ظل يعمل منذ سنوات في مهنة «الخياطة» بسوق البطحاء بالرياض، وهو الذي ترك مدرجات الجامعة حاملاً «مقصه» الذي ظل يداعب انامله منذ ان كان يافعاً في مراحل الدراسة الاولى.. انه «محمد محمد علي التوم» الذي اشتهر في اوساط السودانيين بالرياض بالاعتناء بعمله، وهو يتجاذب اطراف احاديث السياسة والفن والرياضة مع زبائنه. يقول: لم اكن اتوقع ان اصبح «ترزيا» كوني دخلت الى هذه المهنة من باب الهواية حينما كان والدي «ترزي» بقرية القنابيل بغرب المناقل، وقد كنت آنذاك ادرس في المرحلة المتوسطة، وبمجرد عودتي من المدرسة اضع الكتب جانبا واحمل المقص واجد في ذلك سعادة كبيرة، وتواصل هذا الحال حتى المرحلة الثانوية. ويضيف: تم قبولي بجامعة القاهرة الفرع «النيلين حالياً» في كلية التجارة، غير انني لم استمر طويلاً، فدخلت سوق ام درمان والتحقت بأحد محلات الخياطة، وربما يكون لحبي للمقص دور في ذلك، ولم يمض غير وقت قصير حتى اصبحت اعمل بمفردي في المحطة الوسطى في منتصف الثمانينيات، وقد كانت فترة زاهية لجهة الوضع الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية المتميزة. ويؤكد محمد محمد أنه في مطلع عام 1995م اتخذ قرار الاغتراب بالمملكة العربية السعودية، حيث ظل يعمل بالمهنة التي احبها منذ الصغر، واصبحت له علاقات ممتدة مع ابناء الجالية السودانية، وهو يتعامل بأسلوب سلس مع زبائنه ويتجاذب معهم الحديث في السياسة والفن والرياضة وجميع الشؤون الاجتماعية. وعن اسعار الخياطة بين أنه يتقاضى عن خياطة الجلابية بين «50 06» ريالاً ، والعراقي بين «25 30» ريالاً، ويشير الى ان فرق سعر العمل يعتبر ميزة جيدة، والمح الى ان هذه الاسعار تقارب اسعار بعض الخياطين المهرة في ام درمان. ويقول ان من بين زبائنه عدد كبيرة من المصريين الذين يقبلون على لبس الجلابية السودانية، فضلاً عن شريحة الشباب التي اقبلت في الآونة الاخيرة على لبس الجلابية وبخاصة «الملونة». وتمنى أن يتحقق الأمن والاستقرار بالسودان وتتحسن الاوضاع الاقتصادية، حتى يعود المغترب لوطنه ليعيش بين أهله، خاصة أن الغربة إن اعطتك المال فإنها تحرم أشياء أهم منذ ذلك لا يعوضها المال.