للمعاناة اشكال والوان عند مواطنى مدينة سنجة، فبلغ الصبر منتهاه عند الاهالى بسبب مشكلات مياه الشرب المتكررة، ورغم ان المدينة التى يتغزل اهلها ومعجبوها فيها بأنها درة النيل، الا ان الماء فى هذه البقعة العزيزة من الوطن عزيز المنال، فقد حرص المواطنون وداوموا على انتظار المياه لساعات متأخرة من الليل وحتى صبيحة اليوم التالى فى انتظار وصول المياه وانسيابها الى حنفياتهم التى هى الاخرى اصاب جوفها رهق الخواء والصفير. وسنجة التى استبشرت خيراً بافتتاح المحطة النيلية سنجة الدالى الجفرات، والتى توفر سعة مياه تخزينية تبلغ «20» الف متر مكعب من المياه فى اليوم، منها «15» الف متر مكعب لسنجة، و «5» آلاف لقرى الدالى والقرى المجاورة، الاانها اليوم لم تقر عينا بدوام نعمة الماء، ولم تلمس فائدة حقيقية من هذه المحطة النيلية التى تم انشاؤها على مقربة من المدينة، والتى كلفت الحكومة الاتحادية والولائية مليارات الجنيهات، وصار البعض يتندر بالقول «مثل ابل الرحيل شايلة السقا وعطشانة». ويرجع انشاء شبكة مياه سنجة الى ستينيات القرن الماضى، والناظر الى الواقع اليوم يجد انها عمرت اكثر من «40» عاما، فتمزقت أربا أربا، وأصبحت مهترئة ومتهالكة، فعافها الزمن، واحاطت بها دودة الارض تأكل اطرافها، فجاءت الوعود من المسؤولين اشبه بدغدغة المشاعر بانشاء شبكة جديدة للمدينة تستوعب حاجيات الانسان من المياه وتوفر ماءً نقياً ومستداماً للمواطن، وتلبى التطلعات فى النمو السكانى المطرد للمدينة، فى الوقت الذى يكابد فيه المواطن المعاناة وهو يناجى نجوم السماء فى سبيل الحصول على جرعة ماء. وكشفت جولة «الصحافة» فى عدد من احياء المدينة شملت «القلعات، الدرجات، الحى الجنوبى، الحى الشمالى والشرقى وامتداد حى 14»، أن هنالك معاناة حقيقية يحسها الزائر لأول مرة ، بتكدس الاوانى المنزلية والبراميل التى يستخدمها عامة الناس فى تخزين المياه، هذ الى جانب ارتفاع ضجيج رافعات المياه للميسورين منهم، واكد عدد من المواطنين الذين التقتهم الصحيفة، انهم يقضون جل وقتهم فى انتظار الماء ولا يظفرون الا بالقليل منه، فى حين أعلن عدد منهم أن رافعات المياه تحرمهم من نيل حظهم من الماء، وان البعض يعود من العمل منهكاً لتبدأ رحلته مع الماء حتى الساعات الاولى من الصباح ليأتي متأخراً الى دوام عمله مرهقاً تعباً. وتقول منى الرشيد ل «الصحافة» وهى تقطن في امتداد حى «14» شمال معسكر الخدمة الوطنية، إن قطوعات المياه عندهم تمتد الى اكثر من شهر، ويقومون بشراء المياه مرة فى الاسبوع، وتشير الى وجود بئر بالحى إلا انها معطلة دوماً، كما ان جيرانهم فى حى القشلاق وحى «14» يتمتعون بخدمة المياه. وفى حى القلعة بمدينة سنجة قابلنا المواطن صديق آدم وقال إن هنالك قطوعات فى المياه بصورة شبه دائمة فى مربعات «112، 113،130»، وإن ثمن البرميل سعة «12» جالوناً بلغ ثمانية جنيهات، وهو لا يكفى لسد حاجتهم اليومية من المياه، وينتظرون الماء الى ما بعد الساعة الثانية عشرة مساء.
