في احدى الشوارع استوقفت ربة المنزل احد مسئولي اللجان الشعبية عندما كانت تقف أمام المنزل تلملم أشتات النفايات التي انتظرت بها عربة نقل النفايات أيام وأيام ولكن دون جدوى ... سألته عن أسباب غياب عربة النفايات ولماذا لا يتدخلوا ويعالجوا أمر نفايات الحي ؟ لم يكن يملك لها من الجواب سوى سؤال آخر عما اذا كان هناك تحصيل للرسوم ام لا فعندما أكدت له عدم التحصيل اكتفى بالصمت وتركها تستجمع ما تبقى من اكياس . لتتبدل الصورة الى اخرى ترسم سحب الدخان الكثيف والتي أصبحت جزءً لا يتجزأ من تفاصيل اغلب الاحياء في الولاية بعد ان توقفت عربات نقل النفايات التي لم تترك خياراً لدى المواطنين سوى البحث عن اقرب الحلول وأيسرها وهو التخلص من نفايات المنازل عن طريق الحرق بعد ان أصبحت مهددا بيئيا منذرا بكارثة بيئية أخذت تشير اليها جيوش الذباب والناموس التي احكمت سيطرتها على المنازل ، وفي حي الحلة الجديدة أمس كادت النيران تتمدد داخل احد المنازل بعد ان تم حرق كميات كبيرة من النفايات في احد الشوارع ولولا يقظة الجيران لتمدد الحريق للداخل ، وفي احد شوارع الكبابيش جنوبي الخرطوم تجمع أربعة من سكان الحي ووسط احد القطع السكنية قاموا بتفريغ جوالات نفاياتهم وحرقها وقاموا باطفاء ما تبقى منها واعادوه في الجوالات التي حملوها احدى ( عربات الكارو) وعندما تحدثت اليهم اثناء عمليات تحميلهم للنفايات قالت لي فاطمة الخير ان المنازل لم تعد تتحمل تواجد اضافي للنفايات وكان لا بد من البحث عن طريقة للتخلص منها بعد ا ن اعيانا الانتظار . ويقول الطيب احمد في حديثه ( للصحافة ) انهم تضرروا كثيرا من تواجد النفايات في الطرقات وان كثرة تراكمها لم يترك لهم خياراً للتخلص منه سوى حملها بعيدا عن طريق ( عربات الكارو ) ولكن ولكثرتها قمنا بحرقها حتى تقل الكمية المحمولة منها وتقل تكلفة النقل وأضاف نتعاون كجيران فيما بيننا ونتفق على استئجار عربة نقل واحدة لحمل كل نفايات الجيران المحروقة . ولما لم يجد الغالبية بداً من إحراق نفاياتهم سعى العديدون الى التخلص من نفايات ما بعد الحرق بل ذهب البعض الى ابعد من ذلك حينما أقدم عادل عبد الله من سكان الحاج يوسف على تخصيص برميل لحرق النفايات وتساءل الى متى انتظر الهيئة ومعالجتها لقضاياها ؟ في وقت تفرز فيه البيوت النفايات بطريقة يومية ...وفي كل يوم تتأخر فيه عربة النفايات يعني تراكم لكميات اضافية للنفايات التي اصبحت قنبلة موقوتة بالنسبة للاحياء وقاطنيها ، وعلى ذات المنوال يضيف الحاج الضو من الكلاكلة القبة ان حرق النفايات لا يمثل سوى حل العاجز عن الحل وحتى نقل بقايا الحريق عبر عربات الكارو يتم بواسطة اطفال لا يعلم احد اين يتخلصون منها ولا يسعون حتى الى معرفة ذلك وان كان في كل الحالات يكون قد حدث ضرر بيئي ولكن ترك النفايات يصبح هاجساً لدى الكثير من المواطنين ومنذ عدة ايام انتشر الذباب وبطريقة تثير قلق الكثيرين وتخوفهم من انتشار الأوبئة . ووسط كل هذه الحرائق وسحب الدخان الكثيفة يتضرر الكثيرون من مرضيى الجهاز التنفسي ولكن عدم اتاحة خيارات سليمة ادت بالكثيرين الى اختيار الحريق كحل مؤقت .