تبيان توفيق: من ذاكرة التاريخ .. ولقاءات الطاهر    شاهد بالفيديو.. البرهان يعزي في استشهاد الملازم أول معاش محمد صديق بمسقط رأسه    فيصل محمد صالح يكتب: كيف يتم تفعيل إعلان جدة؟    البليهي يرد على التشكيك في قوة الدوري السعودي    وضع الجيش أفضل عسكرياً وعملياتياً .. وأن مليشيا التمرد تحت الضغط والمضاغطة    مليشيا الدعم السريع يصادر مركبات النقل العام في أم بدة    البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    هؤلاء الزعماء مطلوبون للجنائية الدولية.. لكنهم مازالوا طلقاء    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق "أوبر" مصري يطرب حسناء سودانية بأغنيات إيمان الشريف وعلي الشيخ الموجودة على جهاز سيارته والحسناء تتجاوب مع تصرفه اللطيف بالضحكات والرقصات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الثلاثاء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وهي تدخن "الشيشة" على أنغام (مالو الليلة) والجمهور يتغزل: (خالات سبب الدمار والشجر الكبار فيه الصمغ)    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) ترتدي "كاكي" الجيش وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية "الإنصرافي"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضرورة البحث عن حكومة خلاص وطني!!
على هامش الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات
نشر في الصحافة يوم 19 - 06 - 2012


(العطر عطرك والمكان هو المكان
لكن شيئاً قد تغير بيننا
لا أنت.. أنت ولا الزمان هو الزمان)
الشاعر المصري فاروق جويدة
«1»
الشعب والتغيير
الموضوع لا حلم.. ولا ضرب للرمل.. ولا قراءة للكف.. ولا تأمل من منجمة في فنجان.. الامر وما فيه حدس واستقراء يلزمه النصح لواقع معاش وبسيط مشبع بالتجارب السابقة في سودان النخب بأحزابه واتحاداته النقابية والسياسية المطلبية، وكل ذلك لا كما يدعي بعض المنسوبين لها من الصفوة الحالمة بالخلود في «شكل الحكم الزائل» مهما طال امد بقائه او انتمائه الى جهة سياسية او جهة جغرافية وضعتها الظروف في واجهة التحدي والتصدي لاحلام شعب ابي جمعت ما بين طقس خياله جماليات «النيل وفضاء الصحراء وكثافة الغابات».. لذا ما أنفك يرفض وينبذ الدعاوى غير الشرعية والانتماءات الاستعلائية، طالما ان لازمته الانسانية هي الاعراف الهجين.. وتلك التي استندت عليها بعض النخب الحالمة والتي وجدت لسان حالها يطابق دعاة الاستعمار «لذا فتح لها الاستعمار المدخل الامثل»- للتمثيل والتفرد الاثني بصفوية الادعاء للعروبة ذات الجذور «العباسية القرشية»!!!
٭ من التي كلما تحدث البعض عن الاصل «السودانوي» بالحق الثقافي في العروبة ودين الاسلام «شبت في حلقه» ورفدت موقفها بشعارات الثوب «الشريف» لآل العبابسة من الاشراف في السودان.
٭ علماً بان الانتماء الى النبي صلى الله عليه وسلم - ليس محصوراً فيه وفي اعمامه، والا فأين أحفاد «ابو لهب وابو جهل» والا فعلينا من الآن وآنفاً ان نعتمد «لحظة ضمه الشريفة» بكلتا يديه لبنته «فاطمة الزهراء وسبطيه الحسين والحسن» - لحظة «أن تحمحم عمه العباس» كحصان عنترة حينما عجز عن المحاورة والشكوة - وتلك حالة المسربلين بعقدة الاصالة «في زمن الفقد الى ما يطلبه العصر» من يومها الى يومنا هذا.. وظل كل البشر من ذوي البشرة السمراء، من المحيط الى الخليج - يرجون الثمن والادعاء ولو بالزيف بالانتماء الى العباس وجلده الاسمر اللون. ونسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان كل من تحدث العربية فهو عربي - والعروبة والاسلام صنوان في حقوق الاثن وثقافة الدين والتاريخ، وليس لاحد في الحق ان يقول «العرق دساس» دونما استصحاب في الصدق للانتماء بالعقيدة وحسن المعاملة دونما تفرقة او عنصرية نتنة امر صلى الله عليه وسلم بسبها وتركها.
«2»
الشعب ومرارة فصل جنوبه عن شماله اليوم
كل الذي قادني الى الطرق على الدف القميء هو الحالة السيئة من العنصرية والجهوية السياسية، من التي فرضت نفسها على شعبنا السوداني قسراً، ودونما مراعاة حتى لواقعه المتسامح والمسالم - والذي انصهر في بوتقة الاجماع الانساني لسنين عددا ورغم ذلك - لم تتورع او تتوانَ في ان تعمل على تشويه صوره الجميلة بكل ما استطاعت من جهد - عسى بذلك تجد لها موطئ قدم في خارطة وتاريخ المجتمع.. والتي اذا قيست بغيرها من فصائل المجتمعات الاخرى - لصنفت بالتقييم «كالمنبت» ولا عزاء لها اليوم، الا في الاعتراف امام الملأ - بانها «فشلت» سياسياً بتشويهها لكل بارقة امل ظلت تدعيها وتتطلع اليها في بناء المجتمع «السوداني» الواحد.
٭ وكل تجاربها طالحة - بعد ان جعلت من كل واقع في سودان اليوم عبارة عن «معمل» حزبي للتجارب - أياً ما كانت خطورتها - لحظة ان أتت «بأناس» «سحرة» لا يعرفون الى الحياء من ظلم الناس مدخلاً ولا «شعرة» من حلم، بل كل الذي يعنيهم هو العمل على نفي «حياة الآخر بالكامل» وغير المفيد وبكل السبل الممكنة من المشروعة وغير المشروعة، لحظة أن صار الفساد هو الديدن والغاية المنشودة عند الجميع بلا فرز «لحظة أن وصلت الحاجة عند الجميع الى الحلقوم». والأدهى من ذلك ان المعنيين بالامر باستثناء القليل منهم - ليس لهم سقف اخلاقي ولا خطوط حمراء يجب الوقوف عند حدها - بل الحد «الاستراتيجي» هو العمل على فناء ما تبقى من دولة السودان «اذا صار الحال كما هو حاصل الآن» منذ العام 1/1/6591م - وفي سبيل اكمال مشروع «العراب» الحضاري - كان لا بد من الوصول الى هذه النهاية غير السعيدة، حتى عند اهل النظام والشأن ناهيك من الذين اصلا لا يعنيهم امر «الانقاذ ذهبت ام خلدت» للابد .
٭ والتجارب اكدت منذ ان بدأت نطفة في «رحم الحركة» وعبارة عن «جنين» في «بطن الامة» بانها سوف تناصر وتنتصر للجبهة الوطنية بكوادرها «الحديثة» وشبابها بالخلاص من نظام نميري اليساري العسكري، وليت الجبهة الوطنية من يوميها عرفت مخطط «الجبهة»!! «في احداث الجزيرة» - وكيف هي من يومها عزمت واستطاعت ان تشعل فتيل الحرب ما بين قيادة الانصار «الامامية» المتسامحة متمثلة في «الشهيد الهادي المهدي» وعصابة مايو العسكرية الباطشة بالعقيدة ومن لحظتها كانت قد بذرت بذرة الشقاق والخلاف بين القوى في الجبهة الوطنية الجامعة، من التي كان لها القدح المعلى في انجاز كل المشاريع الوطنية الجامعة منذ الاستقلال ثم اكتوبر الاخضر - «ونما دورها الكريهة والشريرة» منذ ابناء الشعب السوداني وفي عقلية الهوس الديني عند امامهم المبايع «نميري» لحظة ان زين له العراب والمستشار بانه الامام و«مجدد القرن العشرين» ووضح زيفهم من واقع مآزرتهم ومناصرتهم باسم الشريعة لقوانين سبتمبر 3891م «تلك التجربة الكذوبة» والتي لم ينل منها الشعب السوداني الا القتل والسجن لرموزه ومفكريه السياسيين حزبيين ومناضلين وطنيين.
٭ واليوم يندهش الواحد - كيف ان العراب وزمرته «الشعبية» قد طووا تلكم «الصفحة السوداء» من تاريخهم الحافل بظلم الشعوب. «ويصفوا عليها من غير ما حياء» و«كالعادة» استوعبتهم سماحة الشعب السوداني - ما بعد ثورة «رجب ابريل 5891» ولكنهم كالعهد بهم - لم يحمدوا للشعب الجميل جميلاً يوم أن جعل منهم القوى السياسية الثالثة في النظام الديمقراطي من حيث عددية النواب في الجمعية التأسيسية - ولكن تطلعاتهم ونواياهم السيئة لم ترد للشعب الطيب الحسنة - بافضل منها - لكنهم ردوا عليه ضربا باغلظ سياط الشمولية الحقودة - بعد ان اذاقوه مر العذاب بكل انواعه - وحينما وجدوه متسامحاً «اكثر من اللازم» بل رأوا من الافضل العمل على مسحه من خارطة الوجود - قيدوا بتفكيك كل البنيات التحتية - صفوا المؤسسات الخدمية الراسخة في التعليم والعلاج ومعينات العمل الفني والاداري - من التي كان يعتمد عليها في إكمال كل المشاريع الانمائية والعمرانية - وقبل ذلك كله اتوا منظريهم بما لم يأت به الاوائل - حينما حبروا ونشروا الكتب باسم «الثورة والاصلاح السياسي» والمفارقة اليوم هم من اكثر الناس تنكرا لتجربة الانقاذ «تجربة الحركة الاسلامية في السلطة والحكم».
٭ والذين نفضوا ايديهم حقيقة قد عافاهم الله سبحانه وتعالى من «العلة الترابية» و«الجرثومة الضارة الاخوانية» - وعلى رأسهم «دكتور الطيب زين العابدين، دكتور التجاني عبد القادر حامد..الخ» بل باتت هذه السلسلة الاخوانية المستنيرة تبحث مع جموع الشعب السوداني الفضل «عن الخلاص» - وصارت سلطة الانقاذ في طورها ما بعد الانفصال كالاجرب الذي يجب تجنبه «كما الخمرة ما بعد التحريم» - او بالاصح الدعوة الى الخروج من الارض التي حلّ بها - كل من ذكرنا اليوم هم اليوم في حِل من حكومة الاخوان «ذات الشق السيادي» من المساعدين - بل اكثر الناس في افراد الشعب يعملون على الخلاص الآن من الانقاذ.
٭ يبقى السؤال ما هي الانقاذ وما هويتها - اذا كان عرابها الاول ومفكروها في الداخل والخارج - هم اليوم من اول الرافعين لشعارات الخلاص «بالثورة والربيع العربي» منها ومن تاريخها ونردد سؤالنا للعراب لماذا كانت الانقاذ من الاساس؟!
«3»
دابة الأرض التي يعقبها المسيح الدجال
حال السودان اليوم يحق لنا ان نشبهه بدابة الارض اذا ما لجأنا الى المجاز اللغوي، او «التفسير التجديدي» - للنص القرآني، بعيدا عن كل ما أتت به كل الكتب الصفراء، من أساطير وخزعبلات وحكاوي اسرائيليات، منذ ان نشأ الخلاف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين - الانصار والمهاجرين - من من يكون الخليفة، والى ان اشتعل اوار الخلاف بالسيف ما بين «علي ومعاوية»، ليصبح من اقسى فروض الرسالة المحمدية اليوم هو البحث العلمي عن «دواء» ناجع لكل جراح التطلعات السياسية والتي جرت سماحة الاسلام وعدله الى الوصف «بالارهاب» - وكل الذي حدث ويحدث الهدف منه الوصول الى السلطة ولو كان ذلك على حساب كل القيم الانسانية من التي تنشد العدالة والمساواة ما بين أبناء البشر جميعاً دونما صراعات - دينية او اثنية ولا جهوية!! والشيء المؤسف في دول العالم الثالث وخاصة عندنا في السودان - من السهل جداً ان ترتكب اكبر الاخطاء ثم دونما حياء تخلع جلدك السيء ذاك - وترتدي زياً قومياً تمسح به كل سوءاتك التي فعلتها - سواء أكانت في الحكم أو في المعارضة - طالما ان المجتمع يستند على مقولة سياسية تصلح للتحايل على كل واقع وتناظر في مضمونها تماماً قولة تاريخية للامام علي كرّم الله وجهه «حينما تأوه من رفع المصاحف على أسنة الرماح» - واعتبرها «كلمة حق أريد بها باطل». هي مقولة «عفى الله عما سلف»!! نعم عفى الله عما سلف لكن لا بد من الالتفات الى توظيف «النص» وتفعيله في المعنى الانتهازي - بعد كل التجارب العقائدية الشمولية - منذ ما بعد ثورة اكتوبر - ليصبح عبارة عن مساحة سحرية لكل اشكال «القتل والسحل والتعذيب...الخ» دونما ادنى التفاتة الى ان هناك «حقوق للانسان» - بل المزاج والذهن الغالب عندنا هو ما تقول به «النخبة» التي هي بسياسة الامر الواقع على كرسي السلطة. لذا ليس من المفارقة اليوم ان نجد من كانوا يشرعون للانقاذ من حكام ووزراء - وحتى الى «ما بعد نيفاشا» هم من يرسمون خارطة الطريق للمعارضة باسم «الشعب المغلوب» على امره من اجل الخلاص من «الانقاذ»؟! «يا للعجب»!!
٭ بل هم أول من سعوا الى مد عمرها - يوم ان عقدوا وقالوا «ان اتفاق القاهرة» ما بعد نيفاشا هو مشروع «التجمع الوطني الديمقراطي» لاكمال تطلعات الشعب السوداني في بحثه عن الخلاص من سلطة «الاخوان» - وليتهم لم يدخلوا مع الاخوان في السلطة ولكنهم «بالخدعة» قد دخلوا في الجسم المشلول من «انقاذ العراب» ما بعد المفاصلة «المفتعلة» لتصفية جيوب المعارضة - لتخلو من بعد الساحة للعراب ويكون له باسم «المؤتمر الشعبي» المفتاح لعربة الحكم باسم السلطة الحاكمة وتركة المعارضة العاطلة «بالتحالف»!!!
«تبقى الترابة في خشم الشعب السوداني» لو راجي الخلاص من «تحالف الشيوشعبي» لماذا؟!
لان التاريخ - يحكي ويقول عن قصة «القط والفأر» الكثير... وكيف ان حتى الامثال من «التعليم والتعلم» تقول:- «اذا غاب ابو ضنب، لعب ابو شنب»- وهكذا يصبح من المستحيل التعويل في الخلاص من الانقاذ على «الشيخ وابو عيسى وانت هارون من الجندر».
٭والحكمة تقول كما جاءت الانقاذ ترحل والسلام - طالما ان هناك العديد من مراحلها قد عاشها الشعب حتى اكتفى من حكمها و«ملى» معارضها - فاين نيفاشا وأين القاهرة؟! كلها اتفاقيات انقاذية وتذهب ابعد الى جيبوتي ونداء الوطن، الى ان انتهى الجميع اليوم الى «التلوث» والدخول في الاجهزة التشريعية والتنفيذية «لسلطة الاخوان في الحكم» وآخرها مساعدي الرئيس من ابناء زعماء الطائفتين الكبيرتين.
٭ عشان كده حقو الشعب اذا اراد الخلاص من الانقاذ ان يعمل بعيداً عما حدث من مخالفات او تحالفات «الانقاذ» - لان الثقة «الاحراجية» الجارحة في القول والتي يلقي بها «شيخ نافع» خطبه الانقاذية يجب ان توضع في الحسبان والاعتبار والا فان هذه الايام خاصة ما ايام تحدي - الا اذا كان هذا الرجل «ايدو مليانة من الجميع.. والله يكضب الشينة يا ناس التخالف» أقصد «التحالف»!!
٭ وكذا حينما يحدثنا العراب الجديد «دكتور» أمين عن «ان ارتفاع الدولار سيخفض الاسعار» ما عرفناها دي نظرية اقتصادية جديدة؟! بعد سياسة التحرير لعبد الرحيم حمدي..
٭ وها نحن نخضع لسياسة رفع الدعم عن «المحروقات» - والسؤال متى يعي «هؤلاء» ويحددوا من أين أتوا؟! ويدركوا ان للآخر أياً ما كان - له عقل كعقولهم - ثم إفتراض الجهل في الآخر «عيب كبير يا شيخ امين حسن عمر» - لذا لا بد من المراجعة - والا لما كان هناك قول مأثور يقول «نصف رأيك عند أخيك» ولا خاب من استشار - وهكذا دواليك - وأنت العقل المفكر والمحاور البارع لكل الوفود التي فاوضت الحركات المسلحة في دارفور وغير دارفور - منذ ايام «علي الحاج محمد» وحقيبته «الدبلوماسية» - والى «دوحة الخير» والسلطة الانتقالية بعد جرعات «السيسي الحوارية».
«4»
الحكومة وكيفية الخلاص الوطني
الآن الحكومة والمعارضة - وصلتا الى الحد في ادمان الفشل «لا الفأر قطع ضنب الكديس - ولا الكديس معط شنب الفأر» - يبقى لابعد من الاتفاق على «الخلاص الوطني» لماذا؟! لان «الكبار والقدرنا» فتناهم في ضنك المعيشة ومشقة الحياة - بل الحياة في السودان اوشكت ان تصل الى «مجاعة 6031» وبيوت الجوع طالت كل أهل الساس والرأس وعبارة الجمرة بتحرق الواطيها ما عادت استثناء لاحد في السودان - بل اللقمة اصبحت جافة وصعبة البلع والوجبة البتسد «الاود» وترييقة الفجر صارت مستحيلة ولو وجدت غير مستساغة - لذا عندنا نتحسر على «الروّحْ» قبل خروج «الرُوح» - اكثر ايلاماً لحظة ملامسة الصمت الاجباري من قبل «أخت هارون» ولسانه الذي عقدته جمرة السلطة حتى صار عاجزاً عن مناصرة «أخاه موسى» ناهيك عن مناصرته لشعبه وشعب والده الأبي!!
٭ اليوم قد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى - وسبق لكم يا سيادة الرئيس ان قلتم شهادة في حق هذا الشعب الصابر - ولكن اليوم لم يعد للشعب قدرة «على الصبر».
٭ فكل الشعب عاجز تماماً على مواجهة ابسط انواع الحياة «والجوع اخ الكفر»!
٭ والفرصة امامك سيدي الرئيس ان تساهم في اخراج الشعب مما هو فيه اليوم فقد انتقص قدره من الهلاك الذي اصاب جسمه السوداني - من قلة في الزاد وعدم القدرة على الايفاء باي واجبات، وصار في حل من أي التزام عقدي او بيعة في عنقه تجاه السلطة قد التزم بها قسراً يوما ما - لحظة أن ظن «بعضه» ان فيكم «الخير والانقاذ».. ويمكن ان تقودوه الى جنة الله في الارض كما وعدتموه في اول أيامكم.
٭ وفي زمن الخلاص القومي - فإن الطوفان لا يرحم كل من أبى. ولكن سفينة سيدنا «نوح» ما زال بينها هناك أمكنة لكل «أهل السودان» - وشعبه الذي صار قسراً شعبين - وربما لو «استمرت الانتباهة» في بترها للجسم لاصبح السودان أرض ذات «ثلاث شعب» او يزيد..
٭ هامش: «1»:
هذه رسالة واضحة وصريحة - الى قياداتنا في الحكومة والمعارضة «من الواقع المعاش» - مفادها لا بد من اجماع اهل السودان من جديد - ولننسَ ما فعل «العراب وتلاميذه فينا» - واضعين في الحساب - ان المخرج ما زال بيدك «يا سيدي الرئيس» عمر حسن احمد البشير - وحكومة الخلاص الوطني جاهزة «لا فيها فرد من المعارضة ولا واحد من عرابي الحكومة» فيها اختيارات شعبك لذا نرجوك ان تسمع!! «تبقى الرسالة وصلت» مع الود والاحترام.
هامش: «2»:
لا بد من حل حكومة القاعدة العريضة قبل رفع الدعم عن المحروقات لتغطية قيمة الرفع المادية بالمخصصات الدستورية والتضخم في الوزارة ووزراء الدولة والمستشارين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.