بالرغم من ان المرأة السودانية أنتجت وأبدعت في كل المجالات الإدارية والاقتصادية والعلمية والأدبية والسياسية والعسكرية، لكنها لم تشارك في مجال الفنون الموسيقية وخاصة التلحين بصورة كبيرة، والشاهد على ذلك قلة الملحنات باستثناء الاستاذة أسماء حمزة وسحر ميسرة.. والواعدة أحلام مجذوب من احدث الاسماء التى ولجت عالم التلحين بمجموعة من الاغنيات التى سترى النور خلال الفترة القادمة بأصوات مجموعة من شباب المطربين.. الزميل عبد السلام الحاج التقاها وكانت هذه المقابلة فى اطار تشجيع ودعم المواهب. ٭ أحلام والموسيقى؟ علاقتي بدأت مع الموسيقى قبل فترة طويلة، اذ كنت عضواً في فرقة الامتداد منذ مرحلة الاساس في كورال الفرقة، وكان قائد الفرقة الفنان النذير ابراهيم، واذكر في تلك الفترة أننا قمنا بتسجيل عدد من الاعمال في التلفزيون القومي، وحبي للموسيقى عموماً تطور بالاستماع الى الاعمال الغنائية والمقطوعات الموسيقية. ٭ ماذا عن الإعلام؟ أنا أهوى الاعلام بصورة غير عادية خاصة الاعلام الاذاعي، وأجد نفسي في هذا المجال كثيراً، واذكر عندما كنت في مرحلة الاساس كنت اقدم الطابور الصباحي بصورة راتبة، وكنت أذيع نشرات الاخبار في المدرسة، وشاركت في عدة دورات مدرسية، وفي الثانوي كنت الامين العام لجمعية اللغة العربية والجمعية الثقافية، واخذت العديد من الدورات التدريبية في المجال الاذاعى وآخرها كانت في اذاعة جامعة السودان المفتوحة. ٭ كيف دلفت لعالم التلحين؟ ولجت الى هذا العالم من خلال نص «يرضيك كده»، وهو من كلمات الشاعر محمد عكود، وقام بأداء الاغنية الفنان ضياء الدين عبد الفتاح المشهور ب «ضياء الدين أبو ظبي»، وهما دفعتي في الجامعة، ولكن لم يكتشف كل منا الآخر الا بعد التخرج في الجامعة، والاغنية الآن على اليوتيوب . ٭ كم من الوقت اخذ هذا العمل؟ ارسل لي الشاعر محمد عكود ثلاثة نصوص غنائية، وقال لي اختاري اي نص ولحنيه، وفي نفس اللحظة وجددت نفسي ادندن بلحن وكلمات النص الاول، وبعد نصف ساعة من استلامي النصوص كنت قد انتهيت من تلحين نص «يرضيك كده»، اما النصان الآخران فلحنتهما بعد ذلك بفترة، وقمت بإرسال النص الملحن الى الفنان ضياء الدين عبد الفتاح في ابوظبي، فقام بتسجيلها في الاستديوهات هنالك بواسطة مهندس الصوت محمد حمو. وعموما اخذت الاغنية حوالى عشرة ايام من لحظة التلحين الى التسجيل، ومن ثم النشر على اليوتيوب. ٭ من الذي شجع أحلام ودعمها؟ حقيقة أنا وجدت التشجيع والدعم من الاسرة والاصدقاء، كما أحب ان اشكر الاخ والصديق والفنان يوسف بربري على وقوفه بجانبي في خطواتي اللحنية الاولى، وهو اول من قدم لي الدعم والنصح في هذا المجال. ٭ ما هي آخر اعمالك اللحنية؟ قمت بتلحين العديد من الاعمال، وحاليا لدي خمسة اعمال جاهزة، هنالك نص للشاعر يوسف كمال «كاجوري» وعملان من كلمات الشاعر محمد عكود، ونص آخر للشاعر عكرمة هاشم، ونص للشاعر نزار الصادق، وعمل آخر يجمعني بالشاعرة هند بعنوان «وحشة عيون»، وسوف يتغنى بها الفنان ميرغني فيصل، وكل هذه الاعمال جاهزة للتنفيذ، وسوف ترى النور في الأيام المقبلة إن شاء الله. ٭ كيف تختارين الفنانين الذين يؤدون ألحانك؟ هناك اغانٍ تولد مفصلة على فنان معين مع خامة صوته واسلوب ادائه وطريقة غنائه، فكل اغنية بعد التلحين مباشرة تكون فصلت على فنان معين، والملحن ومن خلال استماعه للاصوات الغنائية في الساحة يستطيع أن يميز صاحب هذا الاغنية الجديدة. ٭ في بعض اعمال الفنانين الشباب نجد تشابهاً واضحاً في اللحن؟ نعم هذا موجود ولكنه ليس كثيراً، وعن نفسي احب ابتكار الالحان الجديدة ولا احبذ التقليد، وارى ضرورة ان يبحث كل ملحن عن اسلوبه الخاص حتى لا يكرر نفسه. ٭ هل هناك فوارق بين الملحن والملحنة في التعامل الفني؟ ليس هناك فرق في المعاملة سواء معي أو أحد الزملاء الملحنين في المهنة ذاتها من خلال ردة الفعل، ولكن في التعامل على مستوى الأعمال مع الآخر فمن يمتلك جملة لحنية مميزة له الأسبقية في التعاون مع أي فنان. ٭ من وجهة نظرك ما هي اسباب ندرة الملحنات السودانيات؟ هناك اسباب كثيرة ادت الى تقليل عدد الملحنات، منها العادات الاجتماعية، كما ان التأليف الغنائي والتلحين يحتاجان الى صبر وجهد كبير، واعتقد ان المرأة تستطيع النجاح في هذا المجال اذا دخلته عن رغبة وعزيمة قوية. واغتنم هذه الفرصة لأقول للجهات المسؤولة والاسر، إنه لا بد من تشجيع المرأة في الفنون ماديا ومعنوياً، فالدعم هو الذي يسهم في دخول أكبر عدد في مجال العطاء الفني والمرأة السودانية دائماً تثبت جدارتها في جميع المجالات. ٭ ماذا عن الاغنية الشبابية؟ هذا الجيل يحب الاغاني الجميلة ويحترم الفن ويقدره، ويحاول جاهداًَ تثبيت لونيته الغنائية، وكما هو معروف فإن لكل جيل اغنياته واعماله، وفي رأيي انها تعبر عن الواقع الذي نعيشه اليوم، فهذا الجيل هو جيل الفضائيات والعولمة. ٭ أسلوب دمج الموسيقى الشرقية والغربية ظاهرة حديثة؟ الفنون من أهم السمات الحضارية لأية أمة، والموسيقى الشرقية والعربية والإفريقية من أغنى موسيقات العالم أوزاناً ومقامات وأنغاماً، وفي هذا المجال ارى ان العمل الذي يقوم به الفنان محمد الجزار جهد مقدر، وهو من الفنانين الذين تركوا بصمة في هذا المجال من خلال دمجه للايقاعات الشرقية ومزجها بالموسيقى الحديثة. ٭ لمن تستمع أحلام؟ أنا أحب أغاني جمال فرفور طه سليمان واحمد الصادق، ومن الفنانين الكبار استمع إلى محمد وردي رحمه الله وكمال ترباس ومحمد الأمين وعثمان حسين.