ضباط ينعون الشهيد محمد صديق إثر تصفيته في الأسر من قِبل مليشيا الدعم السريع    نائب رئيس مجلس السيادة يطّلع على خطة وزارة التربية والتعليم ويؤمن على قيام الإمتحانات في موعدها    سُكتُم بُكتُم    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    إسرائيل والدعم السريع.. أوجه شبه وقواسم مشتركة    السودان شهد 6 آلاف معركة.. و17 ألف مدني فقدوا حياتهم    شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(نفير جنوب السودان الثاني بجنوب كردفان)
«الكتمة» (16): وقائع ومشاهد يوم 6/6/2011

هبطنا والحلو مطار كادقلى فى منتصف مايو 2009م فى زفة كبيرة من قيادات الولاية المختلفة ، خاطبنا اللقاء الجماهيري الأول بخطة عملنا ، كان تركيزنا أن الخطاب الجماهيري الأول له أهميته القصوى ، لأنه يصنع الإنطباع الأول وهو أمر مهم لمسيرة عملنا المقبلة ، لذا إتفقنا على أن يكون الخطاب موحداً ويلقى بطريقتين مختلفتين فقط فى طريقة العرض ، مع الطرق المستمر على الأهداف ، وبيان سياسة ومنهج تحقيق تلك الأهداف ، وأُذّكر بالأهداف الأربعة التى اتفقنا عليها وهى :
1- بناء السلام عن طريق :
أ/ تقوية وتعزيز الشراكة .
ب/ إستكمال إنفاذ الإتفاقية بروح جديدة ومنهج جديد وشرحها وتمليكها للمواطنين.
ج/ إعادة الإدماج بإزالة حواجز المناطق المقفولة والآثار المترتبة عليها .
د/ إزالة آثار الحرب عبر برامج إعادة التأهيل والتوطين والتعمير والتسريح وإعادة الدمج .
ه/ التنمية المستدامة .
2- تحقيق الإستقرار الأمنى وفقاً للمحاور التالية :
أ/ المصالحة الإجتماعية الشاملة .
ب/ حل النزاعات القبلية القائمة وترسيخ قيم التعايش السلمي .
ج/ نشر ثقافة السلام .
د/ تنفيذ الترتيبات الأمنية .
ه/ تقوية قدرات الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون .
و/ إكمال مشروع البناء المؤسسي لأجهزة الحكومة .
3- الوحدة :
أ/ إدماج الولاية على صعيد واحد (إزالة وضع الكنتونات المبنى على خطوط الحرب السابقة) .
ب/ توسيع إطار المشاركة السياسية .
ج/ تحقيق الوحدة الإجتماعية الشاملة .
د/ المساهمة فى تحقيق الوحدة الوطنية .
4- تهيئة الولاية للإنتخابات :
أ/ تخفيف حدة الإستقطاب السياسي والإثني .
ب/ ترسيخ مفهوم الممارسة السياسية كبديل للنزاع المسلح .
ج/ تهيئة جو سياسي حر ومعافى لإجراء إنتخابات تبنى ولا تهدم .
بيان السياسة والمنهج لتحقيق تلك الأهداف الأربعة وذلك على النحو التالى :
1-إن مهمتنا إنتقالية ومحددة بإطار زمنى تنتهى بالإنتخابات .
2-إعادة بعث الأمل والثقة فى المستقبل .
3- تحقيق أعلى درجات المشاركة السياسية والإجتماعية فى برامج الحكومة .
4-تحقيق أعلى درجات الإلتحام بالجماهير عن طريق مفهوم الحكومة الجوالة.
5- وحدة الخطاب السياسي لقيادة الولاية .
6-إستلهام فكرة العزلة المجيدة لحماية الشراكة وعملية السلام بالولاية من عواصف وتقلبات العلاقة السياسية بين جوبا والخرطوم وفقاً لشعار أن لا تعطس كادقلى إذا أصاب الزكام الخرطوم أو جوبا .
إعادة إشعال جذوة الأمل :
شكل ذلك الخطاب الجماهيري بتلك الأهداف والسياسة والمنهج الجديدين بارقة أمل جديدة لمواطني الولاية ، وأشعل وألهب حماسهم لعملية السلام ، فشرعنا على الفور فى تنفيذ زيارات لكل مدن الولاية والمناطق المقفولة (كاودا / جُلد / هيبان / تنقلى ... إلخ) كما حرصنا على دعوة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ، ومجلس التحرير للحركة الشعبية بالولاية ، وقمنا بمخاطبتهم بأهداف ومنهج المرحلة الجديدة ووجدت دعمهم وترحيبهم ، لقد كان مفاجئاً لكليهما حضورنا المشترك لمخاطبتهم بخطاب موحد حيث حرصنا على عدم إخطارهم بحضورنا معاً ، ولكن كانت المفاجأة سارة لهم ، وعملنا بعد ذلك على جمعهما فى إجتماعات مشتركة ، وعلى الفور شكلنا لجان عمل مشترك تتولى تفاصيل العمل اليومى وتفعيل تلك الخطة برئاسة مشتركة للأخوين محى الدين التوم نائب رئيس المؤتمر الوطني ومحمد عمر إسماعيل الزبير سكرتير الحركة الشعبية بالولاية والذي سمى نفسه أرنو نقوتيلو لودى فى إطار فوبيا الأفريقانية السابق الإشارة إليها فى الحلقات السابقة... لم تقتصر زيارتنا وإجتماعاتنا على ما تم ذكره فقد قمنا بزيارة الوحدات العسكرية المختلفة معاً (القوات المسلحة / الوحدات المشتركة المدمجة / قيادة الفرقة التاسعة جيش شعبي بمنطقة جاو / الشرطة والأمن) خاطبنا الضباط والصف والجنود ، فأشعلت تلك الزيارات جذوة الأمل فى السلام من جديد .
حرصنا أيضاً على أن نتخذ مكتباً واحداً وعربة واحدة فى تحركاتنا ونلتقى الوفود الزائرة معاً ، ظل ذلك الحال مستمراً حتى تاريخ تدشين الحملة الإنتخابية للحركة الشعبية فى أبريل 2011م .
شرعنا من بعد ذلك فى تكوين الحكومة الجديدة وحرصنا على إختيار كوادر توخينا فيها معياراً حاسماً وهو (القدرة على العمل مع الغير) ... كان لافتاً لى تركيز الحلو على إختيار ضباط الجيش الشعبي فى المواقع الدستورية وقد إستحسنت ذلك التوجه لديه ، فقد أدى عزل هؤلاء خلال الفترة السابقة إلى إنكفائهم على مناطقهم العسكرية السابقة وقفلها ، الأمر الذي أنتج ما عرف بالمناطق المقفولة ، لم ألحظ لديه حماساً تجاه الكوادر التى إلتحقت بالحركة الشعبية بعد السلام إذ كان كثيراً ما يبدى ضجره منهم ... بل لم يتوانَ عن عزلهم من مواقعهم فى أجهزة الحكومة الأخرى وخاصة المجلس التشريعي عندما أحس منهم تحركات لإعاقة التوجهات الجديدة لحكومة الشراكة .
تحالف واسع لبناء السلام :
وسعياً لتوسيع دائرة المشاركة السياسية والإجتماعية جاء تشكيل مجلس الحكماء ، وهى مبادره تفردت بها الولاية وشكلت بدعة حسنة سارت عليها العديد من الولايات من بعد ذلك ، لقد ضم ذلك المجلس رؤساء الأحزاب السياسية بالولاية وقيادات الولاية بالأحزاب السياسية القومية ، وكل أولئك الذين تولوا مسئولية حكم الولاية من قبلنا ، والوزراء من أبناء وبنات الولاية بالحكومة القومية والبرلمان القومي ، ورجالات القضاء والإدارة والشرطة والجيش السابقين ، علاوة على رجالات الإدارة الأهلية والقيادات الدينية فضلاً عن أهل الثقافة والفن والموسيقى والرياضة والإعلام على النحو الذي أشرنا إليه فى الحلقة السابقة ، لقد كان طيفاً واسعاً من التمثيل ضم على سبيل المثال وليس الحصر وإضافة لمن ذكرنا فى الحلقة السابقة اللواء / إيدام واللواء فضل الله برمه بوصفهما أعضاء رأس دولة سابقين على المستوى القومي (مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني والمجلس العسكرى الإنتقالى)، اللواء فضل الله حماد نائب الحاكم الفاتح بشارة ، المحافظ عبد الرحمن إدريس ، ومن قادة الجيش والشرطة السابقين كان الفريق أول ركن مهدى بابو نمر رئيس هيئة الأركان الأسبق والفريق الركن محمد عبد الله آدم والفريق شرطة جلال تاور ، ومن القيادات السياسية الأستاذ مكى بلايل والسيد باكو تالى وسلمان الصافى ، ومن الأكاديميين د. جمعة كنده وبروفسور كبشور كوكو وبروفسور سليمان الدبيلو والبروفسور التجانى حسن الأمين (الكربريتر)، كما يحلو لأهل الفاشر تسميته ... ، ومن رجالات السلك الدبلوماسي السفير الدرديري محمد أحمد والسفير محمد عبد الله إدريس ، وغيرهم من قيادات الولاية ... كان الهدف هو توسيع دائرة المشاركة فضلاً عن بناء إجماع وطنى عريض حول قضايا الولاية المختلفة .
مشروع مارشال :
ومن أجل تخطيط سليم للتنمية فقد إعتمدنا فكرة منبر شركاء التنمية الذي ضم كل الجهات الحكومية المختصة بالتنمية قومياً وولائياً والمانحين الدوليين ووكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والخبراء ... لقد عقد ذلك المنبر العديد من الإجتماعات بكل من كادقلى والفولة وكاودا والخرطوم ، شارك فى قيادة تلك الإجتماعات د. لوال دينق وزير الدولة للمالية وزميله الصادق محمد على وزير الدولة بالمالية ، والأستاذ / يحي حسين أمين عام صندوق دعم الوحدة ، والسيد الفاتح على صديق وكيل التعاون الدولى... لقد أنجز ذلك المنبر مهمته فى التخطيط للتنمية وتنسيق خطط الجهات الداعمة والمانحة على نحو جيد وتعبئة الموارد المالية ... كانت أهم ملامح البرنامج التنموي وأهدافه وأسبقياته ، هى :
1/ إعطاء دفعة تنموية قوية تحقق الإنعاش الإقتصادي بالولاية .
2/ إعادة هيكلة إقتصاد الولاية من إقتصاد ريفي تقليدي قائم على الزراعة التقليدية والرعي التقليدي لإقتصاد حديث .
3/ إزالة الشعور بالغبن التنموي .
4/ تخفيف حدة الفقر .
وذلك عن طريق تنفيذ المشروعات التالية :
أ-مشروعات البنية التحتية (طرق وجسور ، إتصالات ، مقار أجهزة الحكومة) .
ب-مشروعات الطاقة (الكهرباء).
ج-مشروعات الخدمات الأساسية (الصحة التعليم المياه) .
التحدى الأساسي كان هو التمويل لتنفيذ تلك المشروعات ، لقد كان المركز ممثلاً فى السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأستاذ / على عثمان محمد طه ، وحكومة الوحدة الوطنية ممثلةً فى وزير المالية الدكتور عوض الجاز ومن بعده الأستاذ على محمود، ووزير الطرق والجسور المهندس عبد الوهاب محمد عثمان ونائبه المهندس حامد وكيل ، وأمين عام صندوق دعم الوحدة يحى حسين ، كان المركز سخياً وبالقدر الكافى ... لقد أظهر إلتزاماً سياسياً قوياً تجاه إلتزامات الولاية المالية بموجب الإتفاقية والتى تم تحديدها بمبلغ 320 مليون دولار لولاية جنوب كردفان ومثلها لولاية النيل الأزرق ، حددت مبالغ الدعم الإضافى هذه بموجب إتفاق حسبما تنص الإتفاقية بواسطة لجنة ضمت د. عوض الجاز وزير المالية ومالك عقار والى النيل الأزرق وعمر سليمان والى جنوب كردفان والأستاذ الصادق محمد على وزير الدولة للمالية وشخصى ، لم تكتفِ وزارة المالية الإتحادية بالإلتزام بذلك المبلغ بل إلتزمت بسداده وفق البرمجة التى تم الإتفاق عليها وفى آجالها ومواقيتها . سخاء المركز يبرز بجلاء فى تخصيصه لمبلغ واحد مليار وإثنان وتسعون مليون دولار من القرض الصينى لحكومة السودان والبالغ قدره ثلاثة مليار دولار لمشروعات تنموية كبرى بالولاية وهى :
1/ مشروع كهرباء الفولة لتوليد 405 ميغاواط بإستخدام الغاز المصاحب لإنتاج البترول بكلفة قدرها 680 مليون دولار (ستمائة مليون دولار).
2/ مشروع الخط الدائرى لشبكة الكهرباء بطول 630 كيلومتر يمتد من أم روابة عبر العباسية ، رشاد ، أبوجبيهة ، تالودى ، كادقلى ، لقاوة ، الفولة ، أبوزبد ، الدبيبات ، الأبيض ، ويمتد من الفولة إلى بابنوسة ، المجلد ، بتكلفة قدرها 247 مليون دولار (مئتان سبعة وأربعون مليون دولار) .
3/ مشروع الطريق الدائري قطاع (العباسية / أبوجبيهة) بطول 141 كيلو متر وبتكلفة قدرها 65,000,000 دولار (خمسة وستون مليون دولار) (هاجم المتمردون بعد إندلاع الحرب معسكر الشركة الصينية المنفذة للطريق ودمروا الآليات وقتلوا وأسروا المهندسين الصينيين ) .
4/ مشروع طريق (الدبيبات / أبوزبد / الفولة) بطول 184 كيلومتر بتكلفة قدرها 100,000,000 دولار (مائة مليون دولار) .
لم يتوقف عطاء المركز على ذلك فإنطلقت مشروعات صندوق دعم الوحدة لتنفيذ العديد من طرق الولاية وإمتداداتها لربط الولاية مع الولايات الجنوبية المجاورة فى إطار خطة تعزيز الربط بين ولايات التمازج ، حيث بلغت جملة أطوال طرق الربط هذه 715 كيلومتر بتكلفة إجمالية بلغت 918,571,259 جنية .
فتوسعت شبكة الطرق بالولاية حيث تم البدء فى تنفيذ شبكات متكاملة من الطرق القومية والولائية والزراعية والداخلية ، ومن المهم أن نورد هنا جدول شبكات الطرق هذه :
والحال كذلك فإن أهم نتيجتين تحققتا من هذه الأعمال هى :
1/ إمتلاك الولاية لأطول شبكة طرق ، تربط أجزاء الولاية مع بعضها البعض ، ومع ولايات الجوار وشبكة الطرق القومية ، بإجمالى أطوال مقدارها (2595 كيلومتر) .
2/ أكبر طاقة توليد كهربائية خارج شبكة التوليد المائي .
الأثر المباشر لهذه المشروعات وقبل إكتمالها كان توفير فرص عمالة كبيرة لمواطني الولاية ، تغيير وسائل المواصلات من اللواري المتهالكة والجرارات الزراعية ومقطوراتها الى البصات والحافلات السفرية والأتوس والهايس ، وجد المزارعون فرصاً أفضل لتسويق منتجاتهم فبدلاً من تجفيف منتجاتهم من الطماطم كصلصة جافة أصبحت تصل إلى الأسواق كسلعة طازجة ، والأثر الأكبر المأمول كان هو التأسيس لإعادة هيكلة الإقتصاد ، فالمعروف أن الإقتصاد الحديث ينهض ضمن ركائز متعددة على الركائز الأساسية التالية (المواصلات والإتصالات والطاقة وتوفر المواد الخام والعمالة) وها هى تبدأ فى التوفر .
قيمة أخرى مضافة لما ذكر فإن تلك المشروعات تخاطب بالحل واحدة من أهم الأسباب الجذرية للحرب وهو كسر واقع الإنغلاق الجغرافي والإتصالى الذي عاشته الولاية فى السابق بسبب الظروف الطبيعية وتطبيقات قانون المناطق المقفولة زمن الإستعمار وفى زمن السلام بواسطة كمندرات الحركة الشعبية .
وقد دخلت شبكات الإتصالات المختلفة على خطى التنمية فمددت شبكات الألياف الضوئية وأبراج الإتصالات لكل أرجاء الولاية بنسبة تغطية بلغت 91,2% .
علاوة على ما ذكر أعلاه ظلت زيارات السيد الرئيس ونائبه الأستاذ / على عثمان محمد طه تحمل (هدايا) رمزية فى شكل مشروعات تستجيب وبشكل تلقائي لمطالب الأهالى فى اللقاءات الجماهيرية (مدارس / مستشفيات / آبار مياه ... إلخ).
وإليكم أحد هذه النماذج ، ففى زيارة السيد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه لكاودا لحضور إحدى جلسات إنعقاد مجلس الحكماء في 28فبراير 2010 م تقدم مواطنوا المنطقة بطلب لسيادته لإنشاء مدرسة ثانوية عليا للبنات كان إلتزامه فورياً ومباشراً،إذ أعلن إلتزامه بتشييدها على نمط نموذجي ،بل وأن تلحق بالعام الدراسي المقبل،وقد تم ذلك وقام بإفتتاحها في 2/8/2010 وضمت المدرسة ثلاثة أنهر و4 معامل حديثة و3 داخليات ومحطة مياه وكهرباء .
السيد سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية وفى زيارته لذات المنطقة وكانت هى الزيارة الأولى له للمنطقة حيث لم يزر ولاية جنوب كردفان مطلقاً من قبل سواء فى زمن الحرب أو بعد السلام ، وقد تمت الزيارة بناءاً على دعوة مشتركة منى والحلو ذهبنا خصيصاً لجوبا لتقديمها له ، فقد إلتزم فى زيارته بإعادة تأهيل مقبرة الراحل يوسف كوة والراحل مستودع حكمة السودان الناظر بابو نمر ، ولم يفعل حتى الآن ، ولك أيها القارئ الكريم أن تستنتج ما تراه مناسباً عن مقدار ما يكنه الجنوب ورئيسه لجنوب كردفان ؟ .
إمتدت مشروعات التنمية لتأسيس وتحديث مقار الحكومة وأجهزة الحكم ، إذ لا معنى لأن يتطور النظام الإداري للحكم من مجلس إلى محافظة إلى ولاية ويباشر المسئولون مهامهم من ذات مكاتب المآمير ومفتشو الإدارة الإنجليزية والضباط الإداريون ، لا بد من نقلة على مستوى الشكل والمضمون تعطى المواطن الإحساس بالتغيير ، وتقنعه بأن تغييراً حقيقياً قد تم ، ليس فقط فى الدرجة الوظيفية لمن يشغل ذلك المقر ، ولكن تغيراً شاملاً قد حدث لأننا ببساطة نخاطب فى جذر آخر من جذور الصراع وهو علاقة المركز بالأطراف .
لم تقتصر تلك المشروعات على ما ذكر أعلاه فقط بل إمتدت إلى مجالات البنية التحتية الأخرى فإمتلكت جنوب كردفان مدينة رياضية رديفة للمدينة الرياضية بالخرطوم ، لا أحسب أن ذلك ترفاً فجنوب كردفان هى المورد الأول للاعبين لكل فرق السودان هذا من ناحية من ناحية أخرى فإنه معلوم دور الرياضة فى بناء السلام .
تأسيساً على كل ما تقدم فإن سخاء المركز على النحو الوارد أعلاه يكشف ليس فقط عن مدى إلتزام القيادة السياسية بالبلاد تجاه قضية جبال النوبة ، بل يثبت أن المركز مؤمن بضرورة علاج واحدة من أهم جذور وأسباب الصراع (التخلف التنموي) والدلالة الأكثر تعبيراً هى أنه وبإستثماره بتلك المبالغ الضخمة فى عملية بناء السلام يؤكد وبقوة أنه ملتزم تماماً وحاسم خياره بشكل لا يقبل اللبس بأن الحرب ليست واحدة من خياراته فى تلك المنطقة .
نلتقى فى الحلقة القادمة يوم الأربعاء بمشيئة الله حول محاور عمل الحكومة الجوالة ، والوضع الأمني بالولاية ، فتابعوا معنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.