اعاد تفاوض الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا جدل الرفض والقبول من جديد، فقد أجتاحت ثورة غاضبة معظم مساجد ولاية الخرطوم بالجمعة الماضية تعالت فيها اصوات أئمة بعض المساجد مطالبة بوقف اى تفاوض مع قطاع الشمال، وبذات قوة الدفع الرافضة لأى حوار مع الحركة الشعبية أصدرت هيئة علماء السودان بيانا كان بمثابة «وقع الحافر على الحافر» ، اتساقا وتماشيا مع دعوات أئمة المساجد ، طالبت خلالها الهيئة الحكومة ب»خلع اليد» عن التفاوض فوراً مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، بحجة ان الحوار مع قطاع الشمال ضياع للوقت والجهد، وهذا قبل ان تصفه بالعبث مشددة على ان فكر «الشعبية» معادٍ للشريعة الاسلامية ومعارض لسودان قوى وموحد . وفى محاولة من علماء الهيئة لاضفاء مسحة من التفاعل مع قضايا الساحة فى البلاد، ناقش البيان ايضاً قضية رفع الدعم عن المحروقات والسلع الاستراتيجية والغلاء الطاحن، معتبرا ان الوقت غير مناسب ومحملا الدولة العبء الأكبر فى في الاختلال المالي، مطالبا اياها بضبط الاسراف والمغالاة. اسئلة منطقية تفرض نفسها تعقيباً على بيان هيئة علماء السودان بخاصة مطالبتهم الحكومة برفع يدها التي تفاوض الحركة الشعبية قطاع الشمال،فهل تملك الهيئة من المبررات ماهو كافٍ لقطع التفاوض واعادة تدفق الدماء واستمرار الحرب، وأين بيانات الهيئة ومواقفها فى السابق من اتفاقية السلام التى أتت بالحركة الشعبية الأم واتاحت لها ان تقاسم الحكومة الحالية الثروة والسلطة فى البلاد ما افرز الوضع الحالى، ولماذا تأخرت بيانات الهيئة فى قضية رفع الدعم عن المحروقات وقضية القروض الربوية الى هذا الوقت ام ان الدافع الحقيقى للبيان الحالى هو «رفع اليد» عن التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، فقط لاغير. . ؟. مساعد الأمين العام لهيئة علماء السودان حيدر التوم خليفة يدافع عن موقف الهيئة ويقول ان البيان لم يقصد به المطالبة بايقاف التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال فقط وانما شمل عددا من القضايا الأخرى المهمة التى درجت الهيئة على تناولها، وقال ل «الصحافة» ان البيان تناول مجمل القضايا السودانية وان الهيئة غير مفصولة من الشعب السودانى وهمومه، وسبق ان اخرجت عدداً من البيانات فى كثير من القضايا «الفساد ،ورفع الدعم عن المحروقات، البطالة» . وقال خليفة ان معظم اعضاء الأمانة يرون انه لاجدوى من التفاوض مع قطاع الشمال،غير انه تابع بالقول» وان كنت على المستوى الشخص اجنح للتفاوض وحقن الدماء، لان لا سبيل للحل غير الحوار»، واكد خليفة على استقلالية هيئة علماء السودان وعلى انها لاتمثل الحكومة، واضاف «نحن غير مرضى عنا من قبل الحكومة وهناك جهات داخل الدولة تسعى لتحجيم دورنا وهذا شئ طبيعى فى مسار الدفاع عن الحق». الا ان الداعية الاسلامى الدكتور يوسف الكوده يرى انه لاغضاضة في التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال الكودة ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس «سبق وان قلت انا لست مع من يقسم مسائل السياسة التقديرية بين مسائل الحلال والحرام لان التقديرات تختلف وهى نسبية حتى ولو بنيت على الاجتهاد» ، ويضيف هذه ليست من الأمور المقطوعة فى الدين لذلك لا ارى انه لا احد يستطيع ان يحرم التفاوض حتى مع غير المسلم، واوضح الكودة ان التفاوض اصلاً لايكون الا مع المعتدى والظالم، ثم قال» هذا حتى لايتذرع احد أن هؤلاء لايجوز التفاوض معهم لأنهم خونه ومجرمون، واشار الكودة الى ان الرسول «صلى الله عليه وسلم» فاوض فى صلح الحديبية من هم أشد على الاسلام والمسلمين من هؤلاء، وقبل منهم مالم يكن يتصوره احد من المسلمين انذاك. غير ان القيادى بالمؤتمر الوطنى الدكتور اسماعيل الحاج موسى يؤكد على ان مواقف الحركة الشعبية منذ باديات الفترة الانتقالية «2005» وحتى الانفصال «لم تكن تبشر بخير»، وهو ما جعل العلاقات متوترة بين الوطنى والشعبية، ورأى الحاج موسى في حديثه ل»الصحافة» بان السبب الأساسى لهذا التشاكس كان «افعال اعضاء قطاع الشمال الحاليين ، ياسر عرمان وعقار والحلو»، لذلك يعتقد القيادي في المؤتمر الوطني ان من حق هيئة علماء السودان «اصدار بيان بما تراه، او فتوى من وجهة نظر علمائها الدينية». ثم استطرد موسى قائلا: وانا بصراحة لا ارى اى غضاضة فى ذلك، فنحن فى نظام ديموقراطى وكل يعبر عن رأيه، وتابع «كما ان هناك جهات عديدة ترفض الحوار مع الحركة الشعبية، وليس أئمة المساجد فحسب».