إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دارفور ) ... آن الأوان لأن تضع الحرب أوزارها !! (2))
نشر في الصحافة يوم 29 - 05 - 2013


الفاشر: إبراهيم عربى:
صرخة داوية) جاءت بلسان الجميع (آن الأوان لأن تضع الحرب فى دارفور أوزارها) ، وقالوا أن الحرب فى دارفور وصلت لمرحلة أضرت بالسودان أرضا وشعبا وقد تذهب به الى الأبد ! ،جاءت الدعوة صادقة أطلقها والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر بلسان المسؤول (الواطئ على الجمر) ، قبل أن تنطلق ذات الدعوة بألسن متعددة وبكيفيات مختلفة أطلقتها مكونات دارفورالمجتمعية بمختلف إثنياتهم وبتعدد مشاربهم وتباين ألسنتهم ، رجالا ونساء ،كبارا وصغارا ، دعوات صادقة بلسان الأمهات أطلقتها أم بشاير محمود عضو المجلس الوطنى فيما إعتصرها الحزن والألم كسائر الأمهات بدارفور قائلة (أرض دارفور واسعة وبتشيلنا كلنا .. الدواس فى شنو ؟) .. (القاتل والمقتول ولدنا) من (الجيش ، القوات النظامية الأخرى ، حرس الحدود ، الدفاع الشعبى ، الجنجويد ، الحركات المسلحة) كلهم أولادنا .. (كفاية حرب .. كفاية اقتتال ) ، ولو مادايرين تخلوا الحرب يأهلنا (خلوها عشانا وعشان أطفالنا) .
كلهم مع السلام ووقف الحرب
أكدت قيادات الدولة على أعلى مستوياتها أنها مع خيار السلام من منطلق قوة ومنعة وعزة ، وأن الحرب ليست خيارا ، ومؤكدة فى ذات الوقت أن الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة من المرتكزات الأساسية للدولة السودانية ومن الثوابت الوطنية ، مقدمة الدعوة لجميع أهل السودان (تعالوا إلى كلمة سواء) ، في دارفور يقول رئيس السلطة الإقليمية فيها الدكتور التجانى سيسى ان مجتمع دارفور عانى كثيرا من الاستقطاب الاثني والقبلى مما ينذر بعواقب وخيمة مراهنا على رتق النسيج االاجتماعي في دارفور عبر انتهاج مدخل العدالة والحقيقة والمصالحة ، ووصف سيسى الحركات المسلحة الدارفورية بإنها من أبرز المهددات الامنية فى المنطقة خاصة والسودان عامة ، وقال إنها ظلت تعمل على ترويع المواطنين وتفتعل المواجهات على أسس اثنية وقبلية دامية ، ونهب مسلح واختطاف ومخدرات ، وقال إنها أدت جميعها إلى تدمير إنسان دارفور فى مقدراته الذاتية ومكتسابته التنموية والخدمية والتى طالت مشروعات العودة الطوعية نفسها ، المجتمع الدولى بذاته أدان خروقات الحركات المسلحة ،فقد إستنكرت بشدة مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانيىة والإعاثة السيدة فاليري أموس ، ما ظلت تقوم به الجبهة الثورية من إعتداء على المدنيين وتدمير مشروعات البنى التحتية والخدمية ،وقالت أن شعب السودان عانى بما فيه الكفاية مقدمة الدعوة للحكومة والحركات المسلحة الى وقف القتال وتسوية منازعاتهما بالوسائل السلمية و حماية المدنيين واحترام التزاماتهم بموجب القانون الانسانى الدولى ، واعربت عن املها في أن تستأنف المحادثات المباشرة بين حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال التى بدات فى ابريل الماضى تحت رعاية اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الافريقى، وفى ذات الإطار أكد وزير الخارجية السودانى الاستاذ على احمد كرتي ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية ابدت عبر وزير خارجيتها جون كيري التزامها الواضح بالضغط على الحركات المتمردة للجلوس الى مائدة التفاوض من اجل احلال السلام في السودان ،وقد أجمعوا على ذات الدعوة (أن الأوان قد آن للحرب فى دارفور أن تضع أوزارها) .
سلم سلاحك تحمى ديارك
قبيلة البرتى التى جنت عليها مجموعة الصبح أطل وأعوانها من مرضى السلطة وأصحاب الغرض الذاتى ، (قبيلة البرتى ) أول من نبهت لخطورة تسليح القبائل وإنتشار السلاح فى أيدى الناس ،وما أن تنادت الدولة فى العام 1993 لجمع السلاح تحت شعار (سلم سلاحك تحمى ديارك) وإلا تنادى البرتى لمؤتمر جامع فى مليط حضرته قيادات القبيلة من جميع ولايات السودان ،نظمت فيه نفسها ووضعت ثقتها فى الدولة وسلمت سلاحها ، وكان لا يتعدى الأسلحة الخفيفة لحماية ثروتها الحيوانية من (اللصوص وقطاع الطرق) ، ولكن هيهات تأتى الرساح بمالا تشتهى السفن! ، فانقلب الأمر عكس ذلك سيما بظهور الحركات المسلحة ، وانفلت زمام الأمن فى دارفور للحال الذى هى عليه الآن ولا يخف على ذو بصيرة ، فإن جاءت مجموعة الصبح أفل (النكرة) بكتابها الذى صدر فى منتصف مايو الجارى، تفترى فيه على قبيلة البرتى فنقول لها ولطلاب السلطة من أمثالها ولطلاب العلم والباحثين والدارسين أن (قبيلة البرتى) من كبرى قبائل السودان ولها مملكة وعلى رأسها ملكا متوجا من قبل أفراد القبيلة ولها مجلسا إستشاريا مكون من (59) شخصا من أكفأ الكوادر المتخصصة العلمية والثقافية والمجتمعية وله مكاتب متخصصة للتخطيط والتشريع بشأن القبيلة ، وهو الأقدر والأكفأ بالرد بإسم القبيلة، ولست هنا مخولا بالرد إنابة عنها ، ولكنه من باب العلم والمعرفة بمكنونات هذه القبيلة العريقة التى طعنتها مجموعة الصبح أطل ومن دار فى فلكهم من الخلف ، نحسب أن الوطن نفسه بريئ من أمثال هذه المجموعة المتآمرة ضده والتى نسجت لنفسها ومن خيالها بيتا واهيا أهون من بيت العنكبوت وقد خلقت لنفسها برجا وسيناريوهات لا يمكن أن تصلها إلا بالعلم وهى أبعد ماتكون منه ،إنها مجموعة من الجهلة وعبدة الطاغوت ، لن يكون لها بصيرة بأن تقدم مشروعا واحد يلتف حوله أهل دارفور ،وليس لدي هذه المجموعة التى أطلقت على نفسها (الصبح أطل) إلا دعوة الجاهلية المتمثلة فى الجهوية والعنصرية البغيضة المتشبعة بالأفكار الصيهونية التى طمست بصيرتها.
دعوها إنها نتنة
يقول الله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم (سورة الحجرات) ، يقول العلامة إبن كثير فى تفسيره اليات الكريمات (يحصل التعارف بينهم ، كل يرجع إلى قبيلته فى إطار التعارف للتزاوج والتصاهر)، دعونا أولا (ننبذ الفتنة) ومن ثم (التنادى القبلى) وقد حذرنا منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا (دعوها إنها نتنة) ،ويبين الله تعالى فى مواضع كثيرة للناس (إنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهما آدم و حواء وجعلهم شعوباً وهي أعم من القبائل، وبعدها مراتب أُخر، كالفصائل والعشائر وغيرها ، فجميع الناس في الشرف لتلك الطينية (آدم وحواء) عليهما السلام ، ولذلك فى إطار هذا التعارف (لتعارفوا ) ، ليس فخرا وليس من باب دعوة جاهلية ولكنه من باب التعارف .
أصول قبيلة البرتى
قبيلة البرتى كما جاء تعريفها حسبما ذهب إليه الدكتور عون الشريف قاسم أن (البر تى) إسم (نوبى) قديم يعنى (رعاة الماعز) ويطلق الآن على قبيلة البرتى بدارفور وهى كذلك فرع من (المناصير) قرب بربر ، وأشار المؤرخ محمد عمر التونسى فى كتابه (تشحيذ الأذهان فى سيرة بلاد العرب فى السودان) إلى أن أصل (البرتى) مختلط (عربى نوبى) ،إلا أن آخرين أرجعوا جذور البرتى إلى (نوبا النيل ) بشمالى السودان عندما كان السودان بأسره يسمى بلاد (النوبا) ،ونوبا هو الجد الحقيقى لأهل السودان كما ورد فى طقوس البرتى (نوبا) جد الجدود و(نامو) جدنا و(تقا) أبونا حسب الباحث فى تاريخ البرتى محمد البشرى أبكر ، وقد وصف المؤرخون أرض البرتى بأنها تمتد جنوب مصر وقد قامت فيها حضارات عظيمة مثل (كرمة ونبتة ومروى) وقد رحل (تقابو) وهو أب لقبيلة البرتى رحل إلى شمال دارفوربعد سقوط مملكة نبتة ،وسمى (جبال تقابو) المعروفة بإسمه وكان قد سلك وادى البرتى شمال غرب دنقلا الذى هو إمتدادا لوادى هور وكان لتقابو ثلاثة أولاد هم (دقر ،كوات ،أرفنا) وأربعة بنات هن (شلنقا ، باسنقا ، ديسا ، سيميا) تصاهرت مع المجموعات السكانية العربية والأفريقية المختلفة حتى أصبحت تتكون من (156) خشم بيت ولكل منهما جماعات متعددة منتشرو بكافة ولايات السودان المختلفة .
الهوية السوداناوية
ثبت قدم قبيلة البرتى فى إعتناق الأديان منذ أربع حقب زمنية ، ويعود تاريخ قبيلة البرتى للعام 350 ميلادية حيث إحتفظت القبيلة بتاريخها عقب سقوط مملكة مروى وتقسيمها إلى مشيخات مستقلة وهى (مشيخة البرتى وعاصمتها (قندتو) وتقع (جنوب شندى) ،مشيخة البرقو وعاصمتها (قرى) وتقع شمال بحرى ،مشيخة (سوبا) وعاصمتها (سوبا) ،مشيخة (أتاروى الفونج) وعاصمتها (سنار القديمة) مشيخة (قيروى) وعاصمتها (سوبا) النيل الأبيض ، ويعتبر (أرفنا) هو أول حاكم للبرتى ب(قندتو) ، ويقال أن البرتى إختلطوا بالجعليين لأكثر من قرنين من الزمان وكانت والدة (نافع) و(نفيع) أجداد النافعاب والنفيعاب من البرتى ،وكشف الباحث محمد البشرى أبكر فى كتابه (من تاريخ وتراث قبيلة البرتى ) سر الغموض الذى ظل يساور الجعليين أهل (قندتو) وقد كثرت تساؤلاتهم عن سكان قندتو الأصليين ، كما أشار إليهم جعفر حامد البشير فى كتابه (السودان فى القرية والمدينة) بأن هنالك أناس ضخام الأجسام وتبدو آثارهم أنهم كانوا مسلمين منهم والدة نافع ونفيع ولكنهم رحلوا الآن ولا يعرف عنهم شيئا ،وظل السؤال الدائر فى أذهانهم من هم وما معنى كلمة (قندتو)؟ كإسم غريب فى أوساط الجعليين ، ويقول محمد البشرى أن (قندتو) سقطت عن البرتى بعد سقوط الدولة الفاطمية فى مصر عام 1173 ميلادية وعودة النوبيين المقاتلين بمصر عندما إدعى (آدم قنقر) القائد النوبى العائد أن (قندتو) أرض أجداده وحارب (أرفنا) ونفاه إلى بارا ومات فيها ومن ثم رجع أولاده إلى (تقابو) ، إلا أن هنالك ما يؤكد (عروبة وزنجية ) البرتى معا حيث أفاد الباحث أن (إدريس التونسى) وهو عربى من قريش جاء من بلاد تونس تزوج بنت (تقابو) وأنجبا (نامدو) جد البرتى ولذا جاءت التركيبة الحالية للبرتى ،وقد انقرضت اللغة النوبية بالتمازج العربى عندما تداخلت وتصاهرت قبيلة البرتى مع عدة خشم بيوت من أصول عربية مثل (الجعليين ،جوامعة،جموعية،كنانة وغيرهم) ، وتقول قياداتها أن البرتى قبيلة تحمل الهوية (السوداناوية) وتحمل فى داخلها العفو والتسامح وجميعهم ينادون (آن الأوان للحرب فى دارفور أن تضع أوزارها) .
الإدارة الأهلية للبرتى
فالبرتى قبيلة تعتبر من أوسع القبائل إنتشارا فى السودان وليس فى دارفور أو شمالها فحسب وهى القبيلة الوحيدة التى لها أربع إدارات فى شمال دارفور هى (مملكة مليط ) شمال الفاشر وملكها هو أحمداى آدم تميم ويعتبر ملك البرتى الحالى (ياسر حسين أحمداى ) أحد أحفاده ،نظارة شرق دارفور فى (إم كدادة) وهى بمثابة المركز الثقافى للقبيلة وناظرها هو ضوالبيت عبد الدائم ويعتبر الناظر عليها الحالى الصادق عباس ضوالبيت أحد أحفاده ،(مملكة كورما) وتقع غرب الفاشر وملكها هو هارون آدم أحمد حتى حل الإدارة الأهلية إبان عهد مايو ،وشرتاوية (دار السميات) وتقع شرق الفاشر والشرتاى عليها هو محمد عبد الله أدومة ويعمل عليها حاليا أحمد سبيل ، كما تعتبر (الطويشة)المدينة التراثية وهى متزامنة تاريخيا مع مدينة الفاشر وقد أنشأها الملك (دردوق) فى القرن الثامن عشر و(اللعيت) المدينة التجارية ، كما لقبيلة البرتى ثمانية عموديات خارج نطاق إدارتها وهى عمودية (عمودية الدور فى دار زغاوة) ويعمل عليها العمدة محمدين محمد أحمد نور ، مهاجرية فى دار البرقد ، عمودية ربك فى النيل الأبيض ويعمل عليها العمدة محمد حسن حماد ، مندوب الملك بإدارية دار حمر بمنطقة أرمل يعمل عليها إبراهيم إسحق عبد النبى ، وكيل الملك بجنوب دارفور فى نيالا يعمل عليها محمد عاجب الدخيرى ، عمودية (سنار وسنجة) فى سنار ، نظارة خط بالقضارف فى القضارف ، ثم عمودية (بورتسودان) فى البحر الأحمر ويعمل عليها على حسان ابكر هارون .
قيادات فى المهدية
للبرتى دورا بارزا فى المهدية وهم حملة (الراية الزرقاء) ولهم (تسعة) أمراء منهم (قمر الدين عبد الجبار أمين بيت المال ، أبوعبدالله جودو فات ، حسن أبو كدوك ،أحمد عبد الله أبو جديرى ،على عبد الرسول ،عبد الله ود نور الدين ،عبد الرسول بشارة ،جدو عبد الرسول ،إبراهيم ود أحمد ، وعمارة ود بشارة ، كما كان البرتى يشكلون معظم قضاة السلطان (على دينار) منهم (القادنقا بأم كدادة) ومنهم (عبد الوهاب ) والد الدكتور/ حسن عبد الوهاب ، ومن أشهر مناطقهم بالعاصمة حى أبوكدوك، بأم درمان ، ديم برتى بالخرطوم ، إشتهر البرتى بالحكمة وضرب الأمثال ومن أهم صفاتهم (التواضع ،حسن الإجتماع ، المقدرة فى حل المعضلات وتسوية الخلافات ) ولازالت قبيلة البرتى تعتبر محل توافق وإتفاق وإجماع من قبل مكونات السودان وليس دارفور لوحدها ، ويعتمد البرتى فى كسبهم على الزراعة بشقيها النباتى والحيوانى لإعتقادهم بأن مال (الجراية ) وهى آلة الحشاشة من صميم الكسب الحلال وما يشير إلى أصل إمتلاك البرتى للثروة الحيوانية (الأوسام) الظاهرة على ثرواتهم سيما الإبل والضأن .
التعليم عند البرتى
التعليم وسط قبيلة البرتى محل فخر وإعتزاز وللبرتى قدم السبق وإسهام واسع فى التعليم بدارفور وولايات السودان المختلفة كما يشتهر أبناء البرتى ب(القومية) وهم أبناء السودان قيادات ومقامات رفيعة لا يسعنا المجال هنا لذكرهم جميعا ولكننا نخص بالذكر بعض منهم من حملة درجتى الأستاذية والدكتوراة (البروفسور/ محمود موسى محمود عبد الجبار ، بروفسور/ بشير محمد آدم ، بروفسور/ إبراهيم آدم إبراهيم ،بروفسور/ آدم إسحاق آدم والبروفسور/آدم أبكر محمود ، البرفسور المرحوم أحمد الطيب زين العابدين ، والبرفسور إبراهيم آدم إسحق ، والبرفسور الفاضل على آدم ، والبرفسور على أحمد حسابو ، البرفسور سامى محمد شريف ، وآخرين ) والكتور/ محمد الأمين خليفة عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ ورئيس المجلس الوطنى الإنتقالى ، المرحوم د/عبد النبى على أحمد حاكم دارفور الأسبق والأستاذ /بجامعة الخرطوم – الأمين العام السابق لحزب الأمة ، د/حسن عبد الوهاب مدير الصيدلة ، د/ محمد آدم عبد المنعم مدير السكة الحديد الأسبق ،الدكتور محمد خالد أحمد محمد خالد عميد كلية العلوم بجامعة السودان ، د/ محمد محجوب هارون مدير مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم، الدكتور محمد آدم أبكر بالخرطوم ، د/ إبراهيم محمد سليمان وزير المالية الأسبق بشمال دارفور ، الدكتور عبد المحمود إبراهيم أبو أمين عام هيئة شؤون الأنصار ، الدكتور أحمد عبد الله إبراهيم ، والدكتور آدم أبو القاسم بجامعة الجزيرة ، الدكتور آدم أحمد سليمان بجامعة الفاشر ،والدكتور عبد الله عثمان التوم بجامعات بريطانيا ، والدكتور حمادى أحمد سليمان بالخرطوم ، الدكتور محمد نور أبكر بالفاشر ، الدكتور الطيب عبد اللطيف محمد يوسف بالسعودية ،الدكتور سليمان على أدم بنجيريا ، الدكتور عبد الرحمن محمد طاهر بنيالا ،الدكتور صديق عبد العزيز بزالنجى ،الدكتور صالح أحمداى بالفاشر ، د/أحمد إبراهيم يوسف وزير الصحة بشمال دارفور وآخرين كثر ) ، ومن المهندسين والكفاءات العلمية الأخرى حدث كما شئت .
قيادات دستورية وعسكرية
ومن الدستوريين عثمان محمد يوسف كبر والى شمال دارفور م/ ألفا هاشم على مهدى وزير الزراعة الأسبق بالنيل الأبيض ، الشيخ/ التجانى سراج حاج أحمد عضو المجلس الوطنى السابق ،وآخرين من الرجال والنساء بالمركز والولايات ، كما برز من أبنائهم فى القيادة العسكرية بالجيش السودانى (الفريق /توفيق صالح حسن أبو كدوك ، الفريق أول /إبراهيم سليمان حسن ،الفريق/ زكريا آدم أحمد ، واللواء أمين السيد أبوشوك ، واللواء إسماعيل الحاج يوسف ، واللواء شوقى عبد الحميد ،اللواء شرطة محمد آدم دومة مدير الجمارك الأسبق ، واللواء شرطة محمدين محمد أحمد ، واللواء شرطة كمال السيد أبوشوك ، وليس ذلك فحسب فقد تفوق إبنها محمد كمال هدى الطالب بجامعة النيلين كلية العلوم والتقانة قسم الفيزياء والفيزياء التطبيقية ، فاز بالمركز الاول ضمن مسابقة الملتقي الطلابي الإبداعي العربى بالعاصمة السعودية الرياض والذى نظمته لذات العام جامعة محمد بن سعود بالرياض ،ويعتبر هدى زخرا للسودان ويبشر بمستقبل واعد ومتوارث عبر هذه القبيلة التى أنجبت الكثير من العلماء ، إلا أن جميعهم دعاة سلام .
الدولة أسست للقبلية
الأوضاع فى دارفور كما وصفها الأستاذ الجامعى والداعية عيسى داؤود وصلت ل(مرحلة حرجة) انفلت فيها عقد الترابط الإجتماعى والتصاهر والتعايش السلمى الذى كان سائدا بين الناس ،ويقول بإن الصدامات أصبحت فى كل مكان ، وعزا الداعية مآلات الأوضاع لإختلال فى مفاهيم وأهداف التصاهر وقال إنها أصبحت تجارة بين بنى البشر ،متهما الجيل الحديث بالإنحراف عن جادة الطريق الذى أسس بنيانه الأوائل من أهل دارفور ،وقال إنها كانت مبنية على الإحترام المتبادل لتحقيق تلك المبادئ السامية لعملية التزاوج والتصاهر، وأعاب الداعية على الدولة السودانية إنقيادها لتعلية الشأن القبلى ،ويرى الداعية أن المخرج الرجوع لكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله علية وسلم تطبيقا صحيحا فى المعاملات وكافة مناحى الحياة ، إلا أن الداعية والأستاذ الجامعى عيسى داؤود عاد مؤكدا (أن الأوان قد آن لأن تضع الحرب فى دارفور أوزرارها) .
كفاءة وأهلية وقومية
لا شك أن مجموعة (الصبح أطل) تعلم جيدا أن قبيلة البرتى من أكثر القبائل التى أصابها الضرر فى شمال دارفور لا لشئ إلا لأنها (قبيلة الوالى) فى وقت أمسك فيه الوالى كبر ب(عصا القومية) ، إلا أن الحقيقة التى قد لا تعلمها مجموعة (الصبح أطل ) ذاتها وأمثالهم من دعاة العنصرية ، أن قبيلة البرتى تحمل فى داخلها كافة الآيديلوجيات السياسية وليست للقبيلة حزب بعينه تنتمى إليه ، فذاك شأن الأفراد وهم أحرار في توجهاتهم السياسية وكثير منهم غير (متأدلج) ، والحقيقة الثانية أن جميع أبناء البرتى من القيادات بطبعهم قوميون ويتحسسون بشدة من تعلية الشأن القبلى ، ولم يأت أى منهم على حساب قبيلته ،ولم يحصل أن تمت تزكية أى من قيادات القبيلة لأى عمل دستورى أو تنفيذى أو سياسى ممثلا للبرتى ،بل كل القيادات التى تبوأت مناصب قيادية أو درجات عليا أو حتى الوظائف التنفيذية جاءت وفق كفاءتها وأهليتها ومقدرتها بما فيهم واليى شمال دارفور (الفريق إبراهيم سليمان والأستاذ عثمان كبر) ) ، والحقيقة الثالثة ليس خافيا على الجميع بأن ثلاثة من أبناء البرتى ترشحوا ضد كبر فى الإنتخابات الأخيرة !، الحقيقة الرابعة فما بال مجموعة الصبح أطل والذين هم فى فلكهم بقبيلة بها قيادات مسلحة علميا وأخلاقيا مثل البرتى ويمثلون مابين (60 – 65%) من سكان شمال دارفور أى أكثر من (1,2) مليون نسمة من جملة سكان شمال دارفور (2) مليون نسمة ، وليس ذلك فحسب بل يبلغ تعدادهم بالسودان مابين (3 – 4) مليون نسمة وهم منتشرون بجميع ولايات السودان المختلفة ويعرفونهم بصفاتهم وأخلاقهم الإنسانية وقبولهم بين الناس ، لا شك ولا غرو أن قبيلة البرتى بهذه الكفاءات العلمية والأهلية علاوة على التعداد السكانى حق لها أن تحكم ديمقراطيا ليست شمال دارفور فحسب بل السودان بأكمله ،لتنطلق الدعوات وتتسع منادية (آن الأوان للحرب أن تضع أوزارها فى السودان).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.