اعادت تسريبات اعلامية جدل المقارنة بين والي شمال كردفان المهندس معتصم ميرغني زاكي الدين ووزير الزراعة والثروة الحيوانية الفريق محمد بشير سليمان، فالتسريبات الاخيرة قالت ان دواوين حكومة الولاية ومرافقها المختلفة شهدت انضباطا ملحوظا منذ تولي الفريق مهام الوالي عقب سفر زاكي الدين الي المانيا مستشفيا. واعتبر مراقبون للشأن الكردفاني ان التسريبات الاعلامية الاخيرة تهدف لايصال رسائل معينة لعدد من الجهات في المركز والولاية وانها تحمل مضامين متعددة،ويشيرون الي ان الذين يقفون من ورائها ارادوا التأكيد علي خطأ المركز بعدم اختياره للفريق واليا للولاية في انتخابات 2010 ،بعد ان جاء في القائمة الخماسية النهائية التي ضمت الي جانبه الواليين السابقين فيصل وابوكلابيش ،والوالي الحالي زاكي الدين ومعتمد شؤون الرئاسة السابق حميدة اسماعيل ،ويعتبرون ان التسريبات ارادت ايضا التأكيد علي ان فترة زاكي الدين الماضية لم تشهد انضباطا من قبل الدستوريين والعاملين بالقطاع العام ، وان هذا انعكس سلبا علي دولاب العمل والتنمية بالولاية ،ويعتقد متابعون ان الفريق محمد بشير سليمان صاحب طموحات غير محدودة وانه لايزال يري احقيته وجدارته بادارة الولاية رغم مردوده الذي يصفه متابعون بالمتواضع في وزارة الثروة الحيوانية التي يشغلها،والفريق كما هو معروف ظل مشاركا في حكومات زاكي الدين الثلاث ،ويلمح البعض الي ان الرجل فرض من قبل المركز علي الوالي . بيد ان مصدرا قريبا من الوالي المكلف نفي في حديث ل«الصحافة» صلة الفريق بالتسريبات الاعلامية التي اكدت على الانضباط الذي انتظم الولاية عقب توليه ادارتها بالتكليف،ويشير المصدر الي ان الفريق لم يصدر قرارا يشدد علي الانضباط والحضور المبكر ،ولم يتحدث عن انضباط كان مفقودا في فترة زاكي الدين الماضية، كما اكد علي عدم نيته او تخطيطه لتولي منصب الوالي وانه ظل علي الدوام يؤكد احترامه وتقديره لزاكي الدين. ولكن لماذا يعقد البعض مقارنة بين المهندس والفريق او الوالي ونائبه في هذا التوقيت الذي تمر فيه الولاية بالكثير من التحديات وتشهد غيابا لواليها المنتخب،يجيب علي التساؤل عضو المكتب القيادي بالحزب الحاكم بالولاية عبد الله المتعارض الذي يعتقد ان المقارنة بين الرجلين في هذا التوقيت ليست موضوعية ولا ذات جدوي ،مبينا في حديث ل«الصحافة» اثارها السالبة علي الاستقرار بالولاية، مشيرا الي ان فترة الفريق غير معلومة ومحددة التوقيت ومن ناحية اجرائية لايمكن ان يتحول الي والي للولاية ، ويقول ان زاكي الدين هو الوالي المنتخب وزاد: الرجلان يحظيان بالاحترام ويتمتعان بالخبرة والكفاءة وكل واحد منهما يؤدي دوره حسبما هو مطلوب ، واعتقد ان اهداف اجراء مقارنة بينهما خبيثة يسعي الذين يروجون لها الي احداث وقيعة بين الرجلين. من ناحيته يشير المحلل السياسي عادل البلالي في حديث مع «الصحافة» الي ان الامر لايتعلق بمرجعية الانتماء الحركي الاسلامي للمهندس زاكي الدين ، ولا مرجعية المؤسسة العسكرية التي ينحدر منها نائبه الفريق محمد بشير ، ويعتقد انها ربما هواجس البعض من صرامة العسكريين في تسيير دفة الامور هي التي قد تكون وراء الاحساس بحالة الاصطفاف الانضباطي لدي التنفيذيين ، وزاد: برغم قناعتي التامة ان الفريق لم يصدر توجيهات في هذا الخصوص، ولم يدعِ الاحاطة بمبدأ ترسيخ الالتزام التنفيذي للموظفين علي فرضية التبكير حضورا والتأخير انصرافا ، ويضيف البلالي : الامر يتعلق بشخصية الدستوريين الذين ينتمون لمدارس شتي ، واعتقد ان الدستوري الذي لايملك مايقدمه لن يستطيع الفريق محمد بشير ان يصنع من فسيخه شربات ،وشمال كردفان ظلت تعاني من تقاطعات لوبيات تمثل مجموعات ضغط، بينها من يسعي لافشال تجربة الوالي، واخري تبحث عن تلميع نفسها لتولي مناصب ، ويعتقد البلالي ان مشكلة الولاية لاتتمثل في اجراء مقارنة بين الوالي ونائبه ، بل في الحقائب الدستورية التي يتولاها بعض الذين قادوا حملات انتخابية لنافذين بالمركز والولاية دون امتلاكهم لمعايير الكفاءة المطلوبة.
