( إضاءة ) :- القصة القصيرة / ضرب إبداعي إختاره القاص و الروائي و الشاعر /طارق الطيب للإطلالة على المتلقي العربي و العالمي أودعه تجربته الفريدة في الإنتماء الإنساني و الثقافي المتجذّر جامعا ( بين الحر و الصقيع و النخيل و الصنوبر ) و إستراح في دفء الإبداع و على تخوم الأندلس جلس منشدا و محاورا الآخر في ديوانه الشعري ( ليس إثما ) و يزرع النخيل في ( مدن بلا نخيل ) حاملا في تكوينه الطبيعي و الإبداعي ( لوحة ) التلاقي الإنساني و الموازي للعاصمة النمساوية فيينا viena أستاذا و دارسا فإستقام هناك عوده في الكتابة الإبداعية و العلم منجزا ( روايتان و مجموعتين قصصيتين ) دارت بإحداها مطابع دار الحضارة للنشر و ألقتها أمام أعين القارئ و المتلقي العربي في تصميم زانه الكاتب القاص برسوماته الشخصية حائزا كذلك في الرؤية البصرية و إنتاج الصورة الإبداعي على تصنيف ( رسام ) و إحتوت مجموعته الموسومه (الجمل لا يقف خلف إشاره حمراء ) على أربع و عشرين نصا قصصيا قرظها في التقديم في إبتدار القراءة و التذوق الإفتتاحي الكاتب و الأديب و الروائي السوداني ( الطيب صالح ) الذي صفق منتشيا على ما في بعض النصوص بالمجموعة كقصة ( الخاتم و ذبائح و طعنات و خطيئة ثلاثية و الفردوس المفقود و هديل العزلة و رب البنات و غيرها ) مبشرا في تنبؤ ما قبل الرحيل له بإبداع الكاتب الذي رأى فيه تفردا مغايرا لما لديه منحته إياه الثقافه الألمانيه ذات الإمتياز العميق في الفكر والفلسفة . * ( مصباح يوجين و تقنية العنوان ) :- العنوان في التقنية الإبداعية للقصة عمدة النص و حامله و تجري داخله بإنتظام و تسلسل أشكال التذوق الإبداعي و دلائله و إيحاءاتة و إتجاهات تأويله لدى المتلقي فيبقى بين السطور متواجدأ مع المؤلف و متجولا معه في جغرافية النص فتأخذه الرؤية البصرية بدلالة العنوان إلى جوف مضمون النص منتخبا المتعة و التذوق كحالة معرفية و إدراكية إنسانية مطلوبة و مستهدفة في ثلاثية العلاقة بين الراوي و المؤلف و المتلقي حيث يحفر العنوان إضاءته في الإحساس الداخلي فتتصف الحاله الشعورية المتبادلة بصفات التذوق / الشرطي و على محمولات العنوان في الدلالة و التذوق جاءت ( الصياغة ) الفن المجاور لملكة الكتابة الإبداعية لدى المؤلف تحدد مسارات العنوان في مجموعة / الجمل لا يقف خلف إشارة حمراء و ضمت في تركيبها اللغوي كنسق على مجموعة من الأسماء و الأفعال و ظرف مكان و إستخدم القاص تقنية الإسترجاع ( flash back ) لصياغة العنوان الموسوم ضمنه صورة الزمان و المكان في إيحاء دلالي للبيئة ساقت المتلقي بدلالة ( الجمل ) الرمزية إلى / موضعة المكان في إطار الرؤية البصرية ومنحته شكلا تكوينيا نستدركه في طبوغرافيا المكان كخاصية مرتبطة بالمكان و المكان الآخر نقلت للمتلقي الدلالة المستوحاة و مغزى العنوان . و نجد في تحليل عنوان المجموعة سمات شخصية الراوي و كاريزماه المستخلصة و المكتسبة من البيئة الصحراوية و تردنا مفردة الجمل الحيوان الصحراوي إلى مكان جغرافي محدد و نوعا محددا من الجنس البشري يقابله بالضرورة آخر إستهدفه الكاتب في دلالة العنوان للمقارنة بين زمانين و مكانين و صاغ قصته الموسومه المسمى بها المجموعة على ثيمات الإختلاف النوعي و الثقافي الذي أعطى الكاتب صفته في التعبير الإبداعي و الوظيفة المعروفة في سيرته الذاتية و يظهر بوضوح في سايكلوجية الكتابة لدى القاص / طارق الطيب شعورا بالإنتماء للمكان و الزمان العربي نستشفه في إسلوب الإسغراق الرمزي الذي إستخدمه في قصته التي حملت مضامين فكرية خلف الحكي السردي تتراوح بين الإدانة و التبرء من الواقع السياسي المعاصر الأوروبي و العربي من منظور ثقافي يرتقغ بالإنسان فوق الزمان و المكان و يتجاوز حواجز الأثني و العنصري و القالب الآيدلوجي الجامد و يفتح أفق الحوار الثقافي بموضوعات حوار الذات و الآخر متناولا معطيات إبداعية و ثقافية عكست عالم الراوي و مردود الصراع الإجتماعي في سرده المنجز . * ( هوامش على خلفية السرد ) :- في دنيا الحداثة الجديدة لم يعد الإبداع هائما في أنفاق عبقر و تخطى الحداثيون الإرث الإبداعي في الرومنساية و الكلاسيكية و الواقعية و الرواية التاريخية و طرقت القصة القصيرة موضوعات شائكة كانت عسيرة و ممنوعة خرجت من ركام صناع الدهشة التقليديون في الحكي الإبداعي و نمطية الشكل و الموضوع و إحتوت مجموعة الجمل لا يقف خلف إشارة حمراء على نصين تأسسا على ثيمات سياسية جديدة مثل قصة الخاتم و قصة كلمات عمياء خرج السرد فيها من العادي واليومي التقليدي إلى فضاء سياسي جديد أسسه الراوي على فكرت إستغلال العملية التربوية ( و المدرسة ) في الأداء السياسي للمؤسسة الرسمية الحكومية فإستنبط القاص من نمط الموكب / الرئاسي أحداثا و صور على ثيماته موقفا دراميا كالحادث المروري في قصة كلمات عمياء و في تفكيك الرمز و الموقف الدرامي نجد مؤشرات إيحائيه للصراع الإجتماعي الدائر بين الذات و الآخر في تنويعاته المختلفة في المجموعة القصصية و بيئة القاص العربية و الأوروبية . * ( طاقة الأداء السردي ( خاتمة ) :- 1- الكاتب يمسك بخيوط السرد لكنه يفتح مغاليق الرمز على حذر متنامي في إيقاع الحكايات المسرودة فيفر من بين السياق المطول / الصراع الفني و يتمحور عنده في لغة تتجنب / الحوار فيبقى الراوي وحده بين السطور و تتعتم /الفرجة في مسرح الحكي المسرود و تظهر بعض النصوص جافة خالية من الدهشة و التشويق و ذات كلفة عالية في زمن التذوق و طاقة الإطلاع . 2- المجموعة القصصية ضمت ( 24 ) نصا تأسس السرد في معظمها على خلفية كاريزما ( الرجل الشرقي ) بنظرته النمطية للأنثى و المراة القائمة على النوع و يغلب على المجموعة طابع تقليدي في إسلوب و لغة السرد و تأسيس الحدث بفكرة تهتم بالظاهرة و تكتفي بها و يلاخظ أن موضوعاتها تكاد أن تكون واحدة بالرغم من تنوع بيئات السرد و إستغرق الرمز /القاص فجاء سرده في قصص مثل ( الفرس التي لم تدجن ، و الجمل لا يقف خلف إشارة حمراء ) مغلقا يحتاج إلى مفاتيح للتواصل تحت الإفتراض الجديد في مشاركة المتلقي و القارئ في كتابة النص أيضا و معرفته بالمفاهيم و الأدوات و الإشتراطات الإبداعية. إنتهى . رابطة الجزيرة للآداب و الفنون / مدني