٭ عندما كنا صغاراً، كنا نحب (عنترة).. وعندما كنا صبية، كنا نحب (عبلة). وعندما اكتهلنا، صرنا نحب (عنترة وعبلة). ٭ عندما كنا صغاراً، كنا نصنع السهام والنبال والرماح والخناجر، ونعترك، ويصرخ الواحد منا: أنا عنترة! كان عنترة بالنسبة لنا بطلاً وفارساً وحسب. ٭ وعندما كنا صبية، كنا نزور الخيالة لنشاهد فيلم (عبلة وعنترة)، وننعم برؤية عبلة، بوجهها الصبوح (يزيدك وجهها حسناً إذا ما زدته نظراً) وقوامها الممشوق، وشعرها الذي يلامس الأرض. ٭ وكانت عندما تظهر على الشاشة يجذبها تحت خصرها عجز كأنه من فراقها وجل إن أقبلت قلت لا تليل لها وإن أدبرت قلت ما لها كفل ٭ وكانت قليلة الكلام (في الفيلم)، والمرأة الجميلة قليلة الكلام. ٭ وعندما صرنا كباراً، تشابكت الأسئلة أمامنا، وقادتنا إلى دروب جديدة. ٭ هل يا ترى إذا ما كانت عبلة (مؤتمر وطني)، هل كان عنترة سيحارب في صفوف المؤتمر الوطني، رغم عدم حصوله على بطاقة الحزب، أم أنه كان سينضم إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال، ويوقع في وثيقة الفجر الجديد؟ ٭ في تقديري أن موقف عنترة (الأخلاقي)، أقوى تأثيراً وبلاغة وأسمى رسالة دون انتقاص من فروسيته وبطولاته، ومعاركه التي خاضها، وعف فيها عن المغنم. ٭ يعتبر عنترة، من أجمل الشعراء وأنقاهم سيرة، وفي شعره ولع بإبراز القيم الفاضلة، وإنزالها بين الناس، حتى تكون ديدناً وسلوكاً. ٭ يقول عنترة: وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها إني إمرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس الجنوح هواها ٭ شعر عنترة صورة مثلى عن شمائله وحسن طبعه ومناقبه.. أوليس هو القائل: لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل ٭ قال عنترة: ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المغنم قيل لما تُلى أمام الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بيت عنترة: ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المغنم قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ما وصف لي إعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة. ٭ هل تزوج عنترة عبلة؟ سؤال اُختلِف في الإجابة عليه مؤرخون وباحثون، ولكلٍ أدلة وقرائن. ٭ يهيأ لي أن نفس عنترة الأبية وأخلاقه الفاضلة، منعته من قبول (التسويات) و(الصفقات)، و(الترضيات) الخاصة. ٭ يهيأ لي أن عنترة كان يحارب في صفوف قومه من أجل إعلاء قيم ومبادئ لا من أجل الحصول على إمرأة. ٭ (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه).