بعد أن احتدمت المنافسة فى الحملة الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووصلت الامور الى خواتيمها بين الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومنى تطل في هذه اللحظات الحاسمة الاسئلة المتعلقة بعلاقات امريكا مع العالم اكثر من اي وقت مضى، حيث تنتظر الكثير من الدول بكثير من الترقب نتائج الانتخابات التي ستنطلق خلال ساعات هذا اليوم لما لانتخاب الرئيس من تأثير على مجريات علاقة هذه الدول بامريكا ومن بين المنتظرين والمترقبين يقع السودان في صدر القائمة. وبحسب مجموعة من الخبراء أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم ثابتة ولا يوجد بها كثير تغير اذا كان الرئيس جمهورياً أو ديمقراطياً، أما الموقف الامريكى تجاه السودان فقد ظل متأزماً لما يقارب العقدين من الزمان بالرغم من تردد عدد من الرؤساء على حكم الولاياتالمتحدة ، فبشقيهم جمهوريين وديمقراطيين لم يتركوا بصيص أمل تجاه العلاقة مع حكومة الخرطوم ، التى أدرجتها الولاياتالمتحدة منذ أعوام فى لائحة الدول التى ترعى الارهاب، وتفرض عليها عقوبات اقتصادية لاكثر من 15 عاماً. وقبل عدة ايام ذهب وزير الخارجية السودانى «على كرتى» بعد تجديد العقوبات على الخرطوم من قبل اوباما خلال حملته الانتخابية الى :أن «امريكا دولة ضعيفة ويتحكم ببوصلة سياستها قلة من اليهود هم من يحددون مصير علاقاتها مع العالم»... وقد ذهب المحلل السياسي د.الحاج حمد الى أن واقع العلاقة تجاه الخرطوم لن يتغير اذا كان اوباما هو الفائز في السباق الرئاسي أو رومنى لان كليهما كما يقول حمد لهما نفس النهج فى السياسة تجاه أفريقيا، موضحا ان «أجندة الرجلين الانتخابية تجاهنا فى افريقيا لا تحمل فى طياتها سوى القتل والدموع والتوسع العسكري فى أفريقيا بدافع السيطرة على الدول الضعيفة أو بهدف إضعاف التى تحاول أن تقوى» وشدد حمد على أهمية أن تنتبه الخرطوم فى تعاطيها مع النهج الامريكى تجاهها، واشار الى ان هنالك عدة أسئلة تطرح حتى من قبل المواطن البسيط «لماذا تستكين الحكومة فى التعامل او الرد على المواقف الأمريكية المتكررة؟ واعتبر ان منع واشنطن لعدد من المسئولين من السفر بالإضافة الى منع تصدير الصمغ العربى هو انتهاك للسيادة ناتج عن عدم وجود قرارات سيادية تمثل الدولة السودانية، ونوه حمد الى ان السودان كدولة لديه كل الطرق المشروعة فى الحفاظ على سيادته وقراراته وينبغي عدم الصمت تجاه ما تقوم به السياسة الامريكيه. واشار الى ان الرد على المواقف الامريكية هو من يبين لامريكا اى نوع من الدول هو السودان؟ واشار «حمد» الى أن الصمغ العربى السوداني تستخدمه شركتا (البيبسي والكولا) اللتان تمولان عدد 80 نائبا فى البرلمان الامريكى ، الا انه لن يتوقف ويصدر عبر التهريب الذى تتحكم فى تجارته الولاياتالمتحدةالامريكية نفسها! لأنها ايضاً تستخدم الصمغ العربى فى صناعة معدات التصوير و صناعة المفرقعات، وشبه «حمد» الموقف بالمثل القائل «من يهن يسهل الهوان عليه». من جهته اشار الاستاذ بمركز الدراسات الدبلوماسية عبدالرحمن ابوخريس الى تعامل السياسة الامريكية مع السودان كدولة راعية للإرهاب وانه شئ متفق عليه منبها الى أن من يريد ان يسجل نقاطاً اكثر فى هذه الانتخابات هو من تكون له مواقف متشددة تجاه السودان ووصف ذلك بانها من الاجندة المرحب بها لدى الشارع والناخب الامريكى، واشار «خريس» الى وجود لوبيات هى من تؤثر على سياسة امريكا تجاه الخرطوم التى ذكر بانها قدمت تنازلات كبيره عبر الإتفاقيات التى وقعتها. بينما يفسر خبراء ومحللون الأزمة بين واشنطنوالخرطوم بان «مربط فرسها إسرائيل» وهو الشرط الجزائي الوحيد الذى يتحكم فى واقع العلاقة بينهما، وان تحسين العلاقة مع الدولة التى تعتبرها الخرطوم عدوها الاول هى الفاتورة التى يراد دفعها ،وهذا ما ترفضه الخرطوم وتستبعد بشكل قاطع ان يكون لها اى نوع من العلاقات مستقبلا مع إسرائيل بعكس ما فعلته معظم الدول العربية. فى كل الأحوال تبدو الخرطوم محاصرة بين سندان وأقوال وتصريحات مسئوليها ومطرقة عقوبات وأفعال واشنطن وإسرائيل، وهذا ما ظهر جلياً فى خطاب اوباما ليلة الاحد الماضى بولاية اوهايو الامريكية عندما صرح الناطق باسمه «رايان» بان الرئيس اوباما يفضل القيم اليهودية المسيحية مما اثار الغضب لدى كثير من انصار الطائفة البروتستانتية المتشددين وجعلهم يطالبون اوباما بالصمت وعدم مواصلة خطابه، ففى نهاية المطاف يظهر لقارئ السياسة فى العالم بأنها مهما تقدمت وابتعدت تظل متعطشة للتأثر بالآيديولوجيا المختلفة و»كلٌ يعزف حسب متانة نايه» وهذا ما ذهب اليه»ابوخريس» بأن السودان دولة كبيرة فى المساحة والموارد وبعد ذهاب نصفها الجنوبي ذات الاغلبية المسيحية أصبح السواد الأعظم منها عربياً اسلامياً بحسب ابو خريس وهذا ما يقلق الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالضرورة إسرائيل وهذا جله يتعارض مع المصالح «الأمريكية الإسرائيلية « التى تخشى تمدد الإسلاميين فى العالم ويرى خطورة فى العلاقة التى يقيمها السودان مع ايران وحماس من جهة أُخرى.