نظمت السفارة السودانية في القاهرة منذ أسبوع مناشط مختلفة بمناسبة ذكرى الاستقلال، شملت حفل استقبال وانتقال مقر السفارة من جاردن سيتي العريق الى حي الدقي بالجيزة،وافتتاح بيت السودان في منطقة السيدة زينب،وليلة غنائية،وندوة عن العلاقات السودانية المصرية. لم نشهد مع مجموعة من الزملاء المناشط المختلفة لارتباك في البرنامج وخلل رافقها،ويرى السفير السوداني النشط الدكتور كمال حسن علي ان العلاقات بين البلدين تحتاج الى بنية تحتية تؤهلها للانطلاق خلال المرحلة المقبلة،وأنه بدأ في تهيئة هذه البنية. السفارة السودانية القديمة في جاردن سيتي كانت في مبنى متهالك ولها استقبال عنوانه عدت من حيث أتيت،ويشكو كل من يزور مقر السفارة من عدم تهيئة المقر،كما أن كثيراً ممن التقينا يشكون من أن التعاملات ليست سلسة وقد يكون ذلك بسبب المبنى أو غيره. الجالية السودانية لم يكن لديها مقر وانما دور صغيرة منتشرة لجمعيات ومنزل صغير لم يكن يستوعب نشاط نحو 300 ألف سوداني يقيمون في القاهرة وحدها،وتبرع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه بمليون دولار للجالية وتم انشاء مقر على أكثر من ألف متر،وشهدنا افتتاحه،وترى لجنة الجالية انها لم تشترك في اختيار موقع المقر، وأدى عدم مشاركة رئيس الجالية في توزيع شهادات تقدير في الافتتاح الى غضب لجنة الجالية التي هددت بمقاطعة مناشط السفارة. ليلة السودان التي أحياها المطرب الكبير الدكتور عبد القادر سالم وسمية حسن شهدت حضوراً كبيراً من السودانيين الذين توافدوا من خارج القاهرة ما أدى الى اغلاق ابواب المسرح الذي اقيمت فيه الليلة،واحتج كثيرون لم يستطيعوا دخول المسرح بطريقة غير لائقة وتحولت هتافاتهم الى مناهضة الحكومة،وأضطررنا الى الانسحاب مع الزملاء بعد ما خرجت المطاوي وتساقطت الحجارة واختلط الحابل بالنابل. السفير كمال ينشط ولديه صلات مع النخب المصرية ومعرفة كاملة بتعقيدات الأوضاع المصرية،ومتفائل بتحقيق قفزة في العلاقات لكن تنتظره تحديات كبيرة تحتاج الى ارادة وسعة أفق، ودعم سفارته بكوادر مؤهلة ومقتدرة تكون على قدر حجم العمل وتحدياته،وقبل ذلك لديها استعداد لخدمة السودانيين الذين يطرقون باب السفارة لأداء أي مهام،وتغيير الصورة الحالية التي رسمت على مدى السنوات الطويلة الماضية. نقل مقر السفارة من جاردن سيتي الى حي الدقي خطوة نحو تحسين صورة السودان وتعكس اهتمامه بالعلاقات مع القاهرة،لكن ذلك ليس كافياً وحده،والأهم ليس المباني وإنما المعاني،لبناء مكانة للسودان وأهله وسط واقع متلاطم الأمواج وتكتنفه تعقيدات لا يجدي معها الإسراف في التفاؤل. يبدو لافتاً وجود عدد كبير من عناصر المعارضة في القاهرة،وخلال افتتاح مقر السفارة الجديد تجمع عشرات بلافتات ورددوا هتافات مناهضة للحكومة،مما يشير الى تنظيمهم،كما للحركات المسلحة مقار،وتحول الاحتجاج على ضيق مسرح البالون الذي اقيمت فيه ليلة السودان الى هتافات ضد الحكومة،الأمر الذي يضع على عاتق السفارة مسؤولية كبيرة في التواصل مع المجتمع السوداني في مصر بكافة أطيافه السياسية والاجتماعية. السفير السوداني يبدو جاداً ومنفتحاً ومدركاً للمهام والتحديات التي تواجهه، لكني أعتقد أن الظروف الداخلية في سفارته وكوادرها وآلياتها ،والامكانات التي ينبغي ان توفرها رئاسة وزارة الخارجية لا تساعده في تحقيق الأهداف التي يرسمها في تقديم وجه جديد للسفارة في وسط السودانيين المقيمين هناك، وبناء علاقات تستند على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والندية مع القاهرة. يا إدارة المرور بالخرطوم أرجو من مدير المرور بولاية الخرطوم ألا يبقى في مكتبه وأن يخرج ويتجول في بعض الطرق الرئيسية في الولاية للتعرف ميدانياً على أداء رجاله، فسيكتشف الكثير المفيد لتطوير العمل،وتجنب سلبيات عدة تقع بسبب غياب الرقابة والسلوك البشري،والنظام المتعامل به. ما شهدته أمس من تجربة تعرضت لها يشير الى وجود ضرورة للمراجعة وضبط الأداء في المرور،ونأمل أن يزور كذلك مراكز ترخيص السيارات التي يرافقها بطء وتأخر اجراءات الترخيص واستخراج شهادات البحث واللوحات. ولنا عودة.