السودان دولة تتزاحم فيها الموارد الطبيعية، وما يتوفر منها في السودان قد لا يكون متوفراً في أي بلد آخر، والشعب السوداني يتمتع بسمعة طيبة على الاقل في محيطة العربي، وكان المواطن السوداني وتحديداً في دول الخليج مشهوراً بالأمانة والشهامة ومعروفاً بالعلم، وفي كل مجال تجد شخصيات سودانية متميزة وبارزة إقليمياً ودولياً، سواء في مجال الطب او الهندسة وغيرها من التخصصات بما في ذلك الادب والثقافة، وتكفينا فخراً شهرة الطيب صالح وصيت عبد الله الطيب وغيرهم من الافذاذ. لكن رغم كل ما ذكرنا نجد أن دولة السودان متأخرة في كل شيء، والان الوطن يعاني اقتصادياً وسياسياً! ونحن نمتلك الاراضي الزراعية الخصبة ونستورد بل نستجدي الطعام من موائد اللئام، ومن «لا يملك قوته لا يملك قراره»، وعندنا أطول نهر في العالم وشعبنا يعاني العطش والمرض بسبب شربه للمياه الملوثة، وبالتأكيد لا تتوفر الرعاية الطبية اللازمة حيال هذه البلاوي، لماذا؟ فإذا لم ينزل المطر نصرخ من الجفاف، وحينما ينزل تغرق الخرطوم من مطرة واحدة، فما الحل يا ناس الحكومة؟، والآن نستطيع أن نقول وبالفم المليان إن الفشل والخراب ساد كل نواحي الحياة في السودان، لدرجة جعلت اهل العقول يهاجرون من السودان، فكثير من أساتذة الجامعات هاجروا أو إن شئت فروا بجلدهم من أجل لقمة العيش، ومن أجل حياة كريمة تحترم فيها آدميتهم، ولا تقتصر أمواج الهجرة على فئة معينة، بل كل سوداني يحلم بأن يغادر السودان اليوم قبل الغد، ومع ذلك حكومتنا نائمة في العسل كأن الامر لا يعنيها.. حيرونا!! فحتى متى نظل نعيش في هذه الاوضاع المتردية؟!، وبات الاحباط سيد الموقف، وعم الفساد بما كسبت أيدي أهل السلطة والمقربين منهم، والأسوأ من ذلك الكذب والتضليل، ومن ذلك أنك تسمع من المسؤولين في الحكومة تصريحات تشعر من خلالها بأن السودان سوف يصبح جنة الله في الارض، وأن شعبه سوف يعيش في رفاهية ورخاء وأمن، ولكن للأسف الواقع عكس ذلك تماماً، وكلام المسؤولين ووعودهم تنتهي بانتهاء التصريح ولا عزاء للمغفلين. وحقيقة نحن أهل السودان كلنا نجيد الحديث عن المشكلة، ولكن لا نطرح أو نقترح الحلول، وهذه اكبر معضلة في مجتمعنا، فالناظر يجد أن الساحة السياسية محصورة على لاعبين محددين، لذلك عندما قامت المظاهرات كان الحديث عن البديل، لذلك لا بد للشباب أن يتحرك، بل لا بد من أن يقودوا زمام المبادرة عبر طريق ثالث أو رابع، لكن لا بد من تحمل المسؤولية الوطنية، ويجب ألا تترك لفئة أو مجموعة تتلاعب بمصير البلد حتى أصبح المستقبل مظلماً وغابت فيه الرؤية السياسية، ورغم كل ذلك ثقتنا في الله بلا حدود، وحتماً هو ناصرنا وهو القادر على ذلك. [email protected]