أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزالاً بلغت قوته حوالي ثماني درجات هز إيران وقع في بلوشستان، جنوب شرق إيران، قرب الحدود مع باكستان صباح امس الثلاثاء، على 18 كيلومتراً. وشعر سكان كل من دبيوأبوظبي والكويت والدمام والدوحة ونيودلهي بهزات أرضية ارتدادية، وأفادت قناة «العربية» ، بأن الهزة أحسَّ بها سكان دول الخليج، ودفعت كثيرين إلى مغادرة منازلهم وأماكن عملهم. وقال مسؤول حكومي إيراني في تصريحات إعلامية إنه يتوقع وقوع آلاف الضحايا لهذا الزلزال المدمر، كما تحدثت باكستان عن وقوع 21 قتيلاً بأراضيها. تفاصيل ومعلومات أولية وتشير المعلومات الأولية إلى أن هناك هزتين أرضيتين ضربتا مدينتي خاش وسراوان الواقعتين على المنطقة الحدودية بين بلوشستان إيران وبلوشستان باكستان، وتقع هذه المنطقة في جنوب شرق إيران بالقرب من بحر عُمان، ما يفسر شعور السكان بالزلزال في منطقة الخليج خاصة في الإمارات وعُمان. وبحسب المعلومات الأولية من مصادر محلية، فإن الزلزال الذي ضرب منطقة تبعد بحوالي 83 كيلومتراً من مدينة خاش بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، والثاني الذي ضرب منطقة تقع على بعد 81 كيلومتراً من مدينة سراوان بلغ 7.6 على مقياس ريختر، وبعمق 18 كيلومتراً تحت الأرض، وبهذا فهما يعتبران الأشد في إيران منذ عشرين عاماً، حيث كان آخر زلزال ضرب منطقة قاين حينها بلغت شدته 7.5 على مقياس ريختر. وتفيد المعلومات الأولية بأن عدد الضحايا بلغ 40 قتيلاً بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى، وتساوى عدد كبير من القرى بالأرض، إلا أن اللافت في الأمر أن هذه المنطقة ليست من المناطق التي بها كثافة سكانية عالية، كما أن هناك مخاوف من أن يثور أكبر بركان في إيران وهو «تفتان»، وقد أعلنت مدن خاش وزاهدان وإيرانشهر وسراوان في إيران ورودبار في أفغانستان مناطق منكوبة. وذكر التلفزيون الرسمي الباكستاني أن حصيلة الزلزال الذي ضرب مناطق في باكستان ارتفعت إلى 21 قتيلاً على الأقل، وجرح 150 آخرين في منطقة ماشكيل، أكثر المناطق تضرراً جراء الزلزال في إقليم بلوشستان الباكستاني، إضافة إلى تدمير نحو 100 منزل. إخلاء برج خليفة ومركز دبي التجاري: وأشارت معلومات صحافية إلى أن سكان الإمارات شعروا بالهزة أرضية، وقد تمّ إخلاء مبنى «العربية» بسبب هذه الهزّة، وبقي فقط فريق العمل المنوط به تأمين النقل المباشر بسبب الهزة الأرضية، وأفادت المعلومات بأنّ سكان دبي أخلوا الأبراج السكنية للوقاية من هذه الهزّة. وذكر مراسلون في دبي انه تم إخلاء برج خليفة، أطول مباني العالم، ومركز دبي التجاري الموازي له، لدواعي السلامة، لبعض الوقت،وأكد قاطنو المبنى وقاطنو فندق «أرماني» الذي يضمّه البرج، أنهم لم يشعروا بالهزة، وقد يعود هذا الى أن المبنى الفخم تم بناؤه وفق أحدث معايير السلامة الهندسية. أما في أبوظبي فقد هرع السكان الى الشوارع متخوفين من حالات المباني القديمة، إلا انه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو حتى مادية تذكر. تأثير الزلزال على الأراضي السعودية: وتسبب الزلزال القوي الذي هزّ إيران في إرباك حركة العمل بالعاصمة الرياض والمنطقة الشرقية والإحساء، وتسبب في إخلاء المباني العالية وتوقف حركة العمل قبل ساعتين من نهايتها رسمياً. وتجاوز تأثير زلزال إيران الذي بلغت قوته 8 درجات بمقياس ريختر الى الإمارات العربية المتحدة والكويت وجنوب العراق وصولاً لعُمان وحتى جنوب الهند وباكستان. وذكر مغرِّدون عُمانيون في موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن معظم الشركات العُمانية صرفت موظفيها مبكراً بسبب الهزات الأرضية التي ضربت السلطنة عند الساعة الثانية ظهراً. وتعتبر هزات اليوم أشد قوة من تلك التي وقعت الأربعاء الماضي نتيجة زلزال ضرب إيران بقوة 6.5، فيما بلغت قوة زلزال اليوم ثماني درجات. وفي المنامة اخلت السلطات البحرينية المباني المرتفعة في بعض المناطق منها المنطقة الدبلوماسية ومنطقة عالي،كما وجَّهت دائرة خفر السواحل تنبيهاً إلى الصيادين بعدم الإبحار؛ خوفاً من هزات ارتدادية تتسبب في ارتفاع مستوى الموج بشكل لا تتحمله سفن الصيد الصغيرة. وشعر سكان البحرين في مختلف مناطقها بهزات ارتدادية طفيفة وهرعوا إلى الشوارع التي شهدت نوع من التخبط، إلا أن السلطات بقيت على أهبة الاستعداد لأي طارئ. ولا تزال أرقام الضحايا مجهولة وبعد أن أشارت وكالة «فرانس برس» الى أن الحصيلة الأولية للزلزال بلغت 40 قتيلاً، نقلت وسائل إعلام أخرى أن عدد القتلى وصل الى 87 قتيلاً. وأفادت «رويترز» أن مفاعل بوشهر النووي لم يتضرر جراء الزلزال.