وصلت الأوضاع الأمنية فى جنوب دارفور حسب مراقبين لحالة أكثر مأساوية للدرجة التى أصبحت فيها روح المواطن أرخص من الدجاجة والقتل أضحى فى رابعة النهار وعلى مرأى ومسمع من الحكومة، والمواطن فى وجود الأممالمتحدة وتحت رقابة المجتمع الدولى ،وأصبح ألا فرق بين النهب المسلح والمصلح، فالحركات المسلحة كثفت من عملياتها العسكرية ووصلت إلى حلقوم الولاية في وقت تخوفت فيه قيادات بارزة من سقوط ولاية جنوب دارفور بكاملها فى أيدى الحركات المسلحة ،فيما أصبحت ذات الحركات المسلحة تنشر بياناتها يمنة ويسرة فى مقابل المعلومات الشحيحة بل المعدومة التى تبثها الحكومة ، فى وقت تكاثر فيه قطاع الطرق وعصابات لا حصر لها. فى ظل هذه الظروف أعلنت رئاسة الجمهورية إقالة حماد إسماعيل حماد وتعيين اللواء (م) آدم محمود جار النبي وقد رفضت الهيئة البرلمانية لنواب دارفور إقالة حماد وطالبت بإعطائه المزيد من الفرصة ومزيدا من الدعم كما يقول ل(الصحافة) رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم بالبرلمان عبد المنعم أمبدى ،إلا أن جار النبى قد أدى أمس الأول اليمين الدستورية أمام الرئيس عمر البشير والياً لجنوب دارفور خلفا للوالى المقال حماد إسماعيل حماد في حضور رئيس القضاء محمد حمد أبوسن ووزير الرئاسة الفريق أول بكري حسن صالح . والي جنوب دارفور السابق حماد إسماعيل حماد حسب المركز السودانى للخدمات الصحفية أبدى رضاه التام عن قرار إعفائه وتعيين والٍ جديد للولاية، مؤكداً التزامه بالتعاون مع الوالي الجديد من أجل خدمة مواطني دارفور وتحقيق تطلعاتهم ،وقال حماد إن قرار رئيس الجمهورية بإعفائه وتعيين اللواء (م) آدم محمود جار النبي والياً لجنوب دارفور محل تقدير ورضا بقضاء الله وقدره، وأضاف حماد قائلاً (آمل أن أكون قد أديت الأمانة وكنت عند حسن ظن القيادة والمواطنين بالولاية)، مبيناً أن ما تم إنجازه خلال الفترة التي تولّى فيها مهامّ إدارة الولاية حظي بقدر معقول من القبول من الشارع العام، سواء كان على الصعيد الأمني أو السياسي أو الخدمي بحسب ما كان متاحاً من موارد الولاية . والى جنوب دارفور الجديد اللواء (م) آدم محمود جار النبي قال في حديثه ل (الصحافة) إنه تلقى توجيهات من الرئيس البشير ببذل الجهود لرتق النسيج الاجتماعي وتأمين حدود الولاية والعمل على تنفيذ العودة الطوعية للنازحين واللاجئين والاهتمام بأوضاع المواطنين المعيشية والعمل على تحسينها ، وتعهد الوالى بأنه سيبذل كل جهده لتنفيذ هذه الموجهات وخاصة في محورها الأمني، داعياً حاملي السلاح إلى الجلوس والحوار ونبذ العنف والتكاتف من أجل الوصول بالولاية إلى بر الأمان ، وشدد على أهمية التنسيق مع ولايات دارفور والسلطة الإقليمية لتحقيق تلك الأهداف. دعونا نتعرف على والى جنوب دارفور الجديد، المعلومات المتوفرة عنه بالشبكة العنكبوتية شحيحة جدا أو تكاد تكون معدومة ،أما مكتب تنسيق جنوب دارفور بالخرطوم ليس لدي أفراده ما يقولونه للإعلام ،ولذلك ظلت وسائل الإعلام فى بحث متواصل للتعرف أكثر على من هو والى جنوب دارفور الجديد ،يقول فى حديث ل(الصحافة) اللواء الركن (م) حسين حامد عضو البرلمان أنا والوالى الجديد (أولاد دفعة) درسنا البرام المتوسطة معا ، فاللواء الركن آدم محمود جار النبى من مواليد إدارية (السنطة) فى محلية برام درسنا معا المتوسطة فى برام (1969 - 1973) ثم الثانوية العليا فى نيالا الثانوية (1973 - 1977) حيث إمتحن جار النبى علمى تخصص رياضيات. ويقول زميله إنه كان من الطلاب المبرزين ودخل الكلية الحربية وتخرج منها عام 1982 من سلاح الإشارة وكان أول دفعته حيث نال جار النبى عددا من الدورات والدراسات داخليا وخارجيا إلى أن أصبح قائدا لكلية القيادة والأركان وأحيل للمعاش برتبة اللواء فى العام 2012 . ولكن هل يستطيع ابن قبيلة الهبانية كبح جماح الحركات المسلحة والسيطرة على القوات شبه الحكومية وفرض هيبة الدولة ؟ يقول رئيس الكتلة البرلمانية لنواب جنوب دارفور بالبرلمان فى حديثه ل(الصحافة) من أهم الأشياء أن يعمل الوالى لكل مكونات جنوب دارفور بمختلف إثنياتهم وتوجهاتهم وأن يطرح برنامجه لكل الناس ،إلا أن اللواء حسين عاد ليقول لا يقدح إنتماء الوالى الجديد لقبيلة الهبانية ،فالأمر عبارة عن توافق غير معلن وغير مكتوب بين مكونات جنوب دارفور إذ أن نائب الرئيس الدكتور الحاج آدم من البنى هلبة ولايقدح ذلك فى أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية كما أن وزير المالية على محمود من قبيلة التعايشة ولا يقدح ذلك أيضا فى أن يتقلد خزانة الدولة السودانية وهكذا جاء إختيار والى جنوب دارفور من قبيلة الهبانية ،فيما عاد رئيس الكتلة البرلمانية قائلا المطلوب من الوالى الجديد أن يعمل لكل الناس وبسط هيبة الدولة وأول مهمة فى طريقه توحيد الآراء المتباينة فى داخل حزب المؤتمر الوطنى بجنوب دارفور ،كما يؤكد اللواء حسين قائلا الحزب الحاكم فى دارفور أس المشكلة فقد أصبح موزعا لمجموعات (مصالح) وأجندات خاصة حال دارفور والتى تأثرت برمتها بسبب (المصالح الشخصية ) ويؤكد اللواء حسين أن كل مشاكل دافور وراءها السياسيون والمتمردون والمتفلتون من أبناء دارفور ،مشيرا إلى مايدور في مناطق لبدو ومهاجرية من عدوان حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي يأتي لإجهاض الإتفاق الذى وقعته مجموعة محمد بشير بالدوحة ، حيث تسللت قوات الحركة من المناطق الجنوبية في ولاية جنوب دارفور لتدخل منها إلى ناحية الشرق، ويقول حسين بأن الأنفس قد ضعفت وأصبحت تباع وتشترى بالمال ولذلك هى فى أمس الحاجة للوعى والإرشاد والدعوة لإصلاحها . أمبدى يطالب المركز بدعم الوالى الجديد ماديا وفنيا لفرض هيبة الدولة ويقول إن الدعم قضية جوهرية لتحريك كافة أجهزة الدولة لإستتباب الأمن وترقية الخدمات وإصلاح البنى التحتية والتنموية ، فيما يشير اللواء حسين إلى أن المطلوب من الوالى الجديد البطش بقوة الدولة ولذلك المطلوب من المركز الدعم ماديا وفنيا لفرض سيطرته على القوات الأمنية، ويؤكد حسين بأن الوالى الجديد قريب جدا من هذه القوات الأمنية . كتلة نواب جنوب دارفور أعلنت على لسان رئيسها أمبدى أنها على أهبة الإستعداد لتقديم كل ما يعين الوالى الجديد فى أداء مهمته حتى تسترد الولاية عافيتها ويعود الإستقرار والأمان لإنسانها ،فيما يقول مواطنون كثر نحن نعول على الوالى الجديد فى إستعادة الأمن وإسترداد العافية لجنوب دارفور.