في تاريخ الاذاعات السودانية هنالك برامج عاشت واجتذبت قاعدة عريضة من المستمعين على مدى سنين، وسكنت داخل وجدان أهل السودان، فكل برنامج له نكهته الخاصة وسمته التي تميزه عن البرامج الاخرى، لذلك يعتبر برنامج «دردشة مع المستمعين على 89» الذي يبث في التاسعة والنصف من مساء كل خميس على اذاعة الخرطوم أف. أم 89 الاذاعة الاقتصادية، واحداً من انجح البرامج التي صافحت آذان المستمعين في السنوات الأخيرة، وهذا الحديث ليس من عندنا ولكن ذلك من خلال القاعدة العريضة من المستمعين التي يزخر بها هذا البرنامج. وكانت اولى حلقات البرنامج في رمضان 2007م، حيث جاءت فكرة البرنامج من الاستاذ ابراهيم حمدي مدير اذاعة خرطوم أف. أم 89، بعد ورشة تم عقدها بغرض الاستفادة من نجاح برنامج «شباب تايم» في أول رمضان يمر على الاذاعة منذ انطلاقتها على الهواء، وضمت الورشة كلاً من الاستاذ ابراهيم حمدي وحسن خندقاوي وإسراء بابكر ورانيا عبد الرحمن، وهم يريدون إخراج برنامج خفيف ومتنوع ومختلف، حيث أمنت الورشة على ان يكون المستمع هو محور البرنامج، فهو من يتحدث ويطرح ما يرغب في طرحه، وألا تكون هناك اية قيود على المواضيع، وتم بث اول حلقة من البرنامج بدون اسم، على أساس أن أول حلقة يتم فيها ترشيح أسماء واختيار الاسم الذي يحوز على أكثر الأصوات، وكان «دردشة مع المستمعين على 89» هو الاسم المقترح من قبل أحد المستمعين، وحاز على اغلبية الاصوات، فكانت بداية لبرنامج ناجح استطاع أن يصمد لاكثر من ستة سنوات. وبدأ البرنامج من تقديم الاستاذ ابراهيم حمدي والمذيعة اسراء بابكر، ثم تعاقب على تقديم البرنامج مع إسراء بعد ذلك العديد من المذيعين منهم حسن خندقاوي وطارق التيجاني ومحمد الشيخ، الى ان استقر حالياً، اذ تقدمه اسراء بابكر لوحدها، وهو من اخراج وليد الضو سركيس. والبرنامج منذ انطلاقته احتوى على العديد من الفقرات، منها اهداءات دردشة وكلام كبار، وهي من الفقرات الجميلة حيث يتم فيها استضافة شخصيات لها اثر في المجتمع على كافة الاصعدة، وكان من ابرز ضيوف هذه الفقرة الفنان عبد الكريم الكابلى والحاجة عائشة محمد الحسن شلالي، وكذلك هنالك فقرة قلوب دردشة التي تهتم بالجوانب الانسانية، والعديد من الفقرات. والمتابع للبرنامج يجد انه خلق حميمية خاصة ما بينه وبين المستمعين حتى اصبحوا أسرة واحدة من خلال نسبة الاتصالات التي ترد إلى البرنامج، فكل متصل يتفقد الآخر، ويطرحون مواضيعهم ويتناقشون، ويتبادلون التحايا والامنيات، وتطورت العلاقة اكثر فيما بينهم وبين البرنامج، فأسفر ذلك عن تكوين رابطة لمحبي برنامج دردشة، وصفحة خاصة بالبرنامج على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ومنتدى خاص بدردشة، وتوطدت العلاقة ما بين المستمعين لتثمر عن رحلة الى سد مروي لجميع الطاقم مع محبي ومستمعي البرنامج. وكذلك ساهمت المذيعة القديرة اسراء بابكر بشكل كبير جداً في انجاح البرنامج، وبواسطة صوتها الدافئ وفكرها المتقد استطاعت أن تكون قاعدة جماهيرية عريضة من المستمعين، فكل متصل يشعر من اول اتصال بأنه ليس بغريب وان البرنامج ملكه، كما ان اسراء بابكر تستخدم في تقديم البرنامج لغة مبسطة قادرة على مخاطبة كافة مستويات المستمعين، بمختلف مجالات عملهم واهتماماتهم، وهذا بالتأكيد انعكس بشكل ايجابي على تفاعل المستمعين مع البرنامج. وكل هذا جعل من البرنامج واحدا من انجح البرامج التفاعلية، خاصة في ناحية مناقشة الموضوعات لاعتماده اسلوب العصف الذهني، من أجل توليد أكبر كم من الأفكار لمعالجة موضوع من الموضوعات المطروحة في الحلقة من قبل المستمعين خلال البرنامج، حيث تظهر كل الآراء والأفكار، ويكون المتكلم في قمة التفاعل مع الموقف والموضوع المطروح.