لم تستطع سعاد أن تخفي عن جاراتها أن محل الأواني الكبير الذي يتوسط السوق، يقدم عروضاً مغرية وتشكيلة جديدة من الأواني التي ستزين السفرة الرمضانية، وأنها قضت ثلاث ساعات وهي تختار من تلك التشكيلات الجميلة، فيما التقطت خديجة منها أطراف الحديث لتشير إلى تسوقها الممتع في شراء أوانٍ للسفرة الجميلة لدى محل آخر الذي أعلن عن وصول تشكيلة من الصحون مميزة بألوان زاهية مزخرفة الاطراف، فيما ضحكت لتقول ياسمين أما أنا فقد اشتريت أواني جديدة حينما سافرت إلى الإمارات في العطله المدرسية، لتتكدس الاسواق بالبضائع والاواني المختلفة جاذبة حولها النساء في استعداد منظم ودقيق كمن يتهيأ لاستقبال ضيف قادم من سفر طويل، فيشتري له كل شيء فاخر وجميل رغم ارتفاع اسعاره، أم أن الشراء هنا للأواني يصف الرغبة في التغيير وليس فقط في الصيام عن الطعام والشراب، بل ربما في تغيير كل شيء حتى ما ألفته العين.. وكأن النساء هنا يرتبن للأسرة حياة جديدة حتى في شكل الأواني التي ترص على المائدة. وأكد عدد من ربات البيوت ل «الصحافة» أن تجديد أواني المطبخ أصبحت عادة لدى أغلب الأسر السودانية تحرص عليها سنوياً في شهر رمضان الكريم، بهدف تنسيق الطعام وعرضه في صحون جديدة من باب التغيير، ولكن هذه العادة تأثرت بالضغوط الاقتصادية بجانب ارتفاع أسعار الاواني الى اكثر من الضعف، مما دفع بعض النساء الى الاستغناء عن البعض عنها. وأوضحت فدوى عبد الغفور ربة منزل ل «الصحافة» أنها حرصت منذ زواجها قبل أكثر من ثلاثين عاماً على أن تقوم بتغيير أطقم الطعام خاصة كاسات العصير وثرامس القهوة والشاي كل عام مع اقتراب الشهر الفضيل، مؤكدة أن هذه العادة تأثرت بالضغوط الاقتصادية مما دفعها الى الاستغناء عن تجديد الاواني لتوفير الاحتياجات الاخرى الضرورية من سكر ودقيق وغيره من المواد الاستهلاكية. «لا رمضان بدون أوانٍ جديدة» هكذا بدأت مريم محمد احمد حديثها ماضية الى ان إن تغيير الأواني أصبح كالواجب في هذا الشهر دون معرفة السبب، فهي في كل سنة قبل دخول شهر رمضان تتوجه إلى الاسواق لتشتري جميع المستلزمات المطبخية المتنوعة، لكنها تشترط أن تكون تلك الأواني جديدة وذات شكل يختلف عن أواني العام الماضي، مشيرة إلى أن الازدحام الكبير الذي تشهده محلات بيع الأواني المنزلية لم يثنها في كل عام عن أن تذهب لتزاحم الجميع وتظفر بالمختلف من الأواني المميزة، ماضية إلى أن التنافس بين النساء يلعب دوراً كبيراً في تغيير وتجديد الاواني خاصة اطقم العصائر والاكواب. وعن الأواني التي تحرص السيدة عفيفة مرزوق «ربة منزل» على اقتنائها استعداداً لشهر رمضان تقول: «أحرص على تجديد كل أدوات المطبخ بدءاً من السكين، إلى القدور، خاصة أن هناك أواني منزلية تظهر بعد كل فترة، فأحتاج إلى التجديد، واقتناء كل ما هو جديد ومتنوّع من أجل أن أقدّمه لزوجي وأبنائي الذين يحرصون على الإفطارالجماعى في الشارع». وأشارت إلى أن نوعية الأواني التي تفضل اقتناءها تنحصر في شراء طقم للعصائر وأكواب جديدة، بالاضافة الى تغيير طبق السعف لتغطية الصينية. وأشار بعض الباعة في أحد محلات بيع الأواني المنزلية، إلى أن الطلب على شراء الأواني قبل شهر رمضان كبير، حيث أوضح أحد الباعة أن محلات بيع الأواني تستعد بعرض أفضل الأنواع وبأسعار مخفضة لجذب ربات البيوت للشراء، مشيراً إلى أنها عادة تعبر من خلالها النساء عن الاحتفاء بهذا الشهر الكريم.