يقيم متحف «اللوفر» الفرنسي معرضا يعيد إلى الذاكرة جزءاً منسياً من تاريخ الفراعنة في مصر، والحضارة المروية في شمال السودان تحت عنوان «الحكم المنسي في تاريخ الفراعنة السود» يضيء هذا المعرض على المرحلة التي حكم فيها ارض مصر بعض الفراعنة السود البشرة. وكتبت بعض المجلات الفرنسية تعليقاً على الحدث بما معناه أن «باراك اوباما ليس الفرعون الأول الأسود للبشرة في العالم!» فقد سبقه إلى ذلك بعض سكان مصر النوبيين السود وذلك حوالي تسعة قرون قبل المسيح وهم قد استغلوا بعض الخلافات في العائلات الفرعونية ليطلعوا إلى الواجهة ويسيطروا على الحكم في منطقة الدلتا وأبرزهم الباني الأكبر لتلك الحقبة الملك الثالث للعائلة الفرعونية (690 664 ق.م) تاهاركا الذي بنى قصره في معبد عمون في الكرنك. هذا الملك تهاركا هو الذي أدرج ارتداء القبعة الفرعونية على شكل رأس أفعى التي تمثل مصر القديمة من جهة والنوبة من جهة أخرى، تلك التي يتحدر منها. بعض الباحثين يعملون على تلك الحقبة التي حاول عديدون إخفاءها او طمرها، وقد أجروا أبحاثهم الأثرية في منطقة النوبة في شمال السودان وكل ما وجدوه يعرض حالياً في «اللوفر» تحت عنوان: «مروي، إمبراطورية على النيل» ويضم المعرض كل ما يتعلق بالحضارة النوبية «السوداء» بكل تفاصيلها، وهؤلاء كان لهم حياتهم وحضارتهم وتركوا أثرهم هناك، فهم بنوا مثلا ما يشبه الأهرام الشهيرة والضخمة إنما بأحجام اصغر بكثير ووضعوا داخل أهرامهم المومياءات وفي نواويسهم الحلي والمجوهرات، كما تركوا كتاباتهم على طريقتهم. وكان لهم أيضا خصائص في عالم الموت والغيبيات وتركوا آثارهم حول طقوس وتقاليد الموت في قبور، كذلك تركوا وراءهم المعابد ذات الأبواب الضخمة والمرسومة على غرار معابد الكرنك، لكن ثمة إضافات لديهم وهي كل التفاصيل والإضافات ذات الطابع الإفريقي والأسود، إضافة إلى انفتاحهم في فترة معينة على الخارج، فجعلوا أن وصلت أصداء الحضارة الرومانية من جهة والحضارة اليونانية من جهة أخرى إليهم. ويبدو جلياً هذا الأثر في كل الأدوات المعروضة من تماثيل وتحف ومجوهرات إضافة إلى الأواني والأسلحة والزخرفات.. ويعلق متحف اللوفر على هذا المعرض المميز بكلمات أو بكتيب يعيد إلى هذه الحضارة شيئاً من حقوقها: «... في جنوب مصر، وشمال السودان ، ثمة فراعنة لا نعرفهم...» ويستمر المعرض إلى السادس من سبتمبر المقبل.