السودانيون عرفوا الذهب الكويتي واصبح سيد السوق الاول بجانب البحريني وعدد من الخامات الاخرى الاكثر شهرة من السوداني ، الا ان ذاك المستحيل صار حقيقة خلال الاعوام القليلة الماضية حيث اجتاحت حمى التنقيب على الذهب عدداً من ولايات السودان حتى اصبح «التنقيب عن الذهب» الشغل الشاغل لكل السودانيين بما فيها الحكومة التي قامت بتخصيص وزارة للمعادن قامت باعمال كبيرة من تنظيم للقطاع الاهلي وجلب عدد من الشركات المتخصصة حتى صارت الدولة تعتمد اعتمادا كليا على التعدين وصادراته بعد خروج النفط الذي كان يمثل المدخل الاول لميزانية البلاد بسبب انفصال الجنوب ، وتجويداً لاعمالها قامت وزارة المعادن بانشاء مصفاة للذهب بعد ان ارتفعت الكميات المنتجة منه بالبلاد لتقوم بشغله وصهره وبيعه في شكل سبائل بدلا من بيعه خام الامر الذي يفقد البلاد قيمة اضافية كبيرة جراء تصديره في شكل خام ، والمصفاة والتي سيتم افتتاحها اليوم لا تختص بالذهب فقط بل بكل المنتجات المعدنية الاخرى فى وقت تزايدت فيه طلبات دول الجوار وكبريات الشركات لشراء الذهب من المصفاة بعد ان ينقى من الشوائب ويصبح سبائك جيدة ونظيفة. وهذا جعلها قبلة لكثير من الزوار حيث يرى ازهري الطيب الفكي المدير المكلف لمصفاة الذهب الخطوة بالجيدة وبانها سوف تحدث نقلة حقيقية للبلاد في تطوير صناعة الذهب من خلال اضافة قيمة حقيقية للذهب المنتج من قبل جميع القطاعات المختلفة قائلا ان المصفاة تصفي في اليوم 900 كيلو من الذهب بجانب الفوائد الاقتصادية الاخرى التى تجعل السودان قبلة لصناعة الذهب في افريقيا خاصة وان المصفاة تعتبر ثاني مصفاة في افريقيا بعد جنوب افريقيا إلى جانب اتجاه دول الجوار لتصفية منتجاتهم التعدينية في السودان ،وقال ان المصفاة ليست قاصرة في تنقية الذهب بل تعمل في جميع المعادن كالفضة والبلاتين ويمكنها تصفية 115 معدن كما ان نسبة الاستخلاص تصل الى 99.9% مبينا بان افتتاح المصفاة سوف يقلل من عمليات التهريب الى دول الجوار واشار الى توفر الخام لتشغيل المصفاة يوميا كاشفا عن وصول ما يتراوح بين (150 الى 250) كيلو ذهب يوميا وقال ان هنالك طلبات من دول وشركات تتقدم يوميا الى المصفاة لشراء الذهب السوداني كاشفا عن وجود طلبات من السعودية الى جانب وجود 12 طلباً آخر من كبار التجار في دول الجوار وقال ان السودان يصدر ما يعادل (54) مليون دولار أي بواقع طن وتوقع ارتفاع الكميات بعد تزايد العقود . ومن جانبه قال محمد الحسن عثمان الزبير (مدير المصفاة ) ان المصفاة تستطيع تصفية الذهب والمعادن الاخرى عبر الطرق الكيميائية مبينا بان المصفاة ستعمل على خدمة السوق المحلي والاقليمي والعالمي ويمكن تداول السبائك المنتجة في المصفاة عالميا وقال يمكن الاستفادة من الذهب المكسور مشيرا الى بدء وصول الطلبات من الدول المختلفة كما ان المصفاة ستستقبل انتاج التعدين الاهلي وانتاج الشركات. ومن جانبه اشار وزير المعادن كمال عبد اللطيف الى ان هذه المصفاة سيكون لها اثر كبير في تطوير قطاع المعادن لاسيما قطاع الذهب ستجعل له قيمة مضافة ليتم تصديره باسعار اعلى ليأتي الى السودان بعائدات اكبر ،واوضح ان هذه المصفاة ليست للسودان فقط بل يمكن لدول الجوار الصديقة والجارة استغلالها باعتبارها من اكبر واهم المصافي في الاقليم المجاور .وحيا مجهودات الكوادر البشرية السودانية العاملة في هذا القطاع وقال ان المصفاة انجاز سوداني كامل و100% ، وهي واحدة من الاهداف التي سعت اليها ادارة المصفاة بان تكون العمالة سودانية خالصة ،مضيفا ان هذه المصفاة تقوم على ادارتها ادارة سودانية برئاسة نائب محافظ بنك السودان المركزي د. بدر الدين محمود وباشراف كامل من بنك السودان المركزي .وقال الآن بدأ انتاج الذهب وسيكون هناك انتاج للفضة واضاف بعد هذه البداية ستدخل معادن اخرى ستظهر في حينها ، معتبرا المصفاة هدية للشعب السوداني التي ستقدمها وزارة المعادن في حينها . والى ذلك يقول وزير المالية على محمود ان المصفاة اكبر هدية تقدم للشعب السوداني لجهة ان عائداتها ستدر خيراً على الاقتصاد واضاف خلال طوافه على اقسامها ان مصفاة الذهب السودانية تنتج سبائك الذهب النظيف الخالي من الشوائب تماما والقابل فيما بعد للتشكيل في اشكال مختلفة واستغلاله في التجارة والزينة وغيرها، مشيرا الى ان المصفاة تعمل بطاقة انتاجية مقدرة .و قال انها بعد مباشرة العمل الرسمي في المصفاة بتلك الطاقة لن يكون هناك تصدير للذهب في شكل خام الى خارج السودان وان الصادر سيكون ذهباً صافياً في شكل سبائك ، واعتبر ان هذه الخطوة ستضيف قيمة مضافة حقيقية الى الذهب السوداني ، مشيرا الى ان ما دعا الى قيام مصفاة السودان للذهب هو وجود كميات مقدرة من الذهب بالسودان الامر الذي استدعى ان تقوم مصفاة لمعالجة الذهب بغرض التصدير ، وكشف ان مصفاة السودان تعد الوحيدة بالمنطقة المجاورة وان معظم دول الجوار لا توجد بها مثل هذه المصفاة ، وتوقع محمود ان تستفيد تلك الدول من هذه المصفاة في معالجة معادنها بجانب الشركات السودانية والاجنبية. وقال ان المصفاة ستسهم في ان يصدرالسودان سبائك الذهب وفقا للاسعار العالمية وتابع « نحن بدلا من ان نصدر خاماً بقيمة قليلة سنصدر ذهباً صافياً وهذا يعني ان يصدر السودان بالسعر العالمي لتوفر كافة المطلوبات العالمية»معتبرا ان تلك الخطوة ستنعكس ايجابا على خزينة الدولة بجانب ان هناك معادن اخرى سيجري تصفيتها في هذه المصفاة .