الحفاظ على التراث الشعبى واللهجات المحلية أصبح هاجساً يؤرق الكثير من المهتمين فى ظل الغزو الثقافى الذى يجتاح العالم من قطب لقطب، ويعمل على طمس الحضارات والثقافات الانسانية للمجتمعات المحلية. والمهرجان النوبى الثقافى السياحى الاول الذى انطلقت فعالياته المصاحبة مساء امس بمسرح النادى النوبى بالخرطوم بمشاركة نخبة من نجوم الاغنية النوبية العريقة، يمثل خطوة مهمة فى سياق تسليط الضوء على الحضارة النوبية الضاربة فى القدم، وتعريف العالم بالمكونات السياحية التاريخية التى تزخر بها مناطق النوبة. وبرنامج التظاهرة التى سوف تتناثر فعالياتها ولياليها ما بين الخرطوموحلفاالجديدة ومناطق دنقلا وكرمة وحلفا يبدو مباشراً على الورق، ولو تم تنفيذ كل تلك البرامج بدقة فسوف يحقق المهرجان المقاصد والأهداف التى يسعى إليها، وبالتأكيد فإن مشاركة الفنان النوبي محمد منير في ختام المهرجان بوادى حلفا سوف تمنح الحدث زخماً إعلامياً وفنياً كبيراً. والمهرجان يقودنا إلى الحديث عن الأغنية النوبية التى باتت تشكل حضوراً قوياً فى الآونة الأخيرة من خلال الوسائط الإعلامية ومسارح المناسبات الاجتماعية. والذى يميز الأغنية النوبية أنها تلامس الكثير من القضايا الاجتماعية وتساهم فى الحفاظ على اللهجة النوبية وربط الأجيال بالارث الثقافى والفنى وتراث المنطقة، وأعتقد أن هذا الفن الجميل يملك مقومات الانتشار والبقاء بفضل ايقاعاته وكلماته المموسقة التى تحمل الكثير من المضامين والقيم الرائعة. شكراً للعقول التي تسعى لبلورة فكرة المهرجان الذى ترعاه مجموعة «دال» الى واقع حى، وتحية لكل الذين يعملون فى صمت خلف كواليس هذا العمل الضخم الذى سوف يكون له صدى فى نفس كل نوبى. [email protected]