حينما بدأت طائرة شركة تاركو البوينق 777الخاصة تحلق بنا فوق اجوا مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور متدحرجة نحو الهبوض في مطار الشهيد صبيرة نظرت عبر النافذة الي الارض فلاحت لي سلاسل الجبال والتي اشهرها جبال مون الشهيرة وظهرت من خلال النافذة الاودية المنحدرة من تلك الجبال لتكون وادي كجا الهائج بكل عنفوانه هذه الايام والمياه التي تنهمر منه كأنها الصوارم الموجهة نحو رقاب كل من يقترب اليه .. اعدت النظر الي الارض ووجدتها قد تزينت واكتست بالخضرة والزراع منتشرون في المزارع والبوادي رواحل نحو لشمال في رحلة (المنشاق) وقطعان المواشي مع صغارها منتشرة في الفيافي تقتات من الاعشاب والاشجار وطيور الرهو الابيض والسمبر وابورورو تسبح في البرك والوديان والسحاب المثقل في جوالسماء ملبد بالقيوم والطيرالخداري والعصافير تداعب بعضها واغصان الاشجار تتراقص تسبيحا وابتهاجا وعرفانا بنعم الاله، وفجاة حطت بنا الطائرة في سهلة اسفلتية معبدة ومرصوفة بالفيرنس قيل انها مطار الشهيد ووطرحت علي نفسي اين مطار الشهيد صبيرة الحقيقي ؟ ان الاجابة التي وقفت عليها وعلي الارض تقول انه حتي الان لا يوجد علي ارض ولاية غرب دارفور وحي ضاحية اردمتا عمل واضح لما يسمي بمطار الشهيد صبيرة الدولي. وادي كجا وممارسة الموت يعتبر وادي كجا واحدا من اكبر الوديان التي تخترق مدينة الجنينة من الوسط يقسمها لي نصفين ولكن الوادي الهائج قتل اكثر من (40) مواطنا من مدينة الجنينة منذ بداية خريف حتي الان ودمر اكثر 250منزلا، وكل من يحاول الاقتراب منه يقضي عليه والسبب ان الوادي به كبري واحد وتقليدي منذ عهد الاستعمار وقد شاهدت (الصحافة ) عبور المياه فوق الجسر ولاتوجد شرطة للدفاع المدني لانقاذ من يجرفهم ويلتقمهم وفشلت كل محاولات بعثة اليوناميد لاحتوائه. النازحون والموسم الزراعي موسم الخريف المبشر هذا العام جعل النازحين يعودون عودة طوعية موسمية لاستزراع بعض اراضيهم التي هجروها ويقول احمد يحي عضو المكتب التنفيذي لنازحي ولاية غرب دارفور ل(الصحافة) ان اعدادا كبيرة من نازحي الولاية ذهبوا الي الزراعة وزرعواالدخن والذرة الفول السوداني موضحا ان السبب في عودة النازحين هو النقص الحاد لنسب الغذاء الذي كانوا يتلقونه من برنامج الغذاء العالمي والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي حلت بهم في المعسكرات وطالب احمد يحي حكومة الولاية بتوفير الامن للنازحين في مزارعهم خاصة واثناء فترة الحصاد حتي لايطلق الرعاة ماشيتهم في المزارع قبل نهاية الحصاد. أحوال المعيشة بولاية غرب دارفور في جولة ل(الصحافة) داخل سوق الجنينة استطلعت فيه كثيرا من شرائح المجتمع تأكد ان سوق الجنينة يشهدغلاء حادا في كل المواد الاستهلاكية ويقول التاجر (احمد ابكر )صاحب بقالة بالسوق العطرون ان رطل السكر ثلاثه جنيهات وخمسة وسبعون قرشا للرطل الواحد وخارج المدينة 4ورطل البلح 5جنيهات وجوال الدخن 450جنيها وصفيحة البانزين 100 وصحيفة الجازلين 80 جنيها وكيلو اللحم الضان 40 والبقر 35جنيها ويعزي محدثي الغلاء الي بعد المسافة عن مناطق الانتاج وارتفاع تكاليف الترحيل وتداخل الأسواق التشادية والسودانية. مهمة صعبة تنتظر الوالي والي الولاية الشاب حيدر قالوكوما الطريق امامه مازال وعرا وولايته محتاجة الي كل شئ بدءا بالمراسم والعلاقات العامة تنظم برنامج عمله اليومي وتهتم بضيوف الولاية ولتعمل حكومته عي نظافة مساكن الضيوف وخاصة الاستراحة والتي تسكنها الكلاب وجيوش الباعوض وتنعدم فيها كثير من متطلبات الحياة، فالمطلوب من الشاب ان ترتفع همته ويأخذ بزمام المبادرة لتخرج ولاية غرب دارفور الي الملأ بوجه جديد يضاف الي تلك التي وضعها الوالي الاسبق ابوالقاسم امام الحاج (اقراس). أين طريق الإنقاذ الغربي ؟ تبذل الشركة الصينية جهودا كبيرة لجعل طريق الانقذ الغربي واقعا يعيشه مواطنو ولاية غرب دارفور فقد شاهدنا اثرا واضحا في طرق الانقاذ الغربي في الطريق من مدينة الجنينة في اتجاه ولاية وسط دارفور بعد قرية هبيلة كناري للعودة الطوعية التي شيدتها الجامعة العربية دعما للعودة الطوعية فبعد قرية هبيلة كناري تظهر انجازات الشركة الصينة وتتجلي علي الارض فهنالك عدد من الاليات الثقيلة منتشرة وعدد من الكباري تم انشاؤها علي الاودية اشهرها واعظمها كبري وادي سيسي وكبري مرني وتم ردم كثير من المسافات الطويلة والاليات منتشرة علي طول الطريق ولكن علي الرغم من ذلك فإن امل اهل ولاية غرب دارفور في وصول طريق الانقاذ الغربي الي مدينة الجنينة حاضرة الولاية سيظل يراودهم.