ذات يوم كان التعاون إحدى الآليات التي تساهم في حل مشكلات المجتمع ومنع زيادة الاسعار، ودافعت الجمعيات التعاونية عن حقوق المواطنين المساهمين فيها، وقد أتى حين من الدهر انفصمت فيه عرى التعاون، والآن وبعد موجة زيادة اسعار المواد الاستهلاكية التي حدثت نتيجة لازمة الغذاء العالمية التي القت بظلالها السالبة على أمن المواطن الغذائي، بدأت محاولات إحياء التعاون من جديد، «الصحافة» التقت برئيس الاتحاد التعاوني العام لولاية الخرطوم عباس كرار ليتحدث عن واقع ومآل التعاون في ولاية الخرطوم. ٭ بداية نبذة عن الاتحاد التعاوني؟ نحن في الاتحاد التعاوني العام لولاية الخرطوم اشبه بشركة قابضة، ولدينا مجموعة من الاذرع التعاونية التي تساهم في تنزيل واقع التعاون. ٭ ما هى تلك الأذرع؟ يأتي في مقدمتها الشق الاستهلاكي ويضم عدة اتحادات تعاونية محلية والتي بدورها تنضوي تحتها جمعيات تعاونية في مناطق السكن، وهناك شق زراعي او انتاجي يمثله اتحاد زراعي تنضوي تحته جمعيات تعاونية زراعية تختلف في مسمياتها واشكالها، ويضم اتحاد الولاية جانباً حرفياً يمثله اتحاد الحرفيين وقاعدته جمعيات التعاون للحرفيين بمختلف مسمياتها، اما الشق الرابع فهو الفئوي الذي تمثله مؤسسة العاملين التعاونية ويضم جمعيات تعاونية في مواقع العمل الحكومية، وهناك مؤسسة الخرطوم التعاونية وهى الذراع التجاري الاستثماري. ٭ ما هي مهمة اتحادكم؟ مهمتنا تنسيق ورعاية كل الاجهزة التعاونية والربط بينها وحمايتها وتسهيل العلاقات فيما بينها واجهزة الدولة المختلفة، ونحن نمثل الهيكل الشعبي التعاوني. ٭ هل هناك هيكل تعاوني رسمي؟ نعم هناك هيكل حكومي يسمى ادارة التعاون، ويتكون من جهاز به موظفون يتبعون الى ادارة تتبع الى وزارة الشؤون الاقتصادية، ولديهم مهام فنية من ناحية ترتيب شؤون تلك الجمعيات، ولها مسجل جمعيات يقدم المشورة ويراقب نظم الجمعيات المحاسبية. ٭ هل أنتم قطاع خاص أم عام؟ نحن موجودون في كل اجهزة الدولة، ونطرح انفسنا لتنفيذ بعض سياسات الدولة دون التعارض مع اوضاعنا، نحن لا قطاع خاص او عام ولدينا استقلال كامل في إدارة امورنا. ٭ إذن الى ماذا تهدفون؟ نطمح الى تحقيق هدف واحد ومحدد واساسي وهو تجميع قدرات الناس لخدمة انفسهم في ظل عتمة ومبالغات أسعار السلع، وبكل وضوح طرحنا أنفسنا ونريد مساعدة الناس. ٭ كيف يتم ذلك؟ بتجمع مجموعة من سكان منطقة معينة، وتحويل اموالهم الى اسهم والبدء ببيع سلع لخدمة انفسهم، وفكرة التعاون مستمدة من المجتمع كما في حالات الحفير و «الختة » والصندوق، بيد انها قننت. ٭ أين توجد تلك الجمعيات؟ خطتنا ليست الظهور بقدر مساعدة الناس في خدمة انفسهم، واخترنا خمسين كرفانة لبدء اظهار اهمية التعاون من خلال سلع رائجة في السوق من ناحية الشكل والمضمون، وحقننا نجاحاً منقطع النظير، وبدأت الشركات في التعامل معنا، واثبتنا للناس اننا نبيع نفس السلع التي تباع باسعار غالية في البقالات. ٭ ما الهدف من ذلك؟ نهدف الى تركيز الأسعار ونقل الفكرة الى الجمعيات التعاونية من أجل استنهاض الفكرة التعاونية، ولدينا الآن 100 جمعية تعاونية استهلاكية تعمل في الولاية، قد لا نساوي من ناحية العدد محلات البيع في الولاية التي تتراوح ما بين 40 الى 50 الف محل بيع، لكن نعتقد ان مهمتنا هى ترك خيار آخر للمواطن. ٭ نريد مثالاً على ذلك؟ خذ زيت الطعام، فقد استوردنا خام زيت زهرة الشمس الصافي وبعد اجتياز معايير الصحة والمواصفات سميناه زيت التعاون، وقبل وصول الزيت وعندما سمع به التجار بدأ المضاربون في اخراج مخزوناتهم خوفاً من اسعارنا، ونفخر اليوم بأن زيوتنا اوقفت زيادة اسعار زيوت الطعام المتكررة، وبدأت شركات الزيوت الاخرى في تخفيض اسعارها، وهو ما نريده للمستهلك، واليوم سعر رطل زهرة الشمس الصافي في محلات جمعياتنا خمسة جنيه فقط، ونحن نبيع كيلو اللحم ب 20 جنيهاً والفرق بيننا وباقي السوق خمسة جنيهات، ونوزع السكر المعبأ من خلال مراكزنا بالسعر المعلن من الولاية. ٭ ما هى الشروط ليتمكن المواطنون من عمل جمعية تعاونية بالاحياء؟ يجب أن يكون المواطنون في موقع جغرافي واحد، وخمسون شخص هو الحد الادنى لتسجيل الجمعية، وألا تقل قيمة اسهم الجمعية عن 30 الف جنيه. ٭ لماذا 30 الف جنيه؟ لأن متطلبات اقامة محل لتوفير السلع لا تقل عن ذلك المبلغ، وهناك جانب مهم وهو امكانية امتلاك شخص لعدد كبير من الاسهم إلا ان عدد اسهم الشخص تتساوى مع مالك السهم الواحد وهو ما يميز التعاون عن الشركات التجارية. ٭ ما هى استعداداتكم لشهر رمضان؟ لدينا خطة طموحة ونحن حريصون على تنفيذها، ولدينا مخزون من زيوت الطعام تكفي الولاية الى ما بعد رمضان. ٭ ما هى المشكلات التي تواجهكم؟ الامكانات المادية تظل عائقاً، ونحن نصارع في خضم سوق متغير ونظام مالي يتطلب شروطاً وضمانات كبيرة، وهناك بعض المصارف تتعاون معنا، ووجدنا تجاوباً منهم، كما ان والي الولاية يساهم في تذليل الكثير من المعيقات التي تواجهنا.