الخرطوم : تهاني عثمان: دخلت في غرفة جدها القصية عن بنايات المنزل حتي لا تعرف رفيقاتها مكانها عندما كن يلعبن «دسوسية »ولان الغرفة لا يدخلها احد لم يخطر ببالهن وجودها بداخلها فكانت فرصة لها كي تتجول داخل الغرفة الهادئة ومعرفة مكنونها واثناء تفقدها للاشياء لاسترضاء فضولها وجدت«حقة التمباك» في احد الترابيز فما كان منها الا وان فتحت العلبة وقذفت ببعض منها تحت شفتها السفلي لتصاب بعدها بحالة من الدوار فهرعت الي خارج الغرفة وافرغت ما في جوفها قبل ان يتم اسعافها من قبل والدتها بعصير الليمون . لا زالت ذاكرتي تحتفظ باشكال علبة الساردين ذات اللون الذهبي وعلب كريم النيفيا ذات اللون الازرق التي كان يحملها اجدادنا ويملئوها بالتمباك طريقة مسك الحقة وضرب الغطاء ثلاث ضربات او اثنين قبل فتحها «طقة الكيف» . يقول الصادق أحمد في حديثة «للصحافة » : « حميمية غريبة ربطت بين ابي و« حقة السعوط » ، ووالدي كان يسرف في سف السعوط وكانت الحقة لا تفارقة بدا ، وعندما يجلس في عنقريبه العصرية يحفظ لها مكانها قرب احد «كراع العنقرب » في الجهة القريبة من رأسه قرب مكان الراديو ، ويقول حسن الجيلي كان جدي لوالدي وهو يرسلني الي منزل جارنا وانا احمل «الحقة»وهي عبارة عن علبة ساردين مستطيلة الشكل يميل لونها الي الذهبي ، كي احضر له التمباك من صديقه بعد ان فرغت علبته من محتواها . ولكن بالنظر الي تغييرات الوقت الراهن نجد بان الحقة تلاشت تماما وبالكاد تلمح احدا يستخدمها وغير الكثيرين طريقة حفظ التمباك من الحقة التى يعتبرها الكثيرين غير سياحية وغير مواكبة للتطور فاتجهوا الى استخدام «الاكياس» وفي ذلك يقول سعيد المبارك ان التمباك في الزمن السابق كان لا يستخدمة الا الرجال الكبار ويجدون خصوصية في الاحتفاظ بالحقة التي يكون احدهم حريصا عليها ولا يغيرها حتي وان مر عليها الزمان . ويقول حمد بابكر ان الشباب يسفون السعوط ويخافون من اتساخ الملابس بالمادة التي تخرج من التمباك خاصة وانها تحدث اثارا في الملابس لا يزيلها الصابون ، لذا يسعي البعض الي الاحتفاظ بذلك الكيس في الساق مثبتا باحد الجوارب وملفوفا بالورق ، ويقول سليمان البخاري ان كيس التمباك اخف واسهل واقرب الى الاستخدام بدلا عن الطريقة الكلاسيكية التي استخدمها اجدادهم في الاحتفاظ به في الحقة ، اضف لذلك من السهل التخلص من الكيس في حالة تغير رائحة التمباك ، ولكن حتي اذا افرغت العلبة من محتواها فهل ساقدم علي غسلها من جديد ، التطور والمواكبة والسرعة لم يعودوا يتحملون وجود حقة للسعوط . بينما يري الشيخ محجوب ان الحقة يستخدمها اصحاب المزاج والكيف وان الاكياس التي يحمل فيها الشباب التمباك انما هي مزاج وقشرة وفلهمة ليس الا ، ويقول الشيخ لا زالت احتفظ بالحقة واحرص عليها وعلي ان تكون رفيقتي في كل الاماكن وان كان البعض يلتفت الي عند استخدامها خاصة في المناسبات ولكني لا اعير الامر ادنى اهتمام.