الخرطوم : ولاء جعفر : لم تكن الاخبار التى تداولتها الاجهزة الاعلامية اخيرا بأن 70% من اجهزة غسيل الكلى المستخدمة في مراكز الغسيل فقدت صلاحيتها لعامل الزمن واستمرارها في الخدمة دون توقف او اجراء صيانات دورية ، فمع شروق كل شمس يعلن فيه عن بداية تفاصيل يوم جديد تكون قد سجلت فيه معامل التحاليل بالبلاد ارقاما جديدة لتتواصل شكاوى مرضى القصور الكلوى من استمرار اعطال ماكينات الغسيل بعدد من المراكز التى قوامها 25 مركزا وارتفاع اسعار الادوية مع صعوبة الحصول عليها، مشيرين الى ان تأخر وضعف ميزانيات التسيير المقررة للمراكز والمستشفيات اثر سلبا على توفر المعينات الامر الذي قاد لشراء حتى الشاش من قبل المرضى في بعض المراكز منتقدين عدم شمول كثير من الادوية ضمن مظلة التأمين الصحي في ظل تصاعد قائمة المرضى الذين يفوق عددهم «4» آلاف مريض بولاية الخرطوم وحدها، بينما سجلت بقية الولايات أكثر من «3» آلاف مريض، ويبقى في قائمة الانتظار نحو300 مريض وفقا للمركز القومي لعلاج وجراحة الكلى بما يقود الى الوفاة لتتوقف ماكينات غسيل الكلى الواحدة تلو الاخرى اخرها توقف (4) ماكينات بمركز غسيل الصافية ببحري .. فمعظم المصادر التي زودتنا بالبيانات والمعلومات فضلت حجب اسمها.. وكأن الحديث عن امراض الكلى امر ممنوع. داخل احد مراكز غسيل الكلي الحكومية كان لنا حديث مطول مع احد المصادر الطبية المسؤولة ، كشف عن جملة من المعلومات وفضل حجب اسمة حين قال ( للصحافة ) ان 99%من مرضي الكلي يموتون بسبب ( الانيمياء) فقر الدم الحادة حيث يكونون قد اعتمدوا علي عمليات نقل الدم ولان حقنة الابريكس التي اصبحت غالية الثمن وهي حقنة تحافظ على نسبة الهيموقلوبين تمنح للمريض تحت الجلد بعد اعمال الغسيل لذا يحتاجها جسم اي مريض فشل كلوي بالاضافه الي حقنة الحديد والكالسيوم وهذه الادوية تؤخذ بعدد مرات الغسيل. واوضح مصدر طبي رفض ذكر اسمه بأن غالبية مراكز الكلى بالسودان ما زالت عبارة عن وحدات صغيرة تعاني جميعها من مشاكل في القدرة الاستيعابية للمرضى، بالإضافة إلى تهالك وقدم الماكينات المستخدمة في الغسيل نفسه، إذ ان جميع ماكينات الغسيل بالسودان تعتبر منتهية الصلاحية وتجاوز تاريخ صلاحيتها ساعات الاستخدام بمراحل، مشيراً إلى أن مهندسي الصيانة ما زالوا يبذلون أقصى جهدهم من أجل ضمان استمرارية الماكينات في إجراء الغسيل للمرضى، ولفت إلى أن ضعف ميزانية التسيير يشكل أبرز العقبات التي تعاني منها مراكز الغسيل بالسودان، لأن المركز يعمل بنظام ال(24) ساعة، إلا أن ميزانيات التسيير التي تخصصها وزارة المالية عبر المركز القومي لجراحة الكلى والتي يفترض تغطيتها منصرفات المركز من المرتبات وصيانة الأجهزة وفاتورة الكهرباء والوجبة التي يحتاجها المريض، بالإضافة إلى النقل والعمال وغيرها من منصرفات أخرى ظلت ثابتة ما يقارب الثلاثة أعوام، بل وتقلصت بفضل سياسة التقشف الجديدة من (120) إلى حوالي (83) مليون وكثيراً ما تتراكم لأشهر متتالية . وبرر احد الاطباء الذي فضل حجب اسمه ان السبب في زيادة الضغط علي ولاية الخرطوم من قبل الولايات يرجع الي ان الولايات تعمل علي احالة جميع حالات الفشل الكلوي للخرطوم حتي يتم تجهيز المريض واخضاعه الي الغسيل الاولي وتركيب القسطرة الدايمة او الفستلة التي تتم بها عمليات الغسيل ، ولكن مع ذلك ترفض الولايات استقبال المرضي بحجة ضعف ميزانية التسيير وقلة الماكينات واعطالها المتكررة. وكشف مصدر طبي للصحافة ان ميزانيات التسيير الشهرية تنساب بشكل بطئ وهناك تذمر وسط العاملين في مراكز الكلى، وقال ان الاوضاع بالمراكز غير جيدة وتمضي نحو الاسوأ ماضيا الى ان ان مرضى الكلى ينتمون الى عائلات محدودة الدخل ويجدون صعوبة في الحصول على الادوية والمعينات الطبية . وفي ظل هذه الظروف التي يتحرك فيها تسونامي آلام المرضي في اجسادهم ، اعلنت الاخبار في بداية هذا الاسبوع ما تعانية مراكز غسيل الكلى في الخرطوم والابيض من مشاكل متعلقة بتوقف التمويل وتزايد اعداد المرضي وتراجع كفاءة الماكينات والمعدات ونقص الكوادر وخلافها من التعقيدات ، وعلى الرغم من وفرة مراكز غسيل الكلى التي تجاوز عددها الاربعة واربعين مركزا الا ان العمل يكاد يكون متوقفا . وفي ولاية الخرطوم لم يكن الوضع بالافضل كما يعتقد الكثيرون وان كانت الافضلية للعاصمة تتمثل في وجود خيارات اخري وفق المستوي المادي الا انه لا يستطيع اي مريض بلوغها حيث يعانون من توقف المراكز بسبب انعدام المستهلكات الطبية، بعد عدم ايفاء وزارة المالية بأموال التسيير للمركز القومي لامراض وجراحة الكلي، مما اضطر عددا من المراكز الى تحويل المرضي (الحالات الطارئة) لاقسام الطوارئ فى المستشفيات لعلاجها، وشكا عدد من مرضي الكلي من فشل الجهات المختصة في توفير المعينات اللازمة. ولم تتوقف المشكلة علي الخرطوم ومع تمدد المرض وضعف التسيير لنطال كلا من عطبرة والابيض حيث ناشد مرضي الفشل الكلوي بمستشفي الأبيض التعليمي بولاية شمال كردفان رئيس الجمهورية بضرورة التدخل العاجل لإحتواء الأزمة الناتجة من نقص الماكنات وكل الملحقات المتعلقة بعملية الغسيل لمرضي الفشل الكلوي