٭ أعدت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الخطط والبرامج الوقائية التي تعني بتوعية أفراد المجتمع بأخطار آفة التدخين والحماية من هذا الداء الفتاك اضافة الى التشجيع على الامتناع عن استهلاك جميع أنواع التبغ، إذ يعد اليوم العالمي للتدخين واحداً من بين عدة ايام تهدف الى نشر الوعي حول الصحة. ورغم ما تحمله اغلفة علب التبغ من تحذير (التدخين ضار بالصحة) إلا ان استمرارية سياسة الانتاج والبيع تتواصل وتؤكد على الاستهلاك المتزايد للتبغ وانضمام المراهقين ومن هم أقل من 81 سنة الى المدخنين الامر الذي رفع نسبة التدخين في العالم علماً بأن تعاطي منتجات التبغ هو سبب رئيسي لوفاة خمسة ملايين شخص سنوياً وان خطورة تعاطي تلك المنتجات ليست على المدخن فقط إنما تمتد لغير المدخن والمعروف بالمدخن السلبي الذي يتعرض لدخان التبغ السام. ٭ ان انتاجية التبغ من قبل الشركات المصنِّعة دفع بمنظمة الصحة العالمية للاسهام في توعية راسمي السياسات والمجتمع بالتكتيكات الضارة التي تتبعها تلك الشركات والتي تركت أثراً سالباً في الدعوة الى التخلي عن التبغ ومكافحته. ٭ اتجاه الشركات المصنعة للتبغ ومفهومها الذي اطلقته حول السيجارة الآن اصبحت خفيفة على الصحة ماهو إلا تمسكاً بالزبائن مع التفاف حول الحقيقة بخدعة المستهلك للبقاء عليه زبوناً دائماً لانتاجها مع الاخذ بالتغيير في أصل السيجارة التي اصبحت وفق شركات شهادة التبغ بأن لها نكهة وطعم مختلف وما ذلك إلا من اجل البقاء على الانتاج وكسب المزيد من المدخنين بالسير على ذات الخطى القديمة. ٭ تكثيف التوعية والتثقيف الصحي امر في غاية الاهمية خاصة في المجتمعات التي يكثر فيها تدخين المراهقين ومن وهم دون ال 81 سنة كجزء من المسؤولية الصحية التي يجب ان تقوم بها وزارة الصحة في الاقطار التي تسعى حثيثاً للتخلص نهائياً من التدخين الذي يجب ان يأتي الكف عنه وفق سياسات واستراتيجيات مجتمعية ووطنية وبيئية رادعة تدخل معها حماية السياسات الصحية من المصالح والعلاقات التجارية. ٭ تأتي النساء كذلك كمستهلك للتبغ ففي عام 0102 بلغ عدد المدخنات 02% من جملة المدخنين الذين يزيد عددهم عن المليار والرقم يتزايد كلما كان الاعلان عن التبغ جاذباً ومستمراً وكلما غابت التوعية وازدادت نسبة تسويق التبغ واختفت حماية المدخن السلبي والبعد عن الاقلاع الارادي. ويأتي حظر الاعلان عن التبغ احد التدابير المهمة لحماية المجتمع ولكن هذا الاجراء سيجر وبالاً على وسائل الاعلام المختلفة التي ستفقد ريع مدخلها المالي مما يجعلها واحدة -لاحقاً- من المشجعين وبالتالي يؤدي لاستمرارية الاعلان وزيادة المدخنين التي تؤثر سلباً على السياسات الصحية في الوطن وميزانيتها المرصودة من أجل مواجهة الامراض التي يشكل التبغ احد أسبابها الرئيسية كامراض القلب والسرطان. فتأثير الزملاء أو الاقران على المراهق لتعاطي التبغ والذي يندرج غالبيته تحت (التأثير الاقوى) أمر يجبر المجتمع الصحي التصدي له من خلال برامج التثقيف المتكامل وتعزيز الوعي بخطورة تناول التبغ. ٭ رغم الحظر المفروض في السودان من التدخين في بعض الاماكن العامة كالمطار والمؤسسات الصحية إلا ان المخالفات تترى وذلك لعدم متابعة هذا الجانب من قبل قسم التبغ بوزارة الصحة والذي ينشط فقط عند الاحتفال باليوم العالمي للتبغ غافلاً عن أهم الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي يجب ان تلامس الواقع بالمتابعة اللصيقة وتفعيل القانون. ٭ همسة: لوحت له بمنديلها الأبيض.. عند الشاطيء المقابل.. فأهداها قلبه.. لكنه.. ذهب مع الريح..