الخرطوم : تهاني عثمان : علي صفحات من الورق المصقول يحتفظ العديد بتلك اللقطات التي اوقف فيها الزمن ليؤرخ لتلك اللحظات في اطار صور يجمعها ويتقن حفظها داخل البوم يقلب صفحاته كلما هيجته الذكري او استماحه احد الاعزاء مراجعة هذا الصور برفقته في لحظات من الصفو الخاص، ولكن مع تكنلوجيا التصوير اخذت الاستوديوهات تتراجع عن دورها في تسجيل تلك اللحظات التي كانت حكرا عليها وحتي مطلع تسعينيات القرن الماضي كانت الصورة تحتفظ ببريقها الخاص الي ان لمع فلاش كاميرات الديجيتال والهواتف النقالة ودخلت الاسطوانات بديلا للالبوم البلاستيكي الذي صمم بعناية لحفظ الصورة بعيدا عن التلف قريبا من ذكري الاسترجاع . وفي تقليب ( الصحافة ) لالبومات الصور مع العديد من الاشخاص وجدنا ان آخر الصور المضافة الي الالبوم لا يقل عمرها عن الاربع الي خمس سنوات مع احتفاظ الكثيرين بذكريات صور قديمة. يقول ناجي حسين علاقتي بالصور قديمة بدأت ان منذ وجدت والدي يحتفظ لي بالبوم صور يحوي قرابة الثمانين صورة لمراحل مختلفة من حياتي ، وبعدها واصلت في اضافة الصور الي الالبوم ، ولكن حديثا لم اعد اهتم بإضافة صورة جديدة وآخر صورة كانت قبل حوالي ست سنوات ، بعد ان احضرت جهاز كمبيوتر خاص بالمنزل واحتفظ فيه بالبوم الكتروني للصور وانسخها في فلاشات حتي اضمن عدم ضياعها . وتقول شادية مصطفي احتفظ بثلاثة البومات كانت تحوي قرابة الخمسمائة صورة ، احتفظ فيها بصور الاهل والاخوان ومناسبات الزواج ، وكنت امتلك كاميرا واشتري افلاما خاصة للمناسبات والرحلات ، ولكن بعض هذه الصور ضاع وآخر تعرض للتلف ، فقد كنت مهووسة بتسجيل اللحظات التاريخية وكل من يزورنا في البيت يأتي يبحث عن صورة او صور لاحد من العائلة يجد عندي نسخة منها ، والصورة عندي تمثل اكثر من كونها لحظات تاريخية ، فأنا ارتب الصور وفق فصول حياتي ولي مجموعة صور للمرحلة المتوسطة واخري للثانوية ، وكل فترة اسعي الي تجديد الصور في البوم حديث واعيد ترتيبها من جديد. وتضيف شادية لي البوم خاص للصور الخاصة لا ادع احد يطلع عليه بتاتا . لحظات الصفو فقط هلي التي يجلس فيها نور الدين الخير مع ذكرياته داخل البوم الصور ، ولكن اخيرا قللت من اهمية اضافة صور حديثة ولكني لا زلت احتفظ برونق ذكريات الصور القديمة وعبقها الخاص . ولما كانت فكرة جمع الصور في البوم فكرة توثيقية من ناحية العرض يجد الكثيرون متعه خاصة تجرفهم الي سيل الماضي مع هذه الصور بحيث يصر منتصر جاد الله علي التوثيق والاحتفاظ بهذه الصور في ركن خاص ويقول ان الاجهزة لا تعطي الاحساس الملموس للصورة ولتنفسها فالصور داخل الهواتف والفلاشات لا تعني تمثيل اللحظة بجمالها اذا ما كانت علي الورق ، وان كانت قد تراجعت صور الذكريات وتبقت صور الزواج والتخرج في الجامعة او رياض الاطفال وتحرص بعض النساء علي تصوير ابنائهن في عامهم الاول ، وما عدا ذلك اصبح من النادر جدا ، ويري الكثيرون ان الكرت عرضة للتلف ، لذا ظهرت صور الاقراص التي تحتفظ بذات جودتها ويسهل نسخها في عدة صور ، عكس الصور الورقية التي يتلاشي بريقها عند النسخ والتكبير الي احجام اكبر . ويقول احمد هاشم حتى دخولي مرحلة الثانوي لم اجد صورة واحدة تؤرخ لي الا صورة عائلية ، ولا اهتم بأمر الصور الورقية كثيرا ولكن احتفظ بصوري علي الاسطوانات ، وان كنت غالبا ما افقدها .