٭ السودان ظل يشارك فى الاولمبياد منذ عام 1960م، ومنذ ذلك التاريخ مثله فى الملاعب الرياضية بالاولمبياد العديد من اللاعبين فى مناشط العاب القوى والملاكمة وكرة القدم والسباحة وغيرها، إلا أنه غاب عن عدد من الاولمبياد، تارة بسبب مقاطعة الدول العربية احتجاجاً على مشاركة دولة الكيان الصهيوني، وأخرى بسبب مشاركة بعض دول التفرقة العنصرية، ومرة ثالثة بسبب سياسة الانحياز للمعسكر الغربي بقيادة أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي، وتلك الغيابات كان لها أثر سالب على الرياضة السودانية التى كان من الممكن أن تحرز عدداً من الميداليات الأولمبية فى الدورات التى غاب عنها السودان عن طريق ابطال العاب القوى فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أمثال خليفة عمر الكشيف حسن موسى مدني، وكذلك فى الملاكمة عن طريق عبد الحميد لومبا ومحمد مرحوم. ٭ وفى تسعينيات القرن الماضي شارك السودان فى عدد من الدورات الاولمبية، الا انها كانت مشاركات خجولة حتى عام 2000م، حيث كان التمثيل عن طريق «الكوتة» أي المنحة، اذ أن اللجنة الاولمبية تعطي منحاً لبعض اللاعبين من الدول التى لم يتأهل لاعبوها عن طريق المنافسات القارية والدولية، ولتفادي غيابها عن الاولمبياد تعطى كل دولة ثلاث او أربع فرص للاعبين ولاعبات من الالعاب الفردية، وهكذا كانت مشاركة السودان فى تلك الفترة، الا انه فى عام 2004م، أي فى اولمبياد أثينا، نجح منشط العاب القوى فى تأهيل خمسة لاعبين ولاعبات عن طريق المنافسات، أذكر منهم اسماعيل احمد اسماعيل بيتر روكو جيملا اولداما، لتأتي اولمبياد بكين فى عام 2008م ويرتفع عدد اللاعبين الذين تأهلوا من العاب القوى الى ثمانية لاعبين ولاعبات، ويحقق السودان اول ميدالية اولمبية فى تاريخه عن طريق البطل اسماعيل احمد اسماعيل فى سباق «800» متر. ٭ وبعد العودة من بكين بالميدالية الفضية أذكر ان وزير الثقافة والشباب والرياضة فى ذلك الوقت الاستاذ محمد يوسف عبد الله، كان قد أعلن أن السودان سيشارك فى اولمبياد لندن 2012م، أي بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ، ب «100» لاعب ولاعبة من مختلف المناشط الرياضية، وفى حديثه قال إنه سيعمل منذ الآن لتوفير المال المطلوب لتأهيل ذلك العدد من الرياضيين، وحينها استبشر الرياضيون خيراً، إلا أنه للأسف حتى مغادرته كرسي الوزارة لم يستطع فعل شيء تجاه المناشط الرياضية من توفير المعينات لها للانطلاق، ليأتي خلفه الاستاذ حاج ماجد سوار ويستمر الوضع كما هو حتى مغادرته كرسي الوزارة.. وطوال تلك الفترة لم تجد الاتحادات الرياضية الدعم المطلوب لاعداد لاعبيها او حتى المشاركة فى المنافسات المؤهلة للاولمبياد، لتتساقط الاتحادات الرياضية السودانية الواحد تلو الآخر، لينحصر موضوع التأهل الى الاولمبياد فى منشط واحد ألا وهو العاب القوى الذى حتى الآن تأهل منه ثلاثة لاعبين، ومازالت الفرصة مفتوحة امام لاعبيه للتأهل حتى التاسع من يوليو المقبل. ٭ والشاهد أن الاولمبياد هى اكبر تجمع شبابي رياضي ثقافي عالمي، وهو من الاهمية بمكان، إذ تحرص معظم الدول على المشاركة فيه لعكس ثقافاتها وتبادل الخبرات المختلفة فيما بينها، وخلق علاقات صداقة ومحبة بين الشعوب فى هذا التجمع الكبير الذى يسعى لترجمة قيم ومعاني الرياضة السامية، لذلك كنت أتوقع أن توفر الميزانية اللازمة لمناشطنا الرياضية للتسابق من أجل الظفر بفرص عن طريق التأهل للوصول إلى الاولمبياد ومن ثم إحراز الميداليات، ليتم عزف السلام الجمهوري ورفع علم السودان عالياً خفاقاً بين الدول المشاركة. ولكن للأسف وحسب حديث الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية، فإنه لم توفر الميزانية من قبل الدولة، ولهذا لم يتأهل العدد الذى يليق بمكانة السودان من الرياضيين فى هذا التجمع الرياضي العالمي الكبير. ورغم ذلك أرجو من أبطال ألعاب القوى الاجتهاد أكثر لإحراز الميداليات حتى يظل اسم السودان فى قائمة الدول التى تحرز الميداليات . ٭ قبل ثلاثة ايام وصلت الشعلة الأولمبية الى بريطانيا قادمة من العاصمة اليونانية أثينا، والشعلة تتخذ شكل المثلث الذى يرمز الى المرات الثلاث التى فازت بها بريطانيا بتنظيم الاولمبياد، كما أن الشعار الأولمبي مكون من ثلاث كلمات هي «أسرع أعلى أقوى»، وتهدف الى أمور ثلاثة «الرياضة التعليم الثقافة». وأسال الله التوفيق والسداد لبعثة السودان المشاركة في أولمبياد لندن 2012م.