في حوار شفاف بالغراء «الرأي العام» مع مدير الخطوط البحرية الاستاذ النوراني يوسف اكتشفت ان بلادنا بلا ناقل وطني، وحدها بصات الوالي هى ما تبقى من وسائل النقل الوطني ابقوا عليها عشرة!!. الاستاذ النوراني وهو يجيب على سؤال حول أسطول البواخر الذي تمتلكه شركة الخطوط البحرية السودانية قال «صفر.... حالياً لانملك ولاباخرة ،لاتوجد باخرة للخطوط البحرية السودانية تعمل في مجال النقل البحري فلقد تم التخلص من كل أسطول بواخر الناقل الوطني منذ سنوات عديدة بغرض الاحلال ولاسباب أخرى».انتهت إجابة النوراني الشفافة لتفتح ابواب السؤال على مصراعيه.كنت قد وقفت عن قرب على مجهودات الاستاذ النوراني ورفاقه في محاولاتهم لترقية الخطوط البحرية بعد ان ضربتها امواج فساد عاتية فطفقوا يرممون اجساد بواخر عفى عليها الزمن ولما أعيتهم الحيلة عرضوها للبيع ولامشتري لبواخر منتهية الصلاحية.قيمة الباخرة في العطاءات الاولى لم تتعد الاربعمائة ألف دولار في حين يبلغ سعر الباخرة الجديدة خمسة ملايين دولار. سعر البواخر المعروضة أخيراً صعد ليقارب اثنين مليون دولار ونصيحتي للاخوة في الخطوط البحرية ان يتوكلوا على الله ويبيعوا فليس تلك البواخر الخربة بأغلى من سودانير .عليهم ان يصموا اذانهم عن الصراخ والعويل الذى يحاول البعض ان يؤجل به البيع لمصالح خاصة ترتبط بمافيات السفن العاملة في السودان. ولكم وددت ان يفصح السيد النوراني عن الاسباب التى اوصلتنا لهذه الحالة المزرية حتى اصبحنا دولة بلا ناقل بحري. اذ لاول مرة في التاريخ اسمع بدولة تمتلك سواحل آلاف من الكيلومترات وتخلو من ناقل بحرى واحد!!.من المسئول عن تدهور الخطوط البحرية؟.هل هى سياسات الخصخصة ام الفساد الذى ظهر في البر والبحر!!. جاء في الاخبار نهاية الاسبوع الماضى ان السلطات منعت «سودانير» من الهبوط بمطار القاهرة والسبب كما قال الرواة ان «سودانير» لم تدفع ماعليها من رسوم المطار التى تبلغ خمسين ألف دولار!!.تصوروا ناقل وطني ليس بمقدوره تسديد رسوم المطارات.لا اعرف لماذا تصر سودانير على الطيران في الفضاء و اجنحتها مكسورة.؟! لِمَ تصر على السقوط الدائم وهى تعلم انها لاتقوى على الطيران؟ و لماذا تصر على فضحنا في العالمين كل حين؟.انتهت «سودانير» كناقل منذ زمن بعيد واصبحت رحلاتها موضعا للسخرية والتندر ولم يعد يقرب طائراتها« استغفر الله اين هى طائراتها» عاقل. ناقل وطني في المجال الجوى ولايملك طائرات يعتد بها ويصر على الطيران!!.قبل ان تُباع سودانير لعارف الكويتية وبعد ان عادت الى احضان الوطن كما يدعون الا ان الحال هو نفسه بلا تغيير يذكر.الحقيقة اننا بلاناقل وطني في مجال الطيران .كانت «سودانير» تحلق في سماوات العالم، الان لاتستطيع التحليق في سماء الخرطوم!. سبحان الله.كانت «سودانير» تنافس الاثيوبية، الان لاتقوى على منافسة الارترية!!.كل ذلك يهون فانكشاف حالنا جواً وبحراً لم يعد سراً الا ان مايحيرنى هو الاصرار على فضحنا. لماذا ياترى تطير «سودانير» الى الخارج وهى تعلم انها غير قادرة على الهبوط في مطار القاهرة لتصبح أضحوكة في الاعلام.دولة لاتستطيع ان تدفع لناقلها الوطني رسوم استخدام المطارات الاقليمية ناهيك عن الدولية!! هل افلست الدولة لهذه الدرجة.طيب افلسنا ، الفضائح لزومها شنو؟ على ماتبقى من اسكراب «سودانير» ان يلزم «الواطة». بالطبع لن احدثكم عن ماجرى ويجري في السكة حديد التي كانت تقرب المسافات على أيام استاذنا عبد الله علي ابراهيم حياه الغمام.الان انتهينا لما انتهينا اليه بنتيجة نهائية اننا بلاناقل وطني، وطن بلاناقل وطني لافي السماء ولافي الارض، لابراً ولابحراً ولاجواً. سيقول لنا العباقرة وما حاجة الوطن لناقل وطني؟.صحيح لسنا بحاجة لناقل، فأين هو الوطن ابتداءً!!