تقرير: صديق رمضان: في وقت يتجه فيه المواطنون بالولاية الشمالية الي مراكز التسجيل البالغة (390) مركزا ،لاضافة اسمائهم للسجل الانتخابي تمهيدا للمشاركة في العملية الديمقراطية التي ستجري في اكتوبر القادم لانتخاب وال للولاية ،تتوقع قوي سياسية معارضة ومراقبون، ان يرسل سكان الشمالية رسالة اخري للمؤتمر الوطني ،لاتختلف عن تلك التي بعث بها الناخبون في القضارف حينما عزفوا عن المشاركة في انتخابات مارس الماضي . تأتي انتخابات اكتوبر القادم والولاية الشمالية تمر بظروف تختلف بحسب مراقبين عن تلك التي كانت عليها في عام 2010 ،معتبرين ان حالة الغلاء الطاحن التي تجتاح الولاية ،وعدم احراز اختراق حقيقي لملف كهربة المشاريع الزراعية ،بجانب عدم ايفاء الحزب الحاكم ببرنامجه الانتخابي الذي طرحه في تلك الانتخابات ،مستجدات طرأت علي واقع الحياة بالولاية، وانه من شأنها التأثير سلبا علي اقبال المواطنين وتوجههم صوب مراكز الاقتراع للاداء بأصواتهم. ويبدوان المحلل السياسي شريف برسي من انصار هذا التيار حيث يشير في حديث ل(الصحافة) الي ان هناك تململا وسط قطاع واسع بالولاية من الاوضاع المعيشية التي يرزحون تحت وطأتها ،معتبرا انه بخلاف عدم تحقيق نجاحات تذكر منذ الانتخابات الماضية علي صعيد التنمية وليس البني التحتية ،فإن المؤتمر الوطني يعتبر من اسباب العزوف المتوقع عن المشاركة الانتخابية ليس بوصفه الحزب الحاكم ،ولكن والحديث لشريف لعدم تواصله خلال السنوات الماضية مع قواعده في محليات الولاية بالشكل المطلوب ،ويقول بأن هناك انطباعا وسط سكان الولاية مفاده ان الحزب الحاكم لايتواصل معهم الا عند اقتراب انتخابات او زيارة مسؤول كبير من المركز للولاية. فيما تتوقع قوي سياسة ان يسجل المواطنون عزوفا عن المشاركة في انتخابات اكتوبر وذلك من واقع مقاطعة عدد منها للعملية الديمقراطية ،عطفا علي عدم وجود تنافس حقيقي يسهم في تحفيز الناخبين على الذهاب للادلاء بأصواتهم،معتبرين حالة الاحباط العامة التي تعتري المواطنين جراء التردي الذي تشهده الزراعة في الولاية ،ستكون من الاسباب المباشرة لعزوف المواطنين. وقريبا من ذلك يذهب الامين العام للمؤتمر الشعبي بالولاية عبدالمجيد حسن عبد المجيد الذي اكد مقاطعة حزبه للانتخابات ،مرجعا مقابلتهم الاخيرة لرئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية الي تقديرهم لشخصه ولاخباره بعدم مشاركتهم ،ويشير عبدالمجيد في حديث ل(الصحافة) الي ان سيناريو القضارف هو المتوقع حدوثه في انتخابات اكتوبر ،متوقعا الا يكون هناك اقبال من المواطنين ،وذلك لأن الاسباب التي حالت دون مشاركة المواطنين في القضارف هي ذاتها الموجودة بالشمالية. الا انه وبعيدا عن التوقعات ،وقريبا من الحقائق علي الارض ،فقد شهدت مراكز التسجيل الثابتة والمتحركة اقبالا من المواطنين لتسجيل اسمائهم توطئة للمشاركة في انتخابات اكتوبر ،حيث بلغ التسجيل الذي بدأت اجراءاته منتصف هذا الشهر في اليومين الاولين مايربو علي السبعمائة مواطن ،ونشطت الاحزاب في حث قواعدها علي التسجيل ،وكان الاتحادي الاصل قد دشن حملة بهذا الخصوص بمنطقة القرير. وتستهدف اللجنة العليا للانتخابات بالولاية الوصول الي رقم 349 الف مواطن من تعداد الولاية البالغ 700 الف من الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات ،وكانت العملية الديمقراطية التي جرت في عام 2010 شهدت تسجيل 269 الف مواطن لاسمائهم في السجل الانتخابي بلغت نسبة المشاركة وسطهم 70%. ويرجع رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية اللواء احمد ادريس تحديدهم لعدد 390 مركز تسجيل الي مساحة الشمالية الشاسعة ،مشيرا في حديث ل(الصحافة) انهم هدفوا من وارء ذلك الي تسهيل عملية التسجيل للمواطنين بمختلف انحاء الولاية ،وقال ان هناك مراكز متحركة وذلك لوجود قبائل رعوية ،مبينا استهدافهم تسجيل كل الذين يحق لهم قانونيا المشاركة في الانتخابات ،وقال ان اجراءات تنقيح السجل بالحذف والاضافة ستنتهي في السابع من شهر يوليو. استمرار عمليات التسجيل بهذه الوتيرة التي تتباين الآراء في تقييمها مابين الجيدة والمتواضعة،يعزيها من يصفها بالجيدة الي اعلان الاتحادي الاصل مشاركته في الانتخابات وتوجيهه لقواعده بضرورة التوجه لمراكز التسجيل ،ويشيرون الي ان هذا الاعلان الاتحادي دفع المؤتمر الوطني الي استنفار قواعده للتسجيل. ويبدو أن جدية الاتحادي الاصل لم تقتصر علي تكثيف الجانب الاعلامي الذي يتبدي جليا لمن يزور دنقلا في الملصقات التي عقلت علي الجدران تحث عضوية الحزب على التسجيل ،بل تتضح خلال دفعه امس بأسماء سبعة مرشحين للهيئة القيادية بالمركز لاختيار احدهم . ويشير نائب المشرف السياسي للحزب بالولاية الشمالية عثمان الشايقي الي نهم تلقوا توجيها من مركزية الحزب بالحرص علي التسجيل في السجل الانتخابي الدائم ،وقال في حديث ل(الصحافة) ان الاتحادي يتجه نحو المشاركة في انتخابات اكتوبر ،معتبرا تولي رئيس الحزب الفاتح ابوشوك رئاسة غرفة عمليات السجل والانتخابات ،مؤشرا علي جدية الحزب في دخول العملية الديمقراطية. وحتي تشهد انتخابات اكتوبر اقبالا من المواطنين ،يرهن المحلل السياسي شريف برسي ،هذا الامر بإحداث حكومة الولاية وحزبها الحاكم اختراق حقيقي في قضية كهربة المشاريع الزراعية ،وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين بالتدخل لضبط الاسعار وذلك برفع الرسوم عن السلع. فيما يري الامين العام للمؤتمر الشعبي ان نجاح الانتخابات يتوقف علي ترشح مستقل يحظي بقبول وسط مواطني الولاية ،وقال ان توفر الاعتبارات القبلية والجهوية في المرشح المستقل ربما تسهم في مشاركة واسعة للمواطنين. الا ان نائب الامين السياسي للاتحادي الاصل عثمان الشايقي،يعتقد ان انتخابات القضارف شهدت عزوفا من واقع مقاطعة الاحزاب التقليدية لها ،وقال انه في حالة الولاية الشمالية فإن الامر مختلف ،وذلك لمشاركة حزبين كبيرين لهما وزنهما في الولاية، وهما الاتحادي والمؤتمر الوطني ،متوقعا ان يأتي التنافس محتدما بين الحزبين ،وسط مشاركة واسعه من الناخبين الذين توقع مشاركتهم وحرصهم علي اختيار من يرونه مؤهلا لقيادة الولاية خلال المرحلة المقبلة.