«كثير من الناس أحبطهم اليأس من مصير هذا البلد حتى صاروا يعانون من عبوس جماعي، ولكنى اقول للكافة دعونا ندخل العام الجديد بفكرة «ان مع البلوى وان عظمت فرصة» و «المنن فى طى المحن ، والمزايا فى طى الرزايا» فلنمح بهذه البشائر كآبة العام المنصرم» . بهذه العبارات المتفائلة اختتم الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومى حديثه فى عيد ميلاده السابق 76 والذى كان بمثابة «جرد حساب» حمل عنوان «وقفة مع الذات لعام مضى وعام آت»، تفاءل إمام الأنصار ودعا الناس لذلك الا انه وفى عيد مولده الحالى ال 77 لم تبد عليه سيماء التفاؤل وتجلت فيه «وقفة» الذات» والتى كانت مدخلاً لحديث أصبح مدعاة لتساؤلات الحضور وفتح اقواس الدهشة لتصريحات فسرها البعض بطلاق الإمام ل «السياسة» وان كان لم يعلن ذلك بصورة قاطعة الا ان كلماته الأخيرة حملت هذا المضمون باعلانه عن اعداد «كوكبة بصورة مكثفة لانتخاب المؤسسات المعنية قيادتها» قبيل ان يصف هذه التجربة بالفريدة فى ثقافة «الخلافة» التى قال ان الناس لايفكرون فيها الى اذا ردوا الى ارذل العمر او فرضتها عليهم المنية وألمح الى ان الفكرة تتجسد فى رؤية من أعدهم لخلافته وهو فى قمة عطائه. بدعة عيد الميلاد درج الإمام الصادق المهدي على الاحتفال بعيد ميلاده سنوياً فى مناسبة اخذت بُعداً قومياً يناقش فيها الهم العام، وقضايا الوطن وبرامج حزبه، وحظى عيد ميلاده هذا العام بحضور كبير من مختلف قطاعات المجتمع السياسية والمدنية والسفراء والاعلاميين بجانب اسرته العريضة وجماهير حزبه، وتحدث المهدي عن ميلاده ال 77، واوضح ان الاحتفال بعيد الميلاد بدعة حميدة، ونوه الى ان الذميمة هى التى تحدث أمراً فى ثوابت الدين «التوحيد، والنبوة، الميعاد والأركان الخمسة» ووصف حقيقتها بقوله «لكل وقت ومقام حال، ولكل زمان واوان رجال، وهى مناسبة لا لمجرد الاحتفال بل لوقفة مع الذات لعام مضى وعام آت» ، وقال فى جيلى كان هذا الاحتفال غريباً وانا لم احتفل بميلادى ابداً ولكن أمى عليها رضوان الله سنته وواصلته أسرتى ولحسن الصدفة أتى يوم مولدي فى عيد الفطر وفى عيد ميلاد المسيح عليه السلام الذى يوافق يوم 25/11 ، واضاف انا شخص يسعى لتحقيق المعادلة الذهبية «بين اتهام للنفس لايورث العجز وثقة فى النفس لاتورث تضخم الذات». جرد حساب تحدث المهدي عن احداث العام الماضى وعن الانتقادات التى وجهت لمواقف حزبة فى الفترة الماضية وعن واقع السودان واتساع جبهة المعارضة بالاضافة الى تبعات ثورات الربيع العربى، وقال دعونا نتأمل مرور عام على انفصال دولة جنوب السودان، وأشار الى ان حزبه عمل كل مافى وسعه لتفادى الانفصال، واشار الى ان حزب الأمة عمل على تفادى هذا الواقع منذ مؤتمر جوبا 1947 ، وفى المائدة المستديرة عام 1955 ولجنة الأثنى عشر ثم مؤتمر احزاب السودان الذى تم فيه التخطيط لحكم ذاتى اقليمى قبل به ممثلو الحركة السياسية الجنوبية، وذكر ان حزبه هو الوحيد الذى شارك فى اعلان كوكدام، اضافة الى انهم فى عام 1989 خططوا الى مؤتمر قومى دستورى لحسم الاشكال دون اللجوء الى تقرير المصير، وقال المهدي ان حزب الأمة فى 2005 انفرد بدراسة موضوعية لاتفاقية السلام الشامل الملئ بالعيوب والتى لم تحقق السلام والأمن والتحول الديموقراطى، وقال ان حزبه يعمل حالياً لمحاصرة الاختلافات وحصر السياسية المستقلة فى البلدين فى اطارها السياسى فى وقت تتسع فيه الاطارات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وعكس الشعب السودانى المتجه للجنوب بصورة مختلفة لسياسات الحكومة الطاردة. مشروع الخلاص الوطني واوضح المهدي ان كثيرا من الجهات انتقدت حزب الأمة فى الفترة السابقة ومواقفه من الحكومة، وقال اثناء هذا العام زادت الحالة فى السودان سوءاً واتسعت جبهة المعارضة وعاب علينا البعض قلة الحماسة للاطاحة بالنظام، ولكنا نؤكد اننا ملتزمون بالعمل لاقامة نظام جديد كما قدمنا من قبل أكثر من مشروع للخلاص الوطنى، بالاضافة الى مشروع حدد السياسات البديلة والنظام البديل من خلال وسيلتين اما الاقتداء بما حدث فى جنوب افريقيا عام 1992 الانتفاضة اذا أصر النظام الحالى على الانفراد بالسلطة والعناد فاننا سنعمل على انتفاضة وطنية بأساليب مدنية تجنب البلاد العنف والاستنصار بالأجنبى ولن نقدم على ذلك الا بعد اتفاق قومى على السياسات وهياكل النظام الجديد. وتحدث المهدي عن الربيع العربى والذى أطلق عليه «الفجر العربى الجديد» وقال اعلنا فى عام 2008 فى البحر الميت بيانا اوضحنا فيه ان هناك هوة بين الحكام والشعوب واحتقان يجب ان يقابل بحوار جاد لتحقيق اصلاح سياسى ديمقراطى والا ستنفجر الأوضاع ، فأُهمل البيان وحدث ما حدث، واضح ان حزبه حاول من خلال مؤتمرات فى مصر وتونس التنبيه لاستحقاقات الوحدة الوطنية فى ظل البناء الديموقراطى، وأشار ايضا الى ان البعض عاب عليه رحلاته الخارجية والتى قال انها رحلة فى معدل كل شهر ، وقال البعض انتقدنا بوزن « كتاركة بيضها فى العراء وحاضنة بيض الأخرى» وقال ان الأنشطة الاقليمية فى حد ذاتها مهمة للغاية بحسابات ان مصالح العالم صارت متداخلة. اتهامات وأشار المهدي الى ان البعض ظل يرمى حزبه باتهامات الانحياز للغرب، وقال ان الصحوة التى ندعو لها خلاصتها تتمثل فى هداية الوحى ونبذ قيود التقليد واستصحاب العلوم والتكنلوجيا الحديثة ، واكد المهدي ان اداءه فى الحكم التزم الجدية والعفة فى ادارة المال العام وكفالة حقوق الانسان . وذكر المهدي ان حزبه كانت له ادوار مفتاحية فى الانتفاضات الديموقراطية ، وقال « كنت ولا زلت أكثر الناس عرض لاغراءات سلاطين الطغيان» ، واضاف « ولكنى رغم ذلك لم امنح نظمهم الشرعية»، واكد المهدي انه عمل فى حزبه على تطوير قواعد العمل العام بصورة مؤسسية واشراك الكافة فى القرارات. واستعرض المهدي سيل الاتهامات التى وجهت اليه فى الفترة الماضية، وقال «صار البعض يرمينى بالشيخوخة وتارة بالديكتاتورية وهم يعلمون اننى من مجلس الوزراء وفى ادارة المؤسسات السياسية بل والأنصارية لم انفرد ابداً بقرار» ، واضاف صحيح تقدمت فى السن والاعوام التى قضيتها فى القيادة 80% منها فى الأسر والحرمان ومع ذلك اشعر بأن عطائى يزيد ولاينقص فى المجالات المختلفة، وأضاف فى مجال الفكر أطلقت هذا العام اربع اصدارات وهى «معالم الفجر الجديد، وأيها الجيل، والاصلاح ومرجعيته وضرورته وآفاته، والواقع المأزوم والمستقبل الواعد». خلفاء المهدي تجلت «وقفة» الذات» فى عيد ميلاد الإمام لهذا العام فى حديثه الذى أصبح محلا لتساؤلات الحضور بتصريحات حللها البعض بأنها اشارات لاعتزال الإمام الصادق المهدي للسياسة، وحملت كلماته الأخيرة هذا المعنى باعلانه لاعداد قيادات و»كوكبة بصورة مكثفة لانتخاب المؤسسات المعنية قيادتها»، قبيل ان يصف هذه التجربة بالفريدة فى ثقافة «الخلافة» والتى لايفكر فيها الناس الا اذا ردوا الى ارذل العمر او فرضتها عليهم المنية وألمح الى ان الفكرة تتجسد فى رؤية من أعدهم لخلافته وهو فى قمة عطائه، وقال المهدي «هذا برنامجى الأهم فى الفترة القادمة وتدريباتى للقيادة سترشح أكثر من خيار، ولكن المؤسسات المعنية هى من تنتخب قيادتها» واضاف اما انا سأتفرغ لست مهام اولها : الفكرية لانجاز العديد من الأعمال والمؤلفات اهمها «السيرة بعنوان محمد رسول الانسانية، وتفسير القرآن الكريم بعنوان مقاصد التنزيل» بالاضافة الى مرجع للتنمية البشرية، اما المهمة الثانية وهى العمل الاستثمارى، والثالثة انشاء معهد لدراسات الحوكمة، ومن ثم انشاء أكاديمية رياضية، والاهتمام بالمناشط الدولية والسادسة والأخيرة انشاء البقعة الجديدة بمسجدها ومعاهدها ومكتبتها وأنشتطها النموذجية للتنمية الريفية وجبانتها النموذجية المسماة «ان الى ربك الرجعى». تكريم الفن يحفل عيد ميلاد الإمام الصادق المهدي بالعديد من الفقرات ويصبح عبارة عن «كوكتيل» يضم السياسة والثقافة والفن والشعر، بالاضافة الى الحضور النوعى من القيادات السياسية والاعلامية والسفراء الأجانب ورجالات السلك الدبلوماسى ونجوم المجتمع الثقافية والفنية والرياضية، مع وجود فقرات للشعر والغناء الحماسى والوطنى، وكانت اللفتة التى علق عليها الحضور تكريم الإمام للفنانة الواعدة «منار صديق» والتى تغنت بعدد من الاغنيات الحماسية والوطنية فكرمها المهدي بهدية عبارة عن «خاتم» ثمين وضعه بنفسه فى اصبعها فى لقطة صفق لها الجميع، ودرج المهدي فى اعياد ميلاده علي تكريم الشخصيات الفنية التى تشاركه احتفاله، وتجدر الاشارة الى ان التكريم السابق كان من نصيب الفنانة شروق ابوالناس والتى أهداها «مسبحة» بلون أزرق.