في أكتوبر عام 2003م زار السودان بدعوة من مركز الدراسات السودانية الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي.. وفي منبر صحيفة «الصحافة» الاسبوعي جاء الابنودي وناقشنا معه قضية الشعر والثورة والتنمية.. واليوم وزارة الثقافة والاعلام تعطل نشاط المركز لمدة عام كامل.. اعيد لكم ما كتبته في «صدى» بتاريخ 25/10/2003م: ٭ الوحي ده.. ما جانيش من موسكو ما جانيش من امريكا ما جانيش غير من هنا من القلب فانا باعتقد اني باحب الوطن واموت فداء للشعب انا صوتي مني وانا ابن ناس فقرا شاءت ظروفي ان اكتب واقرأ فباشوف وبا غني والفقراء باعتني يا ناس.. يا هو قبلين ما اقول قوله اتاكدوا انه صوتي ده صدر مني انا مش عميل حد انا شاعر جاي من ضمير الشعب ٭٭٭ خلي الكلام ياخد براحه يا خال ما تقولشي حرية وانا صوتي مش صوتي وابقى جاوبني لما يفلت سؤال بدال ما تكرهني وتغادر على صوتي ٭ انها كلمات الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي استدعيتها وانا استمع اليه في منبر الصحافة الذي تحلق مع مركز الدراسات السودانية حول حرية الصحافة.. والصحافة المسؤولة.. استدعيت مطلع قصيدة سوق العصر التي جاءت في ديوانه «المشروع الممنوع». ٭ تداعت الخواطر والافكار.. الشاعر.. السلطة.. المثقف الحرية.. المسؤولية.. الابنودي.. صور سوق العصر.. تحدث عن سيد هذا السوق.. انه ابن الشعب... حادي الحرية المتحدث بضمير شعبه.. تداعت مواقف واشعار الابنودي «جوابات حراجي القط العامل في السد العالي الى زوجته فاطنة احمد عبد القادر في جبلاية الفار.. المجنون».. من بدايات العالم الثالث.. سنة بقميص وبنطلون.. الدايره المقطوعة.. والخ قصائد الابنودي المتميزة والمتفردة. ٭ شعر الابنودي الذي يكتبه بلغة الناس العامية شكل محطات نقاش مضيئة انتظمت عالم الادب والابداع في العالم العربي.. والموضوعات التي عالجها الابنودي عميقة وبسيطة.. فملحمة السد العالي والتغيير الذي احدثته في مجتمع الانسان المصري وضعها كلها في جوابات حراجى وردود زوجته فاطنة والابنودي نفسه يقول: هذا الاداء يكشف تماما عن واقع حياة طبقة الفقراء الفلاحين من قرى صعيد مصر.. فالكلمات في هذه الاماكن ليست مجرد كلمات وانما هي التاريخ الحي المجسد للفرد والمجموع. ٭ أسوان زوجي الغالي الاسطى حراجى القط العامل في السد العالي زوجي حراجى وصلنا خطابك شمينا فيه ريحة الاحباب ربنا ما يوري حد غياب مش أول مرة البسطاوي بيخطى عتبة الدار عمرنا يا حراجي ما جالنا جواب ليه تتاخر كده يا حراجى طب والنبي كانت ورقتك دي اول قندلي يهتز في جوف الدار ٭ في عام 4891م وفي مجلة «المجلة» حاور الصحافي المقتدر مفيد فوزي عبد الرحمن الابنودي حول العامية واللغة التي يكتب بها شعره. أواصل مع تحياتي وشكري