٭ بخروج د.الجميعابي من دار المايقوما للأطفال يسدل الستار على أربع أو خمس سنوات شهدت فيها الدار تبرعاتٍ شتى من جماعات وأفراد وأصحاب وطلاب مدارس وجامعات ،حيث سارت البصات صوب الدار (بملابسها وحليبها وصابونها وزيوتها) من أطفال بعض المدارس الذين ارادوا أن يشاركوا في (المعيشة) داخل الدار وستظل هذه التبرعات تتواصل كما كانت قبل منظمة (أنا السودان) أو بعدها أو في وجودها.. فبلدي والحمد لله يستجيب مواطنها لفعل الخير ويسعى ويطيب له ذلك.. ٭ أطفال المايقوما فاقدو السند والهوية ازداد عددهم بصورة كثيفة و(مخيفة) في غياب العفة والفضيلة والضمير وتنصل الوالدين الذين اعتبروا (فلذاتهم) حجارة ورموا بها في أقرب مرحاض او شارع فرعي أو ترعة وربما اتجه بعضهم الى أقرب مركز بوليس ليلاً ليترك فلذته قرب بابه ليحكي (الاكتشاف) صباحاً قصةجريمة تم ضبط (معروضاتها) وغاب عن مسرحها (الفاعل).. اذ غادر المكان تحت جنح الظلام يتستر ب (حال) بعد ذلك يظل (غامضا) و(منصوباً) له رغم ذلك سرادق العزاء الداخلية التي تهطل فيها الدموع مدرارة كلما مرت ذكرى ( الموصوف) الذي ضاعت منه هويته كلما اشرقت شمس يوم جديد ومنحته داراً وأماً بديلة بعدها تخلت عنه (الأصلية) وتخلت عن ضميرها كذلك واستبدلت وجودهاً بلحظة ألم عابرة حين شهد الدنيا أول مرة وأخرى دائمة حين الفراق والتسجيل بدار المايقوما التي تزايد عدد أطفالها فأرق مضاجع الجميع. ٭ طرحت وزارة الرعاية الاجتماعية فكرة الأم البديلة أو الأسرة البديلة لكنها أي الفكرة لم تعمل على تجفيف الدار اذ أعاد بعضهم الأطفال بعد عجزهم عن الايواء والتكفل بالمسؤولية فظل العبء في مكانه بالاضافة لتدفق المزيد.. لم تفعل بعدها أو حينها وزارة الرعاية الإجتماعية شيئا وظل الحال كما هو إعارة ودخول جديد ومرض ووفاة رغم أن الدار هي مسؤولية الرعاية الاجتماعية وليست المنظمات أو الأسر البديلة التي هي (فاعل خير) فقط. ٭ فالرعاية الاجتماعية لم تعمل بكامل (طاقتها) من أجل الأطفال فاقدي السند والهوية ولم يكن اشرافها كاملاً تجاه الدار التي تشهد التدفق اليومي للأطفال رغم أنها هي المسؤول الأول كوزارة تدير مؤسسات مختلفة ذات علاقة مباشرة بالرعاية ومن ضمنها رعاية المايقوما التي أفادت تقارير العام الماضي الى ارتفاع معدل وفيات الأطفال فيها. ٭ الوجوه التي يجب أن تغير سحنتها وزارة الرعاية الاجتماعية كثيرة فوجه التسول يطل يومياً من داخل العاصمة الحضارية وبشدة ووجه (افتراش) بوابات المساجد وساحته الخارجية يظل منظراً مألوفاً عند المساء ووجه (يلطخه) السلسيون يلازم سوق أم درمان يدنو هنا ويطرده البعض هناك موجود ومعروف إذ لم تستطع الوزارة تتبع (البؤر) التي تبيع أو تهدي هؤلاء الاطفال والمراهقين هذا (السم الهاري). ٭ الرعاية الاجتماعية عليها ان تأخذ بيد الدار الى بر الأمان وتقدم كل المطلوب كاملاً بلا استثناء و(مجوّدا) من مجاميعه وان دخل معها (شريك) فهو محض (مساعد) و(راغب) في عمل ما ولن يسد (خانتها) (فالأولى من الأولى أولى) كما يقول المثل السوداني القديم وعليه على الرعاية الاجتماعية أن تتدارك الخطأ وتدير دارها بنفسها وعليها تقع مسؤولية الصغار الذين ينتظرون مصيراً مجهولاً منذ ولادتهم.. ٭ همسة: ركض نحوي جائعاً دامع الخدين.. مدّ كفيه العاريتين خاليتين من كل سوء.. تحملهما الريح.. فيرتعشان..