قال الرئيس عمر البشير، ان بلاده لن تتخلى لجنوب السودان عن «شبر واحد» من منطقة الميل 14، ورفض توقيع أي اتفاقية جديدة مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، محذَّرا من فرض أي تسويات من جهات خارجية حول المنطقتين وأبيي والنزاعات مع الجنوب. وجدد الرئيس خلال مخاطبته مجلس الشورى القومي للحزب الحاكم امس، تمسك الخرطوم بنصوص اتفاقات التعاون مع جنوب السودان في سبتمبر الماضي بأديس أبابا، معلناً عدم تقديم أي تنازلات في أي موضوعات تم التوقيع عليها، وقطع بتراجع جوبا عن تنفيذ اتفاقية الحدود، وذكر «ان الاتفاقات التي وقعناها ما فيها رجعة وما فيها تعديل في سطر واحد». وقال البشير انه لا مجال للتخلي عن شبر واحد من منطقة الميل 14 والتي تم تحديدها في الاتفاق، وأضاف أنه لا تراجع كذلك للحديث عن ترسيم المناطق المدعاة الا بعد الفراغ من ترسيم الحدود المتفق عليها والمتنازع حولها بين البلدين. وقطع البشير الطريق أمام أي حديث بشأن الحل النهائي لمنطقة أبيي قبل تنفيذ بنود البروتوكول الخاص بالترتيبات الانتقالية لأبيي وتشكيل المؤسسات المدنية، موضحاً أن التقرير النهائي بشأن الحل يخص رئيسي البلدين فقط، وأعلن رفض أي حلول مفروضة من الخارج سواءً الوساطة أو مجلس السلم الأفريقي أو مجلس الأمن الدولي. وحول مستقبل المنطقتين قال الرئيس، ان حلّ قضية ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يكمن في تنفيذ بروتوكول المنطقتين والترتيبات الخاصة بالمشورة الشعبية. وأشار الى أن المسلحين من أفراد الجيش الشعبي سيتم معالجة أوضاعهم وفقاً لبرنامج التسريح واعادة الدمج، واضاف ان السودان ليس لديه مسعى او توجه لتوقيع اتفاقية جديدة مع قطاع الشمال او غيره لتحديد مستقبل المنطقتين. واكد مقدرة القوات المسلحة على القضاء على بقايا حركات التمرد في دارفور، قائلا «إن شاء الله هي الى زوال مهما قيل عنها»، واكد انه ليس بمقدور احد او جهة ان يفرض على السودان رأيا او قرارا. وزاد «قرارنا عندنا ونحن احرار و ما في مصلحة البلد حنعمله، وما نقتنع به سنفعله». وتابع «لا احد يفرض علينا شيئا مهما تعاظمت الضغوط التى تعودنا عليها وكل انواع الحصار جربناه ولا شئ جديد». وكشف الرئيس في هذا الصدد عن «تحركات لاعداء السودان» في أميركا وغيرها من اجل فرض مزيد من العقوبات على البلاد في اطار تحقيق هدفهم النهائي المتمثل في اسقاط النظام. وافاد بان هناك اطرافا منحازة لدولة الجنوب تحاول ادانة السودان بمجلس السلم والامن الافريقي ومجلس الامن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها. من جهته، ابلغ رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، مالك عقار، رئيس الآلية الرفيعة ثابو امبيكي موافقته على مشاركة الحركة في مباحثات مع الحكومة باديس ابابا في الخامس من مارس القادم. واكد عقار ان قطاع الشمال سيشارك في المحادثات بوفد رفيع المستوى وبرئاسة الامين العام ياسر عرمان ويضم الى جانبه 10 شخصيات قيادية في الحركة من بينها عدد من القيادات النسوية.