أظهرت دراسة قام بها مركزان بريطاني والماني أن انتشار الخلايا السرطانية يتراجع بشكل ملحوظ عند تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم.وعرضت نتائج الدراسة أمام مؤتمر أوروبي خاص بمرض سرطان الثدي عقد في مدينة برشلونة الاسبانية. ويعتقد أن العقار المضاد لارتفاع ضغط الدم من نوع مثبطات بيتا، يقوم بوقف عمل هرمون يساعد في انتشار الخلايا السرطانية في الأجزاء الأخرى من الجسم. لكن المختصين أكدوا الحاجة الى اجراء مزيد من الدراسات قبل اقرار اعطاء هذا الدواء لمعالجة المصابات بهذا المرض. وتتجاوز حالات سرطان الثدي في بريطانيا ثلاثين الفا سنويا، ويمكن معالجة اغلبها عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة عندما تكون الاصابة محصورة بالثدي. لكن عند انتشار الخلايا السرطانية الى خارج الثدي تتراجع فرص معالجة المرض، ولا يعرف بشكل كامل الآلية العضوية التي تجعل الخلايا السرطانية تنمو خارج منطقة الإصابة الاولى وتنتشر. ومعروف ان تجارب مخبرية سابقة اظهرت ان قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر والانتشار تزداد بوجود الهرمونات التي يفرزها الجسم في حالة التوتر.وبهدف التأكد من هذه الفرضية قام الاطباء في المركز الطبي الملكي في مدينة نوتيجهام البريطانية وجامعة ويتينجن الالمانية، بدراسة 466 مريضة مصابة بمرض سرطان الثدي وقسموهن الى ثلاث مجموعات، الاولى تشمل المريضات اللواتي يعانين من ارتفاع شديد في ضغط الدم ويتناولن دواء مضادا لارتفاع ضغط الدم الذي يسمى مثبطات بيتا. والمجموعة الثانية تتناول نوعا آخر من الادوية المضادة لارتفاع ضغط الدم، والثالثة لا تعاني من مشاكل ضغط الدم. ولوحظ ان معدل نمو الخلايا السرطانية في الثدي وانتشارها في المجموعة الاولى اقل بشكل ملحوظ من المجموعات الاخرى، وتبين ان احتمالات الموت بسبب هذا المرض لديها أقل بحوالي 71 بالمائة من المجموعات الاخرى. ويرجح أن تكون استجابة المصابات بسرطان الثدي واللواتي لا يعانين من ارتفاع ضغط الدم لمثبطات بيتا جيدة، لكن يجب اجراء مزيد من الدراسات. وتشير النتائج الأولية التي توصلوا إليها إلى أنها مشجعة جدا، لانه باستخدام دواء رخيص وآمن وفعال يمكن التقدم خطوة اخرى الى الامام في سبيل الوصول الى معالجة سرطان الثدي.