كشفت احصاءات رسمية عن عجز كبير في التقنيين والعمال المهرة وسط قطاعات البيطرة والزراعة بنسبة 99%، مقابل نقص بنسبة 84% وسط فنيي الهندسة، بينما بلغت الفجوة في فنيي الزراعة والمهن الطبية 84 و64%. واقرت وزارة العمل في ورشة العمالة الوافدة التي نظمها البرلمان امس، بقلة اعداد المنتسبين للتعليم التقني والتقاني، والذين لم تتجاوز نسبتهم 5%، في وقت اكد فيه وزير العمل فرح مصطفى ان العمالة الوافدة باتت تشكل هما للجهازين التنفيذي والتشريعي بالدولة، مشيرا الى تصاعد اعداد الوافدين الى السودان بعد اتفاقية السلام الشامل الى 33.812 عاملا، تشكل قارة اسيا 45.4% منهم بعدد 16.274 عاملا، والعمالة الافريقية 11.869 عاملا نظير 6.670 عاملا اوروبيا. وقال فرح ان الدولة ليست ضد العمالة الوافدة، مشيرا الى تطبيق السودان للنسبة المحددة للعمالة ب 20%، ودعا الى تطوير ثقافة العمل وتقنين اوضاع العمالة غير القانونية، واجراء مسوحات على سوق العمل لتحديد احتياجات البلاد ووضع استراتيجية واضحة للتعامل مع العمالة الوافدة والاهتمام بالتعليم التقني ومراجعة التشريعات الخاصة بالاستخدام من وقت لاخر. واشتكت وزارة العمل من تفلتات تلك العمالة والتي تأتي بأعداد كبيرة وزائدة عن العدد المتفق عليه، لاسيما من دولتي الصين وبنغلاديش، واعتبرت الوزارة ان اتفاقية الحريات الاربع مع جمهورية مصر العربية والهجرة المتزايدة من دولة اثيوبيا التي تتم بصورة غير قانونية، زادتا من معدلات الجريمة بأنواعها المختلفة وتفشي المخدرات والكحول والدعارة، مبينة ان تلك الهجرات كانت خصما علي اقتصاد البلاد بتحويلات العملات ما يقلل حجم الموارد من العملة الصعبة بجانب تقليص فرص العمل للمواطنين، كما كلفت الدولة صرفا امنيا لمتابعتهم. من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الوطني، احمد ابراهيم الطاهر، ان وسائل الاعلام تناولت قضية العمالة الوافدة بمعلومات غير ناضجة، مطالبا بإيجاد قاعدة فكرية واصولية للتعامل مع هذه القضية اساسها التواصل «حتى لا نعيش دولة منعزلة عن العالم،» وشدد الطاهر على ضبط الدخول الاجنبي للبلاد عبر القوانين والتشريعات. لكن العضو المثير للجدل، دفع الله حسب الرسول، طالب في مداخلة له بوضع حد للتحلل الاخلاقي بسبب تزايد اعداد الاجانب، وذكر مسؤولي الحكومة بمساءلة الله لهم يوم القيامة، قبل ان يروي قصة عاملة اجنبية حملت سفاحا ولدى سؤالها عن والد طفلها قالت «يا الولد.. يا بابا»، في اشارة الى رب الاسرة واحد ابنائه.
