سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلاميون بين الدعوة والسياسة
نشر في الصحافة يوم 03 - 05 - 2013

٭ حوار نادر أبو الفتوح ومجموعة من الاساتذة الإجلاء في صحيفة الأهرام المصرية يوم الجمعة 91/ابريل 3102 في البداية يقول الدكتور زكي عثمان الاستاذ بكلية الدعوة جامعة الازهر أنه بعد ثورة 52 يناير وقعت خلافات واختلافات كثيرة في مجال الدعوة، واذا كانت الاختلافات مقبولة، فإن الخلافات في مجال الدعوة مرفوضة ولا نقبلها بأى صورة من الصور، لأن الخلاف دائماً يؤدي الى التنازع والتقاطع والتشرذم والفوضى، هذه الأشياء تعتبر من اكبر المعوقات في مجال الدعوة وهذا ما تجلى بعد ثورة 52 يناير، فوجدنا في المساجد هرجاً ومرجاً وتعاركاً وشجاراً بين الدعاة وبين الجماهير، وذلك بعد أن أقحم الداعية نفسه في خط يشوبه السواد والظلام أو بالادق خط منحرف، لذلك فإنك لا تجد آذاناً واعية للدعاة بل إن الجماهير المصلين في الكثير من الأحيان يجبرونهم على النزول من على المنابر، وهذا يرجع إما الى تيارات تسعى لذلك أو تنفخ نار الفتنة وإما أن يكون الدعاة ليسوا على بصيرة في توجيه أمورهم والاستفادة من جوانب دعوتهم. ويلفت الدكتور زكي عثمان الى أنه قبل وبعد الثورة كانت بوادر الفتنة تخرج ما بين التحليل والتحريم والتكفير والتفسق وما بين أخوان وسلفيين وجهاديين وجماعات إسلامية ومتصوفة وازهريين، وأصبحنا في بؤر فساد كلامي ولم تعط الدعوة ثمارها، فالمساجد تحولت الى سياسة وأصبح الدعاة يدفعون الثمن غالياً ولم يجدوا مادة التأثير العاطفي لأن القلوب تشبعت بالسياسة والخلاف والتنازع والفشل، ولن أكون مبالغاً حينما أقول إن الدعوة فقدت كثيراً من العناصر الإيجابية التي من الممكن أن تحرك المجتمع وتصحح ما أصابه من خلل وفوضى مدمرة، واصبحت الدعوة بذلك لا تقدر على علاج النفوس والقلوب المريضة ولا الأحاسيس المتبلدة، بل صارت الدعوة في واد والدعاة في واد آخر يمتليء بالهموم والكروب، واذا تساءلنا: هل قدم الدعاة حلولاً لهذه المشكلات المتراكمة؟ كانت الاجابة: لا لأنهم يواجهون تيارات تحتاج الى سباح ماهر والمهارة تتمثل في فقه الواقع الذي غاب في الوقت الحالي. التناقض يفقد الثقة، من جانبه يرى الدكتور محمد المختار المهدي عضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، أن خطر ما تعرضت له الدعوة الإسلامية في الفترة الأخيرة هو المواقف السياسية المتناقضة، التي جعلت المواطن يفقد الثقة في بعض الدعاة، وقال للأسف بعض القيادات الدعوية فقدت مصداقيتها عندما عملت بالسياسة، وأشار الى أن المواقف المتضاربة أدت الى زعزعة الثقة والمصداقية لكن بقى الدعاة الحقيقيون البعيدون عن المطامع السياسية في المكانة اللائقة بهم، والمؤكد أن الأزمات والمحن تفرز الصادق من المنتفع، كما أن الشعب المصري لديه وعي شديد ويستطيع أن يميز بين من يتحدث بإخلاص وتجرد ومن يتحدث للشهرة، فاذا كان القرآن الكريم تحدث عن العالم وفضله فإنه يخص العالم العامل الذي أثر فيه العلم فظل طوال الليل قانتاً وساجداً لله رب العالمين، وهذا قول الله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) لكن كثيراً من الناس لا يلتفت في الآية لقوله تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ويظن البعض أن الحديث هنا عن العلم في حد ذاته رغم أن المقصود هنا العلم الذي أثر في صاحبه، فالعالم الذي ينذر نفسه للدعوة الى الله عز وجل وليس الى فئة أو حزب أو جماعة هو الذي تحتاج اليه الأمة اليوم، لكن الخلافات التي تحدث من فترة لأخرى تنبيء عن ان هناك فريقاً ممن كانوا يظن فيهم الخير يريدون الزعامة ولذلك نجد دائماً من يدعون أنهم على علم لا يوجد عند غيرهم فالأمة تحتاج حالياً الى الثوابت التي تجمع ولا تفرق، سياسيون ليسوا دعاة، لكن الدكتور عبد الفتاح ادريس استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر، له رأي مغاير، يؤكد عدم تأثر الدعوة بإشتغال أبناء الحركة الإسلامية بالسياسة، وارجع رأيه الى أن الذين اشتغلوا بالسياسة لم يكونوا في يوم من الايام دعاة إلا أن يكونوا اتخذوا الدعوة مطية للوصول الى بغيتهم من العمل في السياسة، ومن المتيقن أن الكثير من الدعاة الى الله تعالى يمارسون ما تمليه عليهم هذه الدعوة ويحتسبون الأجر عند الله وحده، طمعاً فيما أعده للدعاة وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الشريف (لئن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم) بل أن هناك كبار العلماء في مصر يقتطعون من وقتهم الذي هو أثمن من الماس ما يجيبون فيه على أسئلة الناس في أمور الدين والدنيا، ويصلحون فيه ما فسد بين الناس من علاقات يرأبون الصدع بين المتخاصمين، ويخففون آثار الخلاف بين المختلفين ويوجدون الحلول الإسلامية لكثير من المشكلات كل هذا وغيره ابتغاء وجه الله تعالى، لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا، وهذا نهج كثير من علماء الأزهر وغيرهم وقد نأى هؤلاء بأنفسهم عن الاشتغال بالعمل السياسي، ولم يطمح أحد منهم الى نيل درجة فيه، فاخلصوا النية والتوجه للدعوة الى الله تعالى وافنوا فيها جهدهم ووقتهم، فبارك الله لهم في وقتهم وعمرهم و علمهم وذريتهم فكانوا حق ورثة الأنبياء في الدعوة الى دين الله تعالى. والأمر نفسه أكده الشيخ صلاح نصار إمام الجامع الازهر السابق قائلاً: إن الإسلام لا يمثله شخص وأن أخطأ المسلمون لا يصح أن تلحق بالإسلام، وقال إننا نحتكم للإسلام كدين والدين لا يمكن أن يمثله شخص ولا يتمثل في شخص لأنه لو كان متمثلاً في شخص لكن خطأ هذا الشخص ينسب للإسلام والإسلام لا خطأ فيه، مشيراً الى أنه يؤكد دائماً على أن المرشحين باسم الإسلام في أي انتخابات لا يمثلون الإسلام، واذا حكمنا الإسلام فكلنا يرضى بحكه ونرفض أن يحكمنا باسم الإسلام. لا لتسييس الخطب، وطالب الدكتور يسري هاني استاذ الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر الأئمة والدعاة وخطباء المساجد بعدم التحيز لفئة أو جماعة داخل المسجد ولا يلبس الداعية ثوباً حزبياً وإنما اذا جلس على كرسي الدرس أو صعد المنبر يشرح الإسلام للناس جميعاً بطريقة لا تجعله يتوافق مع رأى جماعة أو فئة وهذه وصية للدعاة وخطباء المساجد بألا يجعلوا الدروس والخطب في المساجد سياسية، بل على الداعية أن يحرك القلوب ويغرس التقوى في نفوس الناس لأنه اذا استقامت القلوب استقامت الدنيا كلها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، وهذا ما كان عليه المسلمون طوال العصور الماضية. وأشار الى أن الدين الإسلامي شامل يسير الحياة في جميع نواحيها ونزل القرآن الكريم يبين ذلك في قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وكذلك قوله تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عمل دعوة وعمل سياسة، ولم يثبت عنه أنه فصل بينهما وقال هذا للمسجد وهذا للغير المسجد بل مزج بينهما مزجاً يستحيل الفصل بينهما إلا كما تفصل الروح عن الجسد، فكما كان صلى عليه وسلم صلى بالمسلمين ويخطب الجمعة كان يقضي بين الخصوم ويكتب العهود والمواثيق ويقابل الوفود ويبعث السفراء بكتبه الى الملوك، وبالتالي فالقول بأن العمل بالسياسة ضيع الدعوة قول يحتاج الى وقفة، فإن كان العمل بالسياسة سمى لإعادة شرع الله الحاكم والإسلام الذي يستفتي في كل شيء فذلك صلب الدعوة وعمل الداعية افك وافتراء.
على الجانب الآخر أكد عدد من علماء الدين أن ما يتردد عن تأثر الدعوة الإسلامية باشتغال أبناء الحركة الإسلامية بالسياسة حديث أفك وكذب وأشاروا الى أن الدين لا يمكن فصله عن السياسة. وقال الدكتور مراد استاذ الدعوة الإسلامية جامعة الازهر ان الإسلام دين ودولة وسياسة واقتصاد واجتماع وتربية وإعداد للرجال وبناء للبلاد، وإقامة حضارة وإحياء أمجاد ولا يكون هذا إلا اذا توافرت الخصائص العامة لهذا الدين ومنها الوسطية والواقعية والمثالية والعالمية والتنوع والتكامل، وهذا لأن الإسلام ما جاء لقوم دون قوم ولا لفئة دون فئة ولا لجيل دون جيل، بل هو للخلق أجمعين للعصور كافة زيادة على تمتعه بالتطور في شرائعه وثبات في عقيدته، والإسلام بهذه النظرية العالمية الشاملة كان سبب نجاح المسلمين في العصور الاولى من الإسلام، واقبل الناس عليه لما له من مزايا ليست في أديانهم ولا في أفكارهم ويضيف أن الغرب دائماً يتعجب من شمولية هذا الدين والعلم وواقع الحياة، كذلك من سمات الاسلام، لأنه لا يوجد تعارض بين الدين والعلم وواقع الحياة، كذلك فإن الغرب رأى التقدم الإسلامي الذي كان جلياً في الحضارة والثقافة على أرض الأندلس، بالاضافة الى أنهم لم يجدوا في الإسلام الدولة الدينية التي تحكم بسلطة الحق الإلهي وهذا ما لا يعرفه الإسلام ولا يرضى به، مشيراً الى ان الدين الإسلامي المحفوظ من العبث والزيادة والنقصان لا يعتريه التناقض مع العلم أو العقل، لأن العلم من الله والإسلام من الله، هما يجتمعان ولا يختلفان ويتعاونان ولا يتعارضان. ويشير الى أن البعض ينظر الى التقدم في الغرب ويظن ان النجاح والتقدم والحضارة والثقافة لا يكون إلا بأخذ منهج الغرب حلوه ومره وخيره وشره بغض النظر عن الفارق وظروف كل مجتمع، ولذلك نادوا بالعلمانية القائمة على فصل الدين عن الدولة وحبس الدين في دور العبادة وإبعاده عن الحياة سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، وطالبوا بأن يظل الدين داخل دور العبادة فقط ولذلك نجد أن كثيرا من الغرب لا دينيون، وهذا هو المفهوم الحقيقي للعلمانية وهو اللادينية. البشر ليسوا حكاماً على الدين، ورفض ما يذهب اليه البعض من جعل أخطاء بعض أبناء الحركة الإسلامية بإعتبارها أخطاء على الدين نفسه وجعلوا هذه الأخطاء عنواناً للإسلام حتى ينفروا الناس من النظام الإسلامي، بل أن بعضهم أعلنها صراحة تسقط الدولة الإسلامية، أصبح هناك هجوم على الإسلام نتيجة انتشار بعض الأخطاء التي تقع من بعض أبناء الحركات الإسلامية الدعوية وهى أخطاء تقع من بشر، وإن كنا ننكر على هؤلاء سواء كانوا من أبناء الجماعات الإسلامية أو الاتجاهات الدينية، فاننا في الوقت نفسه لا نحمل الإسلام هذه الأخطاء، ولا نرضى ابداً أن تلصق بالاسلام لأنه بريء من أفعال هؤلاء وهذه المشكلة عند بعض المتذهبين بالمذاهب الشرقية أو الغربية اليسارية أو اليمينية، لأنهم يحملون أخطاء بعض أبناء الحركة الإسلامية على الإسلام، والإسلام لا يقر لهم بذلك، وعليهم أن يعرفوا أن الإسلام من الله وما كان من الله خير كله وفيه صلاح البشرية في العاجل والآجل، ودعا الدكتور مصطفى مراد الى الرجوع والاستشهاد بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مروراً بالدولة الاموية والعباسية، فحتى نهاية عصر الدولة العثمانية في عام 4291 لم يحدث فصل للدين عن الدولة بل كان الدين متعلقاً بالسياسة والاقتصاد وسائر شؤون الحياة، وما تخلفنا بل كنا حتى هذه الفترة أفضل حالاً من غيرنا، فهل يجوز لنا أن نطيح بهذه القرون التي شهدت عزة وكرامة وتقدماً ورقياً متأثرين ببعض الأخطاء في بعض الجوانب وهل يصح أن نلقي بهذه القرون في البحر وننظر الى هذه الفترة القليلة التي تم فيها خداعنا وغشنا، فالغرب الذي يهرول اليه البعض راسب وفاشل في النواحي الاجتماعية وهناك كساد وإفلاس ولولا أموال المسلمين المخزنة في بنوك اوربا والتي هى في الأساس مسروقة من بلادنا، ولولا التحالف الامريكي الاوروبي لسقطت اوربا في ساعات، حتى في الجانب السياسي فالغرب فاشل لأنه لا يرضى بالديمقراطية إلا لأبناء دينه أما من خالفوه في الدين أو في الفكر فإنه يحاربه، فأين الديمقراطية، والحرية التي يزعمون وأين حقوق الانسان ولماذا يعتقل عشرات الآلاف من المسلمين في سجون اوربا وامريكا ولابد أن يعرف هؤلاء أن الدعوة مستقلة بنفسها لا تحسن الدخول في القلاقل لأنها قائمة على جمع الكلمة ووحدة الصف ونفع الغير أياً كان دينه أو لونه. رأى مؤيد واذا كان علماء الدين انقسموا بين مؤيد للتأثير السلبي لاشتغال التيارات الإسلامية بالعمل السياسي ومعارض لهذا الطرح فان القيادات الدعوية بالجماعات الإسلامية وفي القلب منها جماعة الأخوان المسلمين يرون عكس ذلك، وعبر عن تلك الرؤية الدكتور عبد الخالق الشريف مسؤول نشر الدعوة بجماعة الأخوان المسلمين إن السياسة جزء من الدعوة ولا يمكن للدعوة ان تؤدي نتائجها إلا اذا سلم الجانب السياسي، ويشير الى الجانب السياسي اذا لم يكن متوفراً فهو معوق للدعوة، فعلى سبيل المثال، النظام السابق كان يغلق المساجد بعد الصلاة مباشرة، وكان يمنع الناس من الإعتكاف، حتى الصلاة لا تمس الدولة كان ضيق على المصلين وكانت تصدر توجيهات لخطباء المساجد بما يقولون، فالسياسة اذا جاءت مخالفة ولا يحمل أصحابها التوجه الإسلامي فإنها تعيق الناس عن حقيقة الصلاة، فما بالنا بالأمور الأخرى كتحريم الربا والظلم والرشوة وغير ذلك بلا شك الفساد سيكون أكثر. ويؤكد أن الدعوة لم تتأثر ابداً وهذا أمر ظاهري، لأننا حينما نذهب للناس نقول انتخبوا فلاناً لأنه من التيار الإسلامي، فهذه دعوة، فلا يوجد سياسة ودين وهذه المقولة المغلوطة التي حفظها البعض من أوربا لا تصلح أن تطبق على الإسلام، واقول لمن يدعي أن الدعوة تأثرت بالسياسة ويطالبون بفصل الدين عن السياسة، كفى تقليداً للغرب وكفى بهتاناً، فالسياسة جزء من الدين، عندنا علم يدرس في الفقه اسمه السياسة الشرعية، فإسلامنا اقتصاد وعقيدة وأحكام أسرة وعبادات وأخلاق وهو دين شامل كامل لا يعرف التقسيمات، على العكس يرى الشيخ كرم زهدي القيادي السابق بالجماعة الإسلامية أن الدعوة الإسلامية تأثرت بالفعل بهجر الدعاة وانصرافهم عن أصول الدعوة السليمة ومباديء الشريعة الغراء الى منازعة المعتدين ومواجهة المارقين وفوق كل ذلك انخرط الدعاة في المعترك السياسي المليء بمباديء العلمانية والمادية والتي تصيب أصحابها بسوء الأخلاق وغلظة الحوار وفظاظة الجدال وأضاف قائلاً: نعم تأثرت الدعوة كثيراً نتيجة اشتغال أبناء الحركة الإسلامية بالسياسة وحين تركها أصحابها زاعمين أن مهمة الدعوة هى فرض الدين على الشعوب، وهى ليست كذلك لأن بيان الحق لا يكون إلا بحسن الخلق وسماحة الخلق ولأن الإيمان لا يدخل القلوب إلا بأمر الحق سبحانه وتعالى ودعوة الخير في روعة البيان لذا فإن الله قال مخاطباً الدعاة والعلماء (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، وكذلك قوله تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). والله من وراء القصد.
خارج النص:
٭ فيما يلي أيها السادة في سوداننا العزيز في إيجاز شديد الدكتور مصطفى اسماعيل وزير الخارجية الأسبق الذي أصدر العديد من الكتب في مجال العلاقات الدولية وغيرها يصرح بأن الإمام الصادق المهدي حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية أنه المؤهل لقيادة السودان نقول للدكتور هناك الكثيرون في المؤتمر الوطني يرغبون في أن يرشحوا أنفسهم وهناك أحزاب كرتونية عديدة يرغب رؤساؤها بأن يرشحوا أنفسهم للدخول في الانتخابات القادمة!!!! والساكت عن الحق شيطان أخرس. ومستشار قانوني في وزارة العدل السودانية يقول ان الحركة الشعبية قطاع الشمال غير قانوني هذا المستشار كان ضمن وفد السودان الذي كان ينوي أن يتفاوض مع الحركة الشعبية لقطاع الشمال!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.