برز إتجاه داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالقضارف بالمشاركة في انتخابات منصب الوالي في اكتوبر القادم وذلك بعد التئام قيادات الحزب وجماهيره بدعوة إفطار بضاحية الاتحاديين معقل الحزب بمنطقة ام شجرة في منزل الأب الروحي للحزب حسن محمود محمد عيسى ضمت كل القيادات والرموز والمكتب التنفيذي والسياسي بحضور رئيس الحزب وممثله في الحكومة محجوب دكين وأمين الأمانة العدلية رمزي يحى حيث سادت الجلسة نقاش جانبي حول رغبة الحزب في خوض انتخابات الوالي بعد ان طالب عدد كبير من أعضاء الحزب بالمشاركة كتمرين ديمقراطي للسباق الانتخابي القادم وفق روح الاتحاديين الوفاقية الأصيلة. وربما يبدو امر المشاركة قادماً حسب رؤية الأعضاء وقيادة الحزب بعد أن عجز الحزب الحاكم بالولاية بالعبور بها إلى بر الأمان في عهد خمسة ولاة وثمانية حكومات في الفترة من العام 2008م بداية بعهد عبد الرحمن الخضر وحتى الوالي الحالي الماحي حيث يحمل الحزب الاتحادي الاصل روشتة سياسية تدفع لرتق النسيج الاجتماعي بالولاية وتجاوز الأزمة الاقتصادية التي أثرت على الموسم الزراعي في ظل صمت الحزب الحاكم وعدم قدرته لتجاوز الأزمة الداخلية ورهن الاتحاديين المشاركة في السباق لمنصب الوالي في ظل اخفاق الوطني وعدم احترامه لشراكته مع الأصل والتي وصفت بالمشاركة الضعيفة التي لا تتناسب وحجم الحزب الكبير الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات وأفضى نقاش المائدة الرمضانية الاتحادية بضاحيتهم بأم شجرة بعدم جدوى المشاركة وهي لا تتناسب مع أطروحات الحزب ورؤية مولانا الميرغني حول الواقع الحالي والتهميش الذي أقدم عليه الوطني في عدم احترام الحزب واعتقال أمين الأمانة العدلية بالحزب دون توجيه أي تهمة له لأكثر من شهر. و يقول القيادي البارز بالحزب نائب الأمين العام بابكر ميرغني في حديثه ل الصحافة أن المشاركة الحالية التي تمت تعتبر مشاركة سلبية وشكلية لعدم تفعيل الاتفاق وبحث القضايا العالقة في ظل سياسة الوطني الاقصائية وتماديه في أخطائه وعدم احترامه للعلاقات الرأسية والأفقية للقوى السياسية، وقال إن ما ذهب إليه الوطني عبر شراكته بمنح المناصب فقط يؤكد بأن التحالف ورفض المشاركة كان قراراً صائبا وما ذهب إليه الحزب الحاكم يؤكد أن رؤيته مع حلفائه تدار أمنياً وليس سياسياً. الكاتب والمحلل السياسي الفاتح عبد الله داؤود أشار في حديثه ل الصحافة إلى أن مشاركة الاتحادي الأصل الشريك الأكبر للوطني في الحكومة الحالية محل شك لأن الحزب نفسه يعاني من أزمات هيكلية وتنظيمية أثرت في صناعة قراره السياسي الذي أصبح مرهوناً بالمركز بجانب صراع مجموعة من التيارات المتقاطعة التي يرى بعضها ان مشاركتهم تعني تحقيق مكاسب اقتصادية للحزب المرتبط أصلاً بالرأسمالية والتجارة وأشار داؤود إلى أن الفريق الآخر تعني له الخصم السياسي من رصيد الحزب الشعبي بالولاية لأن الوطني لا يؤمن بالشراكة الحقيقية بل يؤمن بالمشاركة الشكلية ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي داود بأن الساحة السياسية بالقضارف يسودها نوع من الضبابية وعدم وضوح الرؤية فيما يخص الاستحقاق الانتخابي لأن الحزب الحاكم لم يحسم حتى الآن أمره بخصوص تسمية مرشحه القادم وهو لم يتقدم خطوة ملموسة تجاه شركائه في الحكومة لنسج شكل التحالف القادم حيث يبدو الوطني في أضعف حالاته التنظيمية تجلى ذلك بصورة واضحة في حرب البيانات لإضفاء الشرعية لبرنامجه السياسي الذي طرحه في الانتخابات الأخيرة وهو ماتم الاتفاق عليه مع قيادات الاتحادي الأصل القومية وابان المحلل السياسي داؤود بأن مشاركة الاتحاديين أو عدمها في الانتخابات القادمة لن تؤثر على الخارطة السياسية بالولاية لأن الحزب وضعه الحالي وبتياراته المتباينة لا يملك مقومات منافسة المؤتمر الوطني لذا يبقى الحديث حول أمر الانتخابات و المشاركة او عدمها ضرباً من الاستهلاك السياسي طالما أنَّ مولانا لم يفتِ في الأمر ...