم تمنعه ان ينذر ربع قرن من حياته في سبيل الدعوة الى الاسلام والمعونات المادية والدراسية والرقي بالانسانية، لن اطيل في التعريف به واجعل انجازاته تعرفكم به وتتحدث عنه: ٭ أسلم على يديه سبعة ملايين شخص بعد أن قضى 92 عاما داعياً للاسلام في افريقيا. ٭ بنى 6075 مسجداً. ٭ كفل 00051 يتيم. ٭ حفر 0059 بئر في افريقيا. ٭ بنى 0068 مدرسة. ٭ بنى 4 جامعات. ٭ بنى 402 مركزاً اسلامياً. والعجيب اننا لا نعرف عنه الكثير رغم ان امثاله ينبغي ان تدرّس سيرهم في المدارس وان تقام لهم التماثيل وتؤلف في سيرهم الكتب، انه الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله. توفى مساء الإثنين الموافق 02/3/2102م. أتمنى ان نجعل من وفاة هذا الرجل ومسيرة حياته درساً وذكرى نتعلم منها كيف يكون الاصرار على الاهداف السامية وكيف نستطيع الاجابة عن السؤال التالي: ماذا قدمت للإسلام والإنسانية؟؟!! كلية الهندسة- جامعة سنار