يتوجه الناخبون بالقضارف صباح اليوم صوب صناديق الاقتراع وذلك للادلاء باصواتهم لاختيار وال للولاية خلفا للوالي المستقيل كرم الله عباس الشيخ ،ويتنافس أربعة مرشحين على الظفر بالمنصب ،ويشارك خمسمائة وخمسة عشر الف ناخب في الاستحقاق الديمقراطي وهم من تحدد اصواتهم التي يدلون بها في 265مركزا انتخابيا مصير منصب الوالي وذلك امام 394 لجنة انتخابية وبتأمين من الفي شرطي،وتجري اليوم عملية الاقتراع والفرز ويتوقع ان يعلن اسم المرشح الفائز في ساعة متأخرة من مساء اليوم، وكان المرشح تاج السر القاسم قد اعلن انسحابه من الانتخابات في الاول من امس وذلك احتجاجا على ما اسمته جبهة الخلاص التي تقف خلفه ترشحه بعدم وجود نزاهة من قبل المفوضية وانحيازا من الاجهزة المختصة لمرشح الحزب الحاكم. وكانت الحملة الانتخابية قد شهدت حراكا مكثفا توترا واحتقانا وتبادلا للاتهامات بين المرشحين الذين طافوا كل محليات الولاية للالتقاء بالمواطنين وعرض برامجهم الانتخابية،ويسعى كل مرشحح اليوم لحشد انصاره حتى يتمكن من الفوز بالمنصب ،وتشير السيرة الذاتية للمرشح المستقل الدكتور يوسف اسماعيل عبدالله الزبيرالى انه استاذ بعدد من الجامعات السودانية ويحمل درجة الدكتوراة في علم النفس ،وانه ناشط اجتماعي ونائب لرئيس الاتحاد العام لاصحاب الحاجات الخاصة ،ويتولى منصب الامين العام لمنظمة السلام والتسامح العالمية ،والامين العام للمنظمة السودانية لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل ،وكشف من خلال الحملة الانتخابية عن ابرز ملامح برنامجه الانتخابي والفكرة التي يرتكز عليها التي تهدف الى تحديد مشاركات كثير من الواقفين على الرصيف من الاكاديميين والخبراء الذين يعتقدون ان الاوعية السياسية المتاحة لاتتناسب مع رشدهم وذلك لأنها تنحو ناحية العصبية السياسية وعدم توسيع مواعين الديمقراطية بصورة تمكنهم من تسخير خبراتهم الاكاديمية والعلمية لحل مشاكل السودان، اما المرشح المستقل الثاني حسن النور عطية فهو من مواليد 1972 ،خريج جامعة امدرمان الاسلامية وقيادي في الحركة الاسلامية ،اعلن انسلاخه من المؤتمر الوطني الذي دمغه بعدم اعمال مبدأ الشورى والديمقراطية ،ويرى ان دوافع ترشحه تعود الى عدم شعور قيادات الحزب الحاكم بمعاناة المواطنين الذين قال انه فضل الانحياز اليهم ،ويأمل في ان يحالفه الفوز في الانتخابات حتى يتمكن من توفير حياة كريمة لمواطني الولاية ،اما مرشح المؤتمر الوطني الضو الماحي فهو من القيادات الاسلامية التي شاركت في حرب الجنوب وظل دستوريا منذ اكثر من 15 عاما حيث تقلد عدداً من المناصب بالولاية آخرها وال للولاية بتكليف من رئيس الجمهورية وذلك عقب اقالة كرم الله عباس الشيخ وهو ايضا خريج جامعة ام درمان الاسلامية ويقوم برنامجه على توفير الخدمات للمواطنين ، اما المرشحة الرابعة فهي رئيسة حزب المنبر الديمقراطي لشرق السودان الدكتورة آمال ابراهيم محمد ادريس الاستاذة بجامعة القضارف كلية التربية قسم التاريخ التي تم تعيينها من قبل مستشاراً -بدرجة وزير - لشئون التعليم العالي والمنظمات بحكومة ولاية القضارف للفترة من فبراير وحتى يوليو 2012م،وقامت بتأليف كتاب بعنوان (الصراع الدولي حول البحر الأحمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر 1850-1900م) نشره معهد البحوث والدراسات اليمني- جامعة صنعاء ، وضعت اللبنات الأولى لمقررات ومناهج مختلفة وقوائم كتب ومراجع كلية التربية بجامعة القضارف حيث بعثت من قبل المدير الأسبق للجامعة إلى 6 جامعات سودانية عريقة لنقل تجاربهم والاستفادة منها (1995م)،ويرتكز برنامجها الانتخابي على تقديم حياة كريمة لمواطن الولاية ورفع المعاناة عن النساء. يشير الامين السياسى للمؤتمر الشعبى احمد اسحق فى حديث ل(الصحافة ) الى ان انتخابات اليوم لاتمثل اهمية للمواطن ،متوقعا ان يأتي الاقبال على الانتخابات ضعيفا وذلك لوصول المواطنين بالقضارف الى قناعة عدم جدوى كل الحكومات التي تعاقبت على حكم الولاية وان القادم لن يكون بافضل حال من الذين سبقونه على المنصب ،معتبرا ان المواطن يعاني في مأكله ومشربه وعلاجه وتعليم ابنائه وانه قد اصابه اليأس من الوعود الكثيرة التي يطلقها المرشحون ومن جلسوا على المناصب خاصة من جانب الحزب الحاكم الذي لم يوف بما طرحه من قبل ،ويرى ان عدم اهتمام المواطن بالحملة الانتخابية وضعف تفاعله معها يعود الى عدم مشاركة القوى السياسية المؤثرة في الانتخابات وذلك لادراكها بأنها تحصيل حاصل وان مرشح الوطني سيفوز حتى ولو اراد الناخبون خلاف ذلك ، مؤكدا ان المقاطعة كانت ضرورية لجهة انعدام فرص العدالة باعتبار ان اللجنة العليا للانتخابات كونها الحزب الحاكم ،وانه يسيطر على كل وسائل الاعلام ،وكان الامين العام للمؤتمر الشعبي قد توقع لمرشح جبهة الخلاص ابوالقاسم تاج السر الفوز قبل انسحابه من واقع ان برنامجه يلبى تطلعات شعب القضارف وهو بمثابة اشواق للسواد الاعظم من مواطنى الولاية الذين ينشدون التغيير . فيما يرى امين الاعلام بالاتحادي الاصل عمر عمارة ابوسن ان هنالك شبه اجماع على ان الاستحقاق الانتخابى المتعلق بمنصب الوالى قد لايأتى بثمار تلبي تطلعات الناخبين بالقضارف من واقع قصر الفترة الزمنية المتبقية حتى موعد الانتخابات القادمة ،معتبرا بانها غير كافية لانفاذ مابذله المتنافسون الاربعة اليوم من وعود انتخابية، كاشفا عن وجود بعض المؤشرات التى تقدح فى مصداقية نتائج الانتخابات بعد ان اعتمدت المفوضية على منظمات المجتمع المدنى لمراقبة عملية الاقتراع وفرز الاصوات ،ويرى عمارة بان هذه المنظمات تعتبر اذرع الحزب الحاكم بعد ان تم استبعاد عدد من المنظمات الاخرى التى عملت على مراقبة استحقاق 2010م بكل مهنية ما يفتح الباب للتساؤل حول مدى مهنية واعتدال مفوضية الانتخابات، مؤكدا ان مقاطعة الاحزاب الكبيرة للانتخابات والاتهامات الموجهة للحكومة والمؤتمر الوطني والمفوضية بتزوير انتخابات 2010م يجعل الحزب الحاكم الاقرب للفوز من واقع مايردد حول تزويره المتوقع لانتخابات اليوم. فيما توقع المراقب السياسي عادل عثمان المحامي ان يأتي الاقبال على صناديق الاقتراع ضعيفا وذلك لعدم وجود مقارنة بين المرشحين من حيث الامكانيات والتنظيم ولضعف الاحزاب السياسية بالولاية ،التي قال انها لاتستطيع مجابهة الوطنى لافتقارها للامكانيات اللازمة، مبينا ان المرشحين الاربعة لايحظون بقبول ولاتأثير في الشارع وذلك لضعف تجاربهم ،الا انه عاد واكد على ان ظاهرة المرشحين المستقلين تعتبر ايجابية ،معتبرا ان كل برامج المرشحين لم ترتق لطموحات وتطلعات المواطنين خاصة فيما يتعلق بالخدمات والزراعة ، ووصف ماتم خلال الحملة الانتخابية بالمكايدات حيث ركز كل المرشحين على اسقاط الوطنى الذى بدوره يسعى لاثبات جدارته وتأكيد افضليته على الآخرين ، مشيرا الى انعدام المقارنة بين مرشح الوطنى والمرشحين الآخرين، بيد انه عاد ليؤكد بأن الوطني في حالة تحقيقه الفوز سيكون بطعم الهزيمة وذلك من واقع عدم مشاركة الاحزاب الكبيرة ذات القواعد الجماهيرية المعتبرة في انتخابات اليوم ، واستبعد المحامى عثمان قيام انتخابات حرة ونزيهة لانعدام الوعى السياسى ولغياب الحريات.