دخل وفدا دولتي السودان وجنوب السودان في مفاوضات مباشرة أمس في مدينة بحر دار الاثيوبية، لمناقشة القضايا العالقة بينهما حزمة واحدة بناءً على «نهج استراتيجي شامل» حسب اتفاقهما في الجولة السابقة. وعقد وفدا المفاوضات ثلاث جلسات مغلقة،وسط سياج من السرية وتكتم من الطرفين على نتائج التفاوض. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد السوداني السفير عمر دهب، ان المحادثات يسودها جو ايجابي ،وعزا ذلك للاتفاق على نهج استراتيجي لتسوية القضايا العالقة، مشيرا الى أن حوارا مباشرا جرى في غياب الوسطاء. وعلم أن الطرفين طرحا ورقتين تحملان رؤيتهما لمعالجة القضايا الخلافية واقتراحات لتجاوزها،وأن الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي يسعى الى ردم الهوة بين موقفيهما عبر صياغة ورقة توفيقية يتوقع أن يطرحها عليهما خلال 48 ساعة،ويأمل في تضييق شقة الخلاف قبل ترتيب لقاء جديد بين الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت. من جانبه ، قال سلفاكير ان البشير، وافق على اجراء استفتاء لتحديد مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها بين الدولتين، لكن أهلية الناخبين لا تزال «منطقة رمادية». وقال سلفاكير في جوبا حسب «سودان تربيون» ان البشير تعهد باتخاذ خطوتين لتسوية النزاع على أبيي ، وتابع « ننتظر خطوة واحدة الى الأمام ، لاثبات جديته والتزامه للفصل في المنازعات بين البلدين». من جهته، أعرب ممثل حكومة جنوب السودان في اللجنة المشتركة لمنطقة أبيي لوكا بيونق دينق،عن تفاؤله حيال امكانية التوصل الى اتفاق نهائي في شأن الوضع في المنطقة، ودعا الى توافق في الآراء لتحديد أهلية الناخبين الذين سيشاركون في الاستفتاء ليشمل قبيلة دينكا نقوك وغيرهم من المقيمين، باستثناء البدو الرحل من الشمال أو الجنوب. وأضاف «سيتم اجراء استفتاء على مستقبل منطقة أبيي. . الرئيس البشير وافق على تشكيل لجنة استفتاء أبيي، وسيتم اختيار خمسة أعضاء، وسوف ترشح كل دولة شخصين ورئاسة مستقلة الانتماء العرقي والسياسي». وسيعقد مجلس الامن الدولي جلسة الاربعاء المقبل لمناقشة تقرير من امبيكي عن سير المحادثات،وتنتهي المهلة التي حددها المجلس للطرفين بتسوية الملفات العالقة بحلول 2 اغسطس المقبل.