عليك بالتمانية شجرات هي ما كان يحرك مجرى الحديث في الايام السابقة من قبل منسوبي المؤتمر الوطني باعتبار ان الشجرة هي الرمز الانتخابي الذي اختاروه اختيارا موفقا باعتبار ما تمثله من رمزية في طبيعة الحياة السودانية وفي مجمل الحراك اليومي وفي معظم مناطق السودان حيث تمتد جذورها في اعماق الارض وفي بوابات المنازل وتشارك الناس حيشانهم وهي نفسها التي يتشاركون تحت ظلها الظليل همومهم ومشاكلهم بل تمثل في كثير من المناطق رمزية للتعايش والسلام حيث يجلس الناس لحل مشاكلهم وقضاياهم العالقة وخصوصا في دارفور وهو ما يعني انها قد تتجاوز رمزية انها شعار لحزب معين قد يفوز او يسقط وانما تظل ثابتة باصلها داخل جذور الارض وسامقة بامتداد سماوات الوطن الممدود. الشجرة التي احزنت مجموعة بفعل الانتخابات وجعلتهم يغنون ضدها «الشجرة ام سوسة حلفنا ندوسا» هي التي تشكل مصدر فرح وسرور وإلهام لكثيرين بعيدا عن صراع الانتخابات ونزاع السياسة وهو ما تعبر عنه الصور القادمة لاشجار الوطن الممدود ابداعا من خلال اشجاره. اول تلك الاشجار هي شجرة المسرح القومي التي تحتضن النيل والتاريخ معا في ام درمان الطابية المقابلة النيل والعافية البتشد الحيل فكل الابداع والامتاع يخرج من جذور تلك الشجرة لينساب في ربوع الوطن والابداع الذي يتسرب من عروق شجرة ام در لا يختلف عن ابداع آخر يخرج من شجرة تستمد الحياة من حراك الذين يستظلون بظلها من ملح الارض هناك في المنطقة الصناعية بالخرطوم فمن تحت تلك الشجرة تعود للاطارات الحياة المجتمع الحياة عبر لغة الحب التي يتبادلها اولئك الغارقون في الطيبة حد الانتشاء وشجرة اخرى هي تلك التي اصطادتها كاميرا «الصحافة» في مدرسة كريدم الثانوية بشمال كردفان حيث كانت مسرحا لابداعات الصباح من قبل الطلاب وظلا يتسرب الى عقولهم الفهم والوعي وتتشكل تحت فروعه امنياتهم ببناء وطن بكرة وهي نفسها الشجرة التي كانت مسرحا عرض من خلاله منسوبو القوى الاخرى برامجهم التي تواجه من خلالها الشجرة الرمز. الصور السابقة تؤكد تعمق الشجرة داخل تفاصيل حياتنا اليومية وهذا يعني ليست كل شجرة بل حتى شجرة الوطني الموصوفة بانها سيئة عند آخرين لم تكن كذلك والدليل نجاحها في اقتلاع معظم المناصب ووجود الشجرة على قمة هرم المسؤولية في الوطن تفتح المساحات للامل القادم في وطن نتمنى ان تنبت فيه شجرة الوحدة والتعايش وتظل عروقه ضاربة في جذور التنمية والسلام.