القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كبر وهلال وجهاً لوجه.. اتهامات متبادلة وانتقادات للحكومة
(جبل عامر) ... عندما يتخضب الذهب بالدماء !!

أحداث مؤسفة ودامية شهدتها منطقة (جبل عامر) الغنية بالذهب فى محلية السريف فى ولاية شمال دارفور خلال الإسبوعين الأخيرين من شهر يناير الماضى 2013 بين (الرزيقات الأبالة والبنى حسين ) راح ضحيتها مئات الأشخاص معظمهم من قبيلتى (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) كما أدت لتشريد مئات المواطنين ومنهم من لجأ لخارج حدود الوطن ، إلا أن مراقبين إعتبروا ماحدث فى جبل عامر ذاته بسبب (ملكلية الأرض وإستخداماتها )، إلا أن حكومة شمال دارفور رغم ما أصابها من ترتيبات مربكة فى مهدها إلا أنها أولت جبل عامر إهتمامها فنقلت إليها حكومتها ولجنة أمنها فيما شاركتها لجان الأجاويد فى مسعاها لرأب الصدع كللت مهمتها الشاقة بتوقيع وثيقة (عهد وميثاق) بين (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) لوقف العدائيات وفتح الطرق والمسارات وتكوين آلية لحصر الخسائر وتكوين آلية أخرى للتحضير لمؤتمر الفاشر فى 15 أبريل المقبل لتسوية النزاع الذي وافق عليه الطرفان .
علاقة دم ومصاهرة
وصف مراقبون بأن ماحدث بجبل عامر لا يختلف كثيرا عما دار فى مناطق كثيرة ، فيما أصابت الحادثة الكثيرين بالذهول إذ أنها الحادثة الأولى بين الطرفين وقد جاءت متزامنة مع مؤتمر الضعين للصلح بين الأشقاء من بطون المسيرية (أولاد سرور ،أولاد هيبان ،المتانين) عيال البطن الواحد كما وصفهم الأمير مختار بابو نمر أشهر نظار المسيرية لذات السبب ملكية الأرض وإستخداماتها ،إلا أن لجنة الأجاويد نجحت في طى الخلاف بينهما لأن تكون نواة لحل الكثير من المشاكل المشابهة ، فيما كشف ل(الصحافة) كل من الأمير عيسى النعيم دقدق أحد أمراء الرزيقات الأبالة فى ولاية غرب دارفور والطاهر جالى الطاهر عضو مجلس تشريعى وسط دارفور رئيس لجنة الخدمات أن القبيلتين تربطهما المصاهرة وعلاقة دم وأن ما حدث بينهما عمل مدسوس ومقصود لذاته ،فيما زاد دقدق الخلاف والمشكلة مشكلة السودان وليس (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) لوحدهم ،مطالبا فى ذات الوقت بتعديل البند الأول لأن تصبح القضية قضية السودان .
إتهامات متبادلة
فيما تباينت الآراء وإختلفت وجهات النظر حول الأحداث نفسها فى جبل عامر فقد حمل الكثيرون الحكومة بمختلف مستوياتها مآلات الأوضاع هناك ويقول ل(الصحافة) دقق لا توجد حياة بدون مشاكل سيما فى دارفور فى ظل إلإستهداف المستورد وتسيييس الأمور دون (إرادة المجتمع) ،إلا أن ماحدث فى جبل عامر تتحمله الحكومة لأنها تركت الحبل على القارب للقيادات الأهلية من البنى حسين إدارة وتحصيلا لرسوم وإيرادات الذهب وكان يجب على الدولة أن ترعى تشغيل المنجم بصورة جيدة وآمنة وتفرض فيه هيبة الدولة ،فيما إتهم زعيم المحاميد موسى هلال الوزير بوزارة الحكم اللامركزى اتهم والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر ووزير المعادن كمال عبد اللطيف ب(التسبب في أحداث جبل عامر) فيما أيده محمد حمدان قدرو المعروف ب(حمتى ) أحد الزعامات القبلية المشهورة ببطولاتها العسكرية ، إلا أن كبر نفسه إستنكر إتهامات هلال بشدة وقال إنه قادر على الرد عليه ولكنه سيحتفظ بذلك (زمانا ومكانا وكيفا)، وعزا والى شمال دارفور أحداث جبل عامر لأسباب (غير قبلية) متهما جهات واصفا إياها ب( أصحاب المصالح والأجندات الخاصة) وقال إنها إستغلت أحداث جبل عامر الأخيرة لتمرير أجندتها عبر إستهدافها لحكومته ،بينما يتهم كل من طرفى النزاع الآخر بأنه وراء الأحداث الدامية ،إلا أن نائب رئيس المؤتمر الوطنى بولاية وسط دارفور عبدالله خميس يقول ل(الصحافة) إن القبلية هى أساس المشكلة الدامية والكثير مثلها فى دارفور ،فيما عزاها الأمير دقدق إلى طموحات وتطلعات شخصية لبعض أبناء البنى حسين وقال إنها أصبحت متفلتة وخارجة عن سلطان القبيلة فأرهقتها بالكثير من تجاوزاتها علاوة على طموحات وتطلعات الحركات المسلحة للظفر بالذهب بالمنطقة ، إلا أن الأمير عيسى عاد مؤكدا على ضرورة الجلوس للحوار وحل المشكلة بالتى هى أحسن ،رافضا فى ذات الوقت حصر المشكلة فى جبل عامر بين (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) وقال الحادثة طالت الكثير من القبائل التى يعمل أفرادها فى التنقيب عن الذهب بجبل عامر ، إلا أن وكيل نظارة البنى حسين العمدة محمود محمد بخيت يأسف جدا للحادث ويؤكد أنه الأول بين القبيلتين عازيا الأسباب لطموحات وتطلعات وأطماع أفراد من قبيلة الرزيقات الأبالة فى ظل ظهور الذهب فى المنطقة ويقول ل(الصحافة) نحن ملتزمون بما وقعنا عليه لأن يكون مؤتمر الفاشر منبرا لحل المشكلة .
الذهب الذهب كاد عقلى يذهب
لمع إسم (جبل عامر) فجأة ب(الذهب ) وزاع صيته وتجاوزت شهرته محلية السريف فى ولاية شمال دارفور إلى فضاء أفريقيا وآسيا وأوربا فتوافد إليه المنقبون جماعات وزرافات أكثر من (60) ألف عامل بينهم (20) ألف تقريبا من الأجانب حسب تأكيدات رئيس السلطة الإقليمية فى دارفور الدكتور التجانى السيسى قال إنهم يعملون فى تنقيب الذهب الأهلى ،فيما يؤكد ل(الصحافة) الأمير دقدق الأجانب المقصودين فيهم عمال من (تشاد ، النيجر ،نيجيريا ،مصر ،جنوب السودان )، إلا أن وزارة المعادن من جانبها كشفت عن وجود (4) آلاف بئر ذهب بمنطقة جبل عامر بولاية شمال دارفور ، تنتج (15) طناً سنوياً بمعدل (70) كيلو جرام يومياً ،فيما يقول ل(الصحافة ) وزير مالية شمال دارفور الدكتور عبدو داؤود إن حكومة الولاية وقعت إتفاقا قبيل نهاية العام الماضى مع وزارة المعادن لترقية وتأهيل وتدريب العاملين فى التعدين الأهلى للذهب فى جبل عامر ورفع نسبة الإستخلاص عبر توفير (4) ماكينات حديثة ماركة فولد كاتشيا يتم إستيرادها من جنوب أفريقيا لذات الغرض ،وأبان الوزير أن الماكينات الحديثة تساهم فى رفع نسبة إستخلاص الذهب من 40% إلى 90% دون الحاجة لإستخدام الزئبق مما يساعد على المحافظة على البيئة وصحة العاملين فى مجال التعدين، وأوضح الوزير أن جبل عامر من حقول التعدين الكبرى بالولاية ويعمل فيه أكثر من (60) ألف معدن للذهب فضلا عن (23) موقعا آخر للتعدين بشمال دارفور ، فيما وصف والى شمال دارفور ظهور الذهب فى جبل عامر ب(الهبة الربانية ) وقال إن الله سبحانه وتعالى من به أهل شمال دارفور وظل يحكى من الروايات والأساطير حول الذهب نجملها فى عبارة واحدة (الذهب الذهب كاد عقلى يذهب ) .
صراعات قبلية مشابهة
رغم أن ماحدث فى جبل عامر إلا أنه الحدث الأول بين (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) مقابل الكثير من النزاعات حول ملكية الأرض وإستخداماتها بين (الرعاة والمزارعين) إعتبرتها قيادات أهلية مؤشرا مهما لتقديم الحلول الناجعة لحل المشكلة وطالبت ذات القيادات ضرورة أن تنتهج الدولة الشفافية وتسمية الأمور بأسمائها صحيحا دون (تغبيش أو تزييف للحقائق ) ،فالمتتبع للأحداث فى دارفور يجدها جميعا صراعات حول الأرض بين المزارعين أصحاب الأرض والرعاة ، منها ماهو تعدى الرعاة على المزارع وأخرى تعدى المزارعين على مسارات الرحل من بينها (الصراع بين الرزيقات الأبالة والمعاليا من جهة وبين البنى هلبة والمعاليا والزيادية من جهة أخرى ، وبين الرزيقات الأبالة مع البنى هلبة ثم مع الداجو فالبرقو وكذلك مع القمرثم مع الفور وكل ذلك فى العام 1968 ثم الصراع بين التعايشة والسلامات فى العام 1998 والبنى هلبة والرزيقات الأبالة (للمرة الثانية) فى العام 1982 ، الصراع بين الكبابيش والبرتى والزيادية 1984 ،الصراع بين الرزيقات والمسيرية 1983 ، الصراع بين القمر والفلاتة 1987 ، الصراع بين الفور والبديات ( فور كبكابية فى العام 1989)،الصراع بين العرب والفور 1989)، قبل أن تندلع صراعات الزغاوة مع الكيانات الأخرى فى عهد الإنقاذ (صراع الزغاوة مع كل من القمر من جهة والتعايشة من جهة ثانية فى العام 1990 ، ومع المراريت 1991 ، والبنى حسين فى (كبكابية) ومع الميما والبرقد وللمرة الثانية مع البرقد وكل ذلك فى العام 1991 ، ثم الصراع بين الفور و الترجم 1991، وبين الزغاوة والعرب فى العام 1994 فى كتم ،وبين الزغاوة السودانية والزغاوة التشادية فى العام 1996،وبين الزغاوة والرزيقات فى العام 1997 فى (الضعين)، وبين العرب و المساليت فى العام 1997 فى (الجنينة) ثم الصراع بين العرب والمساليت 1998 م للمرة الثانية فى (الجينية) ، إلا أن قيادات أهلية تقول ل(الصحافة ) إن أسوأ ما فى هذه الصراعات تصنيفها من قبل قيادات الدولة والمجتمع إلى (عربية وغير عربية) ، فيما إستنكر (حمتى ) المشكلة التى حدثت فى جبل عامر فى محلية السريف بشدة وقال إنه (شئ مؤسف) أدى إلى سفك أرواح أناس ليست لهم علاقة بالقبيلتين طالت إبن السمانى ناظر الفلاتة وآخرين من المسيرية والنوبة وأفراداً كثر ينتمون لقبائل أخرى ومنهم فئة ثالثة من غير السودانيين .
عهد وميثاق
أفلحت جهود الأجاويد فى رأب الصدع بين (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) فى إثناء قيادات القبيلتين على توقيع وثيقة (عهد وميثاق ) لوقف العدائيات تمهيدا لعقد مؤتمر للصلح لمعالجة الخلافات ، ونصت الوثيقة على وقف العدائيات والقتال بصورة نهائية بين الطرفين فى الحال ، وعدم تبنى القبائل للجرائم المرتكبة بين الطرفين ، و الالتزام بالوثيقة وتنفيذها ونشرها على المجتمع ، كما نصت الوثيقة على ضرورة فتح الطرق والمسارات، على ان يتم فتح طريق السريف سرف عمرة اعتباراً من ذات اليوم الخميس فى حين إندلاع الأحداث ، وان يتم فتح الطرق الاخرى اعتباراً من الجمعة ، كما نصت الوثيقة على ضرورة وقف التصريحات الاعلامية المثيرة للخلافات بين الطرفين ، وتكوين آلية مشتركة بين الطرفين لتهيئة الاجواء المناسبة لانجاح المؤتمر القادم الذى حدد له الخامس عشر من شهر ابريل المقبل بمدينة الفاشر وافق عليه الطرفان ، كما نصت الوثيقة على ضرورة تكوين آلية مشتركة لحصر الخسائر فى الارواح والممتلكات ، وتحديد الجهات المتضررة من غير الطرفين جراء الاحداث الاخيرة التى شهدتها منطقة جبل عامر، فيما أصدرت حكومة شمال دارفورقرارا بوقف أعمال التنقيب وقفل المنجم تماما وافق عليه الطرفان فى حينه وأمنا على أهمية وقف عملية التنقيب الاهلي فى منجم جبل عامر الى حين التوصل الى رؤية ادارية جديدة وقد فرضت الدولة سلطتها هناك تماما ، واعتبر والى شمال دارفور الوثيقة بمثابة (مصفوفة عمل) من شأنها انجاح المؤتمر القادم، واعلن موافقة حكومته وإلتزامها بوقف عملية التنقيب الاهلى فى منجم جبل عامر الى حين الوصول الى رؤية جديدة تنظم العمل بالمنجم .
آلية مشتركة لمعالجة الأوضاع
والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر جدد من جانبه ثقته فى قيادات الرزيقات الأبالة والبنى حسين وقال إنها قادرة على تجاوز الأزمة وإزالة الإحتقان والمرارات وتفويت الفرصة على الذين ظلوا يعملون على إشاعة الفوضى وتفتيت النسيج الإجتماعى وإصابة التعايش السلمى لأهل دارفور فى مقتل ، وجدد الوالى فى ذات الوقت ثقته فى الآلية المشتركة لمعالجة الأوضاع الأمنية فى محلية السريف والمحليات المجاورة وتتكون الآلية حسب حديث رئيسها الفاتح عبد العزيز عبد النبى وزير التخطيط العمرانى بشمال دارفور نائب الوالى إنها تتكون من (150) شخص من كبار قيادات الولاية التنفيذية والتشريعية والسياسية ولجان أمن الولاية ومحليات (كتم ، الواحة ،كبكابية ،السريف ،سرف عمرة ) وقيادات ورموز المجتمع والأعيان والإدارات الأهلية لهذه المحليات المذكورة وقيادات أخرى ذات علاقة بالمنطقة فى ولاية وسط دارفور ،قال الوالى إن الآلية قادرة لإنجاح مؤتمر الفاشر المحدد له 15 أبريل المقبل ولتجاوز الأزمة بين طرفى النزاع نهائيا ووضع إطار عملي لحلحلة كافة القضايا الأهلية بالولاية خاصة ودارفور عامة ، فيما كشف ل(الصحافة) رئيس الآلية نائب الوالى أن الآلية عقدت أولى إجتماعاتها لمدة يومين بالفاشر بتشريف والى شمال دارفور خرجت بخطة لتنفيذ عمل الآلية تم بموجبها تشكيل آلية خاصة لمعالجة الأوضاع فى جبل عامر ودوائر أخرى لكل من (كتم ومعها الواحة ، كبكابية ، السريف ، سرف عمرة ، زالنجى ، الجنينة ) مهمتها التبشير بوثيقة العهد والميثاق التى وقعها الطرفان من قبل ومن ثم تكوين عدة آليات تنفيذية من بينها آلية للهداية والدعوة والتذكير ، ، إلا أن الفاتح أوضح أن الآلية مقصود بها تهدئة الأوضاع لحين إنعقاد مؤتمر الفاشر لحل النزاع بين طرفى النزاع (الرزيقات الأبالة والبنى حسين) وتهيئة الأجواء لمؤتمر الفاشر علاوة على لجنة تنفيذية بالفاشر مهمتها الإشراف والمتابعة والتوجيه والتنسيق وتوفير التمويل اللازم لعمل الآلية ، وأبان الفاتح أن إجتماع الآلية تأخر يومين بسبب سوء الأحوال الجوية التى حالت دون نقل أعضاء الآلية من محلياتهم المختلفة إلى حاضرة الولاية .
صلاحيات واسعة للجنة الفنية
وجدت اللجنة الفنية العدلية المختصة بمعالجة الأوضاع بمحلية السريف صلاحيات واسعة منحها لها والي شمال دارفور عثمان كبر بحكم صلاحياته وإختصاصاته منحها حق الاعتقال والتحفظ لكل من يسعى لإفشال مهمة الآلية المشتركة للتحضير لمؤتمر صلح أطراف صراع جبل عامر والمحدد له منتصف أبريل بالفاشر ،وأبان الوالي لدى ترؤسه الاجتماع الأول لآلية الصلح المشتركة إن مهامها متابعة ومعالجة أية مشكلة تحدث بين الأطراف ذات الصلة بالقضية حتى موعد انعقاد المؤتمر ودحض الشائعات وتبين الحقائق بالإضافة لمتابعة تنفيذ مقررات اتفاق وقف العدائيات أبرزها وقف التعدين في جبل عامر . من جانبها أكدت الأطراف ذات الصلة بالنزاع في جبل عامر حرصها التام على الوصول إلى حل عادل ينهي الصراع ويعيد الاستقرار للمنطقة ، وأضاف ممثل قبيلة بني حسين أحمد المهدي حامد أن القبيلة حتى الآن لم تجتمع لتعد نفسها للمشاركة في المؤتمر،مبينا أن قبيلته تعتزم عقد مؤتمر خاص بها بمحلية السريف لتحديد المفاوضين والنقاط التي ستشارك بها في مؤتمر الفاشر. من جانبه قال مستشار والي وسط دارفور عبدالله خميس إن المسألة غير عادية ولابد من إمهال الطرفين مزيداً من المساحة الزمنية لتذويب الشحن الزايد والكراهية والبغضاء بين أطراف النزاع لأجل تحقيق سلام مستدام ، ووصف رئيس المجلس الأعلى للسلم والمصالحات بغرب دارفور عبدالله حمدان غرب دارفور بأنها الأكثر تضرراً من الأحداث والتي انعكست سلباً على حياة المواطنين .
إجتماعات أخرى فى الطريق
فيما يتوقع مراقبون أن يتم تأخير مؤتمر الضعين لموعد لاحق تتفق عليه أطراف النزاع وترى قيادات أهلية ضرورة إعطاء مزيد من الفرصة لإزالة المررات والإحتقان ، فيما لا زالت الترتيبات بشأن المؤتمر تتقدم وتتأخر ويتوقع أن تفضى إجتماعات مقبلة لتسمية المؤتمر الذى تم الإتفاق عليه بين طرفى النزاع وإختيار شعار للمؤتمر وتحديد الأجاويد والمفاوضين والمسهلين والسكرتارية واللجنة الإدارية الخاصة بالمؤتمر وآلية عدلية للتحقق من الخسارات التى تخضب فيها الذهب بالدماء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.