* المرحوم اللواء الركن قسم الله عبد الله رصاص .. لمن لا يعرفه .. ضابط مظلات عالي الضبط والربط .. ويتمتع بلياقة بدنية عالية .. تُحكي عنها القصص والأساطير . كأن يقفز وهو يرتدي اللبس خمسة من على صهريج الكلية الحربية.. قفزة حرَّة.. لا يُطيقها غيره.. أستيقظ ذات ليلة «بحرامي» داخل منزله وهرب اللص عندما شعر به أهل البيت ونطَّ الحيطة وجرى فلحق به قسم الله وسبقه في الجري !! فاستسلم الحرامي !! وقد توَّلى رئاسة المجلس التنفيذي العالي بالجنوب في عهد نميري في أكتوبر 1981م «كرئيس مؤقت» حسب قرار الرئيس نميري الذي حلَّ مجلس الشعب الإقليمي والمجلس التنفيذي العالي وجاء في قرار تعيين اللواء قسم الله إنها حكومة مؤقتة تُشرف على الإجراءات الدستورية التي ستقود إلى إستفتاء في جنوب السودان حول تقسيم الجنوب وحدد القرار المدى الزمني بسته أشهر إمتدت حتى أول يونيو 1982 حيث أجريت الإنتخابات وفاز السيد ماثيو أبور أيانق برئاسة مجلس الشعب الإقليمي في ما فاز السيد جوزيف جيمس طمبره برئاسة المجلس التنفيذي العالي . وذهب السيد قسم الله عبد الله رصاص إلى المعاش بعد إنجاز آخر مهمة رسمية له.. وقد أطاح بهذا الإنجاز القرار الجمهوري رقم (1) لعام 1983م الصادر في 5/6/1983م والقاضي بتقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم والذي يتعارض مع المادة (8) من دستور عام 1973م ومع المادة الثانية من إتفاقية أديس أبابا.. فأججت بذلك نيران التمرد من جديد وبرزت الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان والتي بدأت أولى نشاطاتها عندما وقعت المواجهة بين قوة الجيش السوداني بقيادة العقيد دومنيك كاسبانو بخيت وبين متمردي حامية بور بقيادة الرائد كاربينو كوانين بول.. ومتمردي حامية البيبور بقيادة الرائد رياك ماشوش.. أو ما يعرف بالكتيبة «ميَّه وحاجه دي بعربي جوبا».. الكتيبة (105). وبقية التفاصيل موثقة لدى اللواء أ.ح.»م» صديق البنا قائد القيادة الجنوبية آنذاك.. إنه إستطراد غير ضروري.. لكن الكلام جاب الكلام.. * عندما كان اللواء الركن قسم الله عبد الله رصاص قائداً للمظلات بشمبات .. كان يأخذ الضباط والعساكر في «جَرْيَة» طويلة أسبوعياً فيتقدمهم ليعبروا كبري شمبات على نهر النيل مروراً بشارع النيل أم درمانجنوباً ليعبر بهم كبري النيل الأبيض إلى الخرطوم ثم يتجه شرقاً بشارع النيل حتى يعبر بهم النيل الأزرق بكبري القوات المسلحة إلى الخرطوم بحري ثمَّ يتجه بهم غرباً حتى مقر قيادته بشمبات على ضفاف نهر النيل .. وفي ذات مرة وقد قارب الماراثون على نهايته كان جنود المظلات يرددون الجلالات في حماس زائد وعندما إقتربوا من منطقتهم صاروا يرددون «جنابو فَلَّسْ.. فيرد عليهم إخوانهم بكلمة .. فَلَّسْ.. ويواصلون جنابو فَلَّسْ .. فَلَّسْ» فألتفت اللواء رصاص إلى قائد ثاني الذي يليه مباشرة في طابور الجري وكان هو العقيد أح عمر حسن أحمد البشير وقال له:- «مِنو فَلَّسْ؟» فردَّ عليه عمر «أنا يا سعادتك.» فقال له «لكن العساكر بيقولوا جنابو فَلَّسْ» فردَّ عمر «يعني أنا ما جنابو!!» فدخل قسم الله قيادة المظلات . يضحك المشير عمر البشير حتى تبين «فَلَجَته» ويقول لو ما قلت ليهو كده .. كان طلع بينا كوبري شمبات وكرر نفس الجَرْيَة.» ياله من فارس مغوار رحمه الله. * الأستاذ على محمود عبد الرسول وزير المالية والإقتصاد الوطني قال من خلال مناقشة الوثيقة المرحلية لإستراتيجية مكافحة الفقر بالبرلمان:- «رفع الدعم شغل دولة مفلِّسة.» .. وأردف بأن الفقر قدر من أقدار الله .. وذكَّر الوزير النواب بفضل الله علينا عندما قال «نسيتو الحفاظات والبراميل يا إخوانا»!!.. وعندما تكون الدولة مفلِّسة يكون وزير ماليتها.. بالضرورة «مفلِّس برضو!!» وهذا ما يجعل من يرددون «الجلَّالة» .. جنابو فَلَّسْ .. فَلَّسْ .. على حق هذه المرة إذ لن يستطيع وزير مالية دولة مفلِّسة أن يعبر بنا حاجز الإفلاس.. عكس اللواء رصاص الذي لم يكن قد فَلَّسْ إذ كان بإمكانه أن يعيد نفس الكَرَة بنفس النفس لولا تحمُّل العقيد البشير لسخرية العساكر نيابة عن قائده اللواء رصاص. مثلما علية اليوم أن يتحمل مسئولية تخفيض أعداد الدستوريين «في رقبتهم» ثمَّ تخفيض مخصصات من تبقى منهم.. ثمَّ يطيح بكل الوظائف التعاقدية والتي لا توجد مسمياتها الواردة في القانون بالهيكل الوظيفي الحالي.. ويجبر وزير المالية «المفلِّسة» أن يُدخل قانون شاغلي المناصب الدستورية لسنة 2001م مصاحباً للموازنة العامة ليتمكن البرلمان من تعديله وفق ظروف هذه.. الدولة المفلِّسة.. يعني نحنا حنعرف أكثر من وزير المالية!؟.. يقول أحد البرلمانيين إن تخفيض نسبة ثلاثين بالمائة من الوظائف الدستورية يوفر خمسين مليار جنيه «بالقديم» سنوياً .. يالهوووي.. كما تقول عواجيز المصريين. وهذا هو المفروض